أكد السيد يونادم كنا رئيس أئتلاف حركة الرافدين والنائب السابق في البرلمان أن رئيس مجلس النواب الأسبق الأستاذ أسامة النجيفي كان قد وضع الشركاء السياسيين في الحكومة والبرلمان عام 2013 أمام نقاط جوهرية ، مثلت رؤيته الصائبة والثاقبة لكيفية معالجة تطورات الوضع السياسي العراقي إبان فترة الولاية الثانية لحكم رئيس الوزراء الأسبق السيد نوري المالكي ، من خلال جملة نقاط وضعها السيد أسامة النجيفي رئيس البرلمان أنذاك ، أكدت الأحداث والتطورات الحالية صحة ما ورد فيها من أفكار ورؤى واقعية ومتعمقة ، وضعت اليد على مكامن الخلل وكيفية الخروج من تلك الازمات.
وأوضح السيد يونادم كنا في مذكرات له يكتبها عن تلك الحقبة المثيرة من تأريخ العراق السياسي في الولاية الثانية لحكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وما إعتورته من حدوث تطورات خطيرة في وقتها ، من خلال إجتماع للقوى السياسية الحاكمة أنذاك في 9 أيلول 2013 ، أوضح خلالها السيد أسامة النجيفي رؤيته لمعالجة تداعيات الأوضاع السياسية أنذاك ، وقد أثبتت أحداث التاريخ العراقي الحالي وما مر به من تطورات دراماتيكية متسارعة صحتها أيضا ، في وقت أكد السيد يونادم كنا أن الاخوان في وقتها لم ينصفوا الشركاء ، وكانت نتيجتها دخول داعش وما رافقها من إحتلال ودمار لأغلب المدن العراقية التي وقعت تحت سيطرته.
ومن المؤشرات الصائبة والثاقبة التي أشرها السيد أسامة النجيفي عندما كان رئيسا لمجلس النواب بحسب السيد يونادم كنا كالآتي:
** ينبغي وضع سقف لمعالجة المطالب في البيت الداخلي العراقي.
** هناك إنقسام مجتمعي وإنقسام سياسي، وهناك تعسف ونهج طائفي من القوات العسكرية.
** نحتاج لإجراءات سحب الجيش من المدن وتسليمه الى الشرطة المحلية في كل محافظة.
** نريد أن يشعر الجميع بالعدالة وأن البلد للجميع.
أ** أؤكد أن هناك مشكلة حقيقية داخل المجتمع العراقي وهناك ميليشيات وإرهاب وقتل.
** علينا أن نخرج بموقف موحد لمعالجة تلك التداعيات.
** ينبغي عدم إستخدام السلاح خارج حدود الدولة وعلينا تحقيق المصالحة والتسامح وتجاوز مخلفات الماضي.
** المطلوب قضاء مستقل وقانون مستقل وأن يطبق القانون والعدالة على الجميع.
** إنها فرصة تاريخية لنتصارح ونضع الحلول ونعيد التوازن الوطني والتوازن الدستوري ليكون بمقدور البلد أن يسير في الإتجاه الصحيح.
** من ألاهمية بمكان الإستجابة والحوار لطلبات المعتصمين وحل مطلبهم في الأنبار والمحافظات التي خرجت فيها تظاهرات.
** الأزمة السورية أطلت برأسها على العراق وينبغي الحذر منها ومن تطوراتها، وعلينا أن نتحرك بالسرعة ويكون لنا موقف مما يجري في سوريا.
** علينا أن لانقبل بالضربة العسكرية وأن يكون الحل سلميا ونحارب الارهاب في المنطقة لنحرج من الأزمة اقوى واقوى.
في حين أكد السيد خضير الخزاعي في الإجتماع في حينها أنه لاوقت للمعالجة لكل هذه المطالب، وعلينا كما قال إسعاف الجريح أولا كرجل إطفاء يطفيء النار أولا ، لافتا الى أننا بحاجة الى موقف سياسي موحد للإسعاف الاولي السريع ، والتبشير بحل سلمي وسياسي وبعكسه ستستعيد القاعدة تنظيم نفسها وانزال ضربات بحق العراق.
من هذا يتبين حقا مدى صدق طروحات السيد أسامة النجيفي ورؤيته الثاقبة والصائبة لمعالجة تطورات الوضع السياسي والأمني للعراق منذ الولاية الثانية للسيد نوري المالكي وما قبلها ايضا وحتى الى وقتنا الحالي،وكيف تم تهميش المكونات العراقية وعدم الإستماع الى مطالب المتظاهرين والمعتصمين في الأنبار وغيرها من محافظات العراق ، وصدق ما آل اليه الوضع السوري من تطورات، وما يشهده العراق الآن من تطورات وصراعات وإنقسامات،وما وصلت اليه الأوضاع الإقليمية من تناحر وتفكك وحروب أكلت الأخضر واليابس وتدخلات خارجية واسعة في الشأن العراقي،وأدت تلك التدخلات الخارجية الى تفتت أنظمة وكيانات وسيطرة الجماعات المسلحة على مقدرات الامور، كلها كانت تداعيات لو وضعت لها الحلول في وقتها مثلما عبر عنها السيد أسامة النجيفي لما وصل الوضع العراقي الى ما وصل اليه الآن من مستقبل مجهول وغامض ، ولا يدري العراقيون الى أين سيتجه بلدهم في ظل تطورات متسارعة ليس بمقدور العراقيين وقف إنهياراتها المتسارعة على أكثر من صعيد.