يقال أن تفاوت بين بني البشر في إمكانات، والتي يعبر عنها بالقدرات المادية والمعنوية هي صفة ملازمة للطبعة البشرية، فالقاعدة الأساسية أن البشر ليسوا سواء، وإنما لكل فرد صفاته في حد ذاته..
لنفترض بديهية هذا الوصف، ولكن بني البشر عندما يشعر بالتفاوت الحاد في الامان والمكان والمكسب المشروع لادامة الحياتة وحريته الانسانية وبشكل جماعي، فيكون التعبير لمواجهة هذه التفاوت متماثلة بين جميع أينما يكونوا وفي اي زمان وبين أي نوع من الانواع البشرية لوناً وتأريخاً وإنتما..
وأن التماثل دون تباين الحاد وبشكل متوازن إذا كان في المكسب المادي أو الروحي وضمانات إستمرارية هذين المكسبين لكل حسب مكانته المعنوية في الاخذ والعطاء، هذا يعني تواجد أهم عامل الاستقرار في العلاقات البشرية وهذا التماثل الموضوعي يحدد الطريق البناء والحضارة والتقدم والرقي البشرية ويكون لهذا التماثل الموضوعي اثر وإلى حدكبير على الموارد و المكتسبات التي تتحقق للافراد والجماعات تبعاً لمنطق الاخذ والعطاء
من هنا أن خلل في مستوى (الحقوق والواجبات)ومايعاني منه مجتمعاتنا يكمن في عدم وجود التوازن و التماثل أو لنقول (الوسطية) بين فئاتنا الاجتماعية .
نفهم أن وجود (فوق) و(تحت) مسالة طبيعيه، ووجود الفوارق في العلاقات الاجتماعية تبعاً لذلك أيضاً طبيعي، ولكن غير طبيعي هو وجود الناس في فوق ومقتدر لاقصى الحد ….‘ مع وجودالناس في التحت وبائيساً إلى أقصى الحد…! هنا يفقد التوازن وبانتيجة يفقد روح العلاقة سليمة بين الافراد المجتمع .
كلنا نعلم أن جميع الاديان السماوية نادت بالمساوات بين الافراد المجتمع وقد تبعها في ذلك معظم الدساتير الوضعية قديماَ وحديثاً، ولم تعترف بالطبقةعلى أساس التشريف والتكريم آي بمعنى أن تتميز طبقة إجتماعية عن أخرى بكونها أكرم أو أشرف لحيازتها لامتيازات وقدرات معينة ، والدين الاسلامي الحنيف حدد الاكرم لمن يتقى و يكون له الموقف العدل تجاه المجتمع، وأن الاديان لم تنف التفاضل من هذا المنطلق بين البشر ولكن ضمن المعاييرالتي وضعتها الشريعة وهي كما أشرنا أن أعلى منزلة هو أكثر تقوى وصلاحاً .
ولكن نظرة واقعية إلى مساحات واسعة على الارض من هذه المنطقة التي نحن فيها‘ مستوى الحياة والحقوق وأداء الواجب في أكثر جوانبه الاجتماعي والاقتصادي تكاد يكون التوازن فيها معدومة وبشكل خطير والتفاوت الحاد في بعض الاماكن سيد الموقف في المشهد اليومي للحياة…! وأكثر إيلاماً من الناحية الانسانية وفي بعض البقع من هذه الارض ، أن المتنفذين، مصرون على أبقاء مواطنأ لـ (تحت) بعيد عن فهم الواضح لمعنى المواطنته بحيث يكون صورة حقة و واجباته ظاهرأمامه وله قدرة على منع التلاعب بين المطلبين : الحقوق والواجبات، وفي عقليتهم أن بذلك يحافظون على إمتيازاتهم عندما يبقى الجهل مسيطراً على ألاكثرية في (التحت !)