23 ديسمبر، 2024 12:08 م

رؤيا حول مؤتمر مشغن ومؤتمر واشنطن

رؤيا حول مؤتمر مشغن ومؤتمر واشنطن

تضاربت الاّراء حول المؤتمر الاول الذي عقد في مشغن ما بين مؤيد ومعارض وكان موقف المعارضين هو الاعتراض على وجود بعض الشخصيات المشبوهة مثل ايهم السامرائي الذي لا يترجى من تاريخه وتاريخ البعض الاخر من المشاركين ان يكونوا قادة لحملة التغيير .. اما موقف المؤيدين كان لسبب وجود بعض الشخصيات الوطنية المناهضة للاحتلال الامريكي والايراني، وايضاً يعتبر المؤيدين ان ما نتج عن المؤتمر لا يخلو من فائدة خصوصا التنديد بالعملية السياسية وتشخيص موضوعي لما افرزته تلك العملية من سلبيات ادت الى تدني الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد .. ومع ذلك نحن نرى ان هذا المؤتمر لا يرتقي لمستوى تكوين نواة وطنية للتغيير .. اما المؤتمر القادم المزمع عقدة في واشنطن في 13 آذار / الجاري فان ما ظهر من تحضير جيد ودعاية ناجحة وردود افعال تشير الى ان اهداف المؤتمر اقرب لمشروع وطني لإنقاذ العراق من الاحتلال الايراني وفساد العملية السياسية وتبديدها لثروات العراق .. ومن خلال ذلك لابد من الإشارة الى بعض الملاحظات التي تتلخص في النقاط التالية :

أولاً : امريكا غير جادة في تغيير ملامح النظام الحالي في العراق وغير جادة في دعم القوى الوطنية المشاركة واولهم حزب البعث لبناء صفحة جديدة لترتيب الاوضاع في العراق وانما فقط تريد استثمار تلك اللقاءات كجزء من بروبكندا المواجهة مع ايران خصوصاً بعد فشلها في إقناع الطبقة السياسية التي جاءت بهم الى السلطة وانحيازهم لأيران استناداً الى تقدم الولاء المذهبي على الولاء السياسي ..
ثانياً : امريكا لديها ثوابت سياسية في الشرق الاوسط وفي الدرجة الاولى الموقف من اسرائيل وان ثوابت المشاركين والقائمين على المؤتمر تتقاطع مع المواقف الامريكية من القضية الفلسطينية والموقف من الكيان الصهيوني فضلا عن المواقف الاخرى المبدئية التي لا يمكن قبولها من قبل امريكا مثل مفاهيم حزب البعث من الوحدة العربية ورفض التدخلات الاجنبية وعدم قبول اي احتلال مهما كانت الأشكال والدوافع .. وان هذا التباين يعطي انطباع على ان امريكا تتبنى شكلياً لمثل هكذا مؤتمرات من اجل استثمارها للضغط على ايران واتباعها من الطبقة الحاكمة في العراق وليس لغرض تبني مضامين مبدئية.
ثالثاً : نرى لا يوجد ما يمنع من اي تواصل او لقاءات مع الامريكان على اساس الحوار السياسي الثنائي بعيد كل البعد عن مبدأ التابع والمتبوع اَي حوار مجموعة وطنية مثقفة ونخب من مختلف شرائح المجتمع العراقي تحمل رؤى واضحة لمشروع وطني عراقي يخترق العقل الامريكي ويشخص اخطاء السياسة الامريكية ويوضح مطالب الشعب العراقي لإنقاذ العراق من التدخلات الاجنبية والهيمنة الايرانية والمحاصصة الطائفية على ان يكون هذا الحوار قائم على اساس مبدأ التكافئ دون فرض الشروط والإملاءات، كما كان يحصل مع ما يسمى بالمعارضة العراقية، وذلك من اجل الوصول الى نقاط تلاقي والعمل على تطويرها وترجمتها الى افعال وفي الوقت نفسه فرز نقاط الخلاف وتأجيل بحثها في مراحل اخرى كما هو معروف في اغلب الحوارات المهمة في دول العالم المتحضر .. وهذا بالتأكيد يعطي نتائج افضل من اي تجمعات يسبغ عليها الطابع الإعلامي ومع ذلك يبقى اي تجمع وطني لا يخلو من فائدة شرط ان يؤسس لبناء عمل متواصل وحلقات لإدامة البناء وتطويرة..