، في حين أن المنطق وعلى طول الحياة البشرية يقول : أن عدم المساوات في توزيع الامتيازات والمكاسب والتي يعبر عنها بالثروة تعد مصدراً محتملاً، لا ‘ بل إذا تجاوزة الحد، أكيد سيكون دافعاً لعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي في أي مجتمع ، وذلك لآن الفيئات الاجتماعية العليا المستأثرة على الامتيازات أقل عدداً من الفئات الاجتماعية الدنيا الأقل نصيباً، والخطوره تكمن في أنه إذا كانت الامتيازات للفئة الاقلية أتي على حساب بؤس الاكثرية ، عند ئذن سيكون وعندما يفيض الكيل فإن الفيئات العليا تواجه مشاكل عصيبة في إدامة الضبط الاجتماعي على الفئات الدنيا . والسؤال : هل من الممكن، في العصر العولمة ، عصر الحيتان الرأسمالية ينتقل فيه كل ماهوسيء منهم إلى مجتمعاتنا المليئة بالعقد المتنوعة يسيطر عليها النفعيون ‘ نتسأل هل ممكن بناء مجتمع يسوده العدل الاجتماعي بحيث لانسمع للشكوى الادنا من الاعلى ؟ مجتمع المثالي لانسمع فيه من شَعر بظلم عيشاَ وعملاً و روحيأ من الذين جالسين الفوق ؟…
سمعت مرة سؤال خطير من أحد علماءنا الاجلاء عندما كان يشرح الروح العدالة الاجتماعية في الاسلام و كراهية الانسانية وضمن المفهوم الاسلامي لظلم الاجتماعي ، حيث فاجئنا بسؤال : هل يشك من قراءة التأريخ الخلفاء الراشدين بعدالة خليفة عمر بن خطاب [رضيةالله عنة)؟ وأضاف : مع ذلك هل من ممكن القول أن زمن حكم العمر وحتى في داخل الجزيرة العربية حيث كان يحكم لم يقع الظلم على احد ؟ وأجاب بنفسه: لايمكن، وأكيد وقع الظلم لانه ماكان بامكان كل من وقع عليه الظلم يصل صوته ويضع مظلمته أمام الخليفة…! اطلعت على تقرير صحفي ومعزز بالوثائق أن في مدينة القاهرة عاصمة مصر يعيش ملايين من الناس في المقابر لعدم إمتلاكهم الدار للسكن، في حين أن شخصاً من ذوي النفوس والسطوة يمتلك ملايين فدادين في الارض المصر الخصبة وبدون وجه الحق و لايعلم غيرألله وهو كيف وبماذا يستعمل هذه المساحة من الأرض الواسعة ؟ إذاً طموح بمجتمع يحكمة العدالة تامة.. في هذا العصر شيء أكثر من الصعب، ولكن ليس مستحيل من يكون عادلاً أن يضمن توازن العدالة لحد يمنع الطوفان … وليكون الله في عون الناس(تحت )
كنت جالسا في احدى المقاهي الشعبية ‘ مجموعة (اربعة أوخمسة ماتقبل غلط كانوا من المتقاعدين المساكين )سمعت احدهم قال : بعد ظلم الديكتاتورية ومنذ احتلال بلدنا ‘ وما يبث من نفاق من خلال مكائن اعلام المحتل ومن سلم السلطة عن طريقهم يعزفون ولحد الان وبعد مرور اكثر من عشرين سنة انهم جاءوا لتحريرنا ‘ لم نطلع على دراسة حول ماحصل ولايزاليحصل من السلبيات وسحق لانسانية الانسان في بلدنا ‘ بشرط ان تكون الدراسة لعراقي صاحب ضمير‘سترى الوصول الى حقيقة جدا مره لآنه يظهر أن عدد من يعيش (تحت ) يتضرعونجوعا ومن يعيش (فوق) ماكان يملك شيء قليل ويعيش ويتصرف كأنه في عالم أخر و ليس في بلده العراق ‘ وأن من يتابع التقارير الامنية والاجتماعية عن الجرائم المروعة (خارج ما يحصل من جرائم الارهاب ) افرازات زيادة المساكين (تحت ) بوجه من يعيش (فوق ) ‘ لم نسمع اي وطني أو اي جهة علمية تقوم بهذه الدراسه و يقترح على (المخلصين في مواقع المسؤولية )لمعالجة الوضع ‘ ولكن تفاجئت أن أحد ألاكاديميين قام بتأليفواصدار كتاب (ضخم) يشرح خطورة (التنوع العنصري و المناطقي و المذهبي ) على مستقبل اهل العراق ‘ وعند قراءتها وانت مواطن عراقي وطني لاتستطيع الا ان تحزن لان البلد وصل لحد (يوجد فيه اكاديمي ) يكتب دراسه بنفس أحقر ادارة ضد الانسانية (أمريكا ) التى زرعت ولاتزال بشتى طرق الموت في بلدنا …