22 ديسمبر، 2024 8:58 م

نجح الرؤساء الذين افنوا سنوات كثيرة من اعمارهم في القيام بمهام الامن في بلدانهم، وغالبا مايحظى هولاء الرؤساء الامنيون بحب شعوبهم واحترام حكومات العالم لهم، يفضّل زعماء العالم المتقدم التحاور مع الزعماء الذين لديهم خبرة في الخرائط الامنية والاقتصادية ومعالجة الكوارث في عالم تشغله هذه الايام ملفات الامن والاقصاد والكوارث اكثر من غيرها بسبب تكاثر التقلبات الامنية والاقتصادية والطبيعية في السنوات الاخيرة . يقول فالنتين يوماشيف أحد أهم مساعدي الرئيس الروسي بوريس يلتسن الموثوقين(1991-1999)،سألني الرئيس عن انطباعي في احد الخلفاء المحتملين لقيادة روسيا ،وكان يقصد بوتين رئيس الاستخبارات، فأجبتُ بأنه مرشح رائع يجب أخذه في الاعتبار؛ إذ كانت الطريقة التي يعمل بها تشي بمدى قدرته على القيام بمهام أصعب”. .وكان بوتين بالفعل يقوم بمهام صعبة ولازال يقود روسيا بحنكة عظيمة ،في مصر ترأس عبد الفتاح السيسي مديرية المخابرات وهو اليوم يقود مصر وسط التفاف شعبي وعالمي كبير ،وفي العراق ،ترأس مصطفى الكاظمي جهاز المخابرات ثم انتقل منه الى رئاسة الحكومة وحظي بتأييد شعبي ودولي ايضا ،في اقليم كوردستان ترأس مسرور بارزاني مجلس الامن القومي في ظروف صعبة استطاع خلالها ان يحافظ على امن الاقليم الكوردي بأسلوب امني هاديء ورصين لم يسمح بتكدير صفو المواطنين والضيوف والمقيمين والسائحين والمستثمرين في احلك الظروف التي استلبت فيها مدن وانتهكت مفاصل امنية لعواصم كثيرة في الشرق الاوسط .ثم وعبر انتخاب برلماني فاز مسرور بارزاني برئاسة حكومة اقليم كوردستان بحضور محلي ودولي واممي رفيع .
في اربيل الناعمة المشعّة على الدوام ،والمكتضة بالعمارات والشوارع القديمة والشوارع الجديدة والمتنزهات ومشاريع الاعمار المتكاثرة بشكل مدهش ،ومايترتب على ذلك من تغييرات جيولوجية وتغييرات في التضاريس والجبال والوديان ،لابد ان يكون هناك احتمال لحدوث كوارث تتعلق بالفيضانات ،سيما ان كل الامطار التي تتساقط على الجبال تنحدر طبيعيا عبر الوديان باتجاه المدينة واقضيتها ونواحيها وقراها ،وبفعل ماخلفته الازمة الاقتصادية على اقليم كوردستان كان لابد ان يكون هناك تعثر في تشييد المزيد من شيكات تصريف مياه الامطار والفيضانات ،ومع كل هذا وذاك حدثت الازمة عبر هطول الامطار لاول مرة بغزارة غير معتادة،وفاضت وديان وغرقت منازل وشوارع وجرفت معها مركبات وممتلكات وبساتين .
اربيل لم تجلس مكتوفة الايدي امام هذه الكارثة المفاجأة ،الشعب والحكومة معا انتفضوا لحماية عاصمة اقليمهم الذي يعد من اكثر المناطق ازدهارا وامنا في العالم وفقا لاستبيانات اممية ،وهم عازمون على الحفاظ على هذه المكانة الرفيعة .فالكورد مقاتلون شجعان وسياسيون ناجحون ومحاورون مهرة والكورد صنّاع حياة وعشاق سلام ،والكورد معالجوا ازمات وكوارث،فخرج رئيس الحكومة باتجاه الكارثة فور حدوثها يتبعه طاقم وزراءه ،كان بامكان رئيس حكومة اقليم كوردستان الجلوس بمكتبه وادارة الازمة من هناك لكنّها اربيل ، وأربيل ليست مدينة عادية ،انها مدينة الكورد والضيوف والمقيمين والنازحين والسائحين والقنصليات والمراكز الثقافية العالمية وشركات المستثمرين من كل اصقاع العالم والمطار والفنادق الفخمة والحدائق الجميلة والجامعات الرفيعة والمشافي العظيمة والقلعة الشهيرة ، خرج مسرور بارزاني رئيس الحكومة ومعالج الازمات والكوارث ،ومشى في الشوارع المطينة والتقى بالمتضررين وتحدث معهم وشاركهم مشاعرهم ووعدهم خيرا فانزاحت مخلفات الكارثة عن صدورهم وهم يشاهدو الرئيس بينهم في الساعات الحرجة في حدث قل مثيله بين رئيس وشعبه الا ماندر ،وبقرار جريء وسخاء بالغ يقرر الرئيس وحكومته تخصيص ثلاثة مليار دينار لتعويض المتضررين من السيول والفيضانات التي اجتاحت مدينة اربيل باقليم كوردستان.فتنتهي الكارثة ومخلفاتها في يوم واحد.
انه زمن الرؤساء الناجحون ، نجح الرؤساء الذين افنوا سنوات كثيرة من اعمارهم في القيام بمهام الامن في بلدانهم، بفعل خبرتهم في الخرائط الامنية والاقتصادية ومعالجة الكوارث وغالبا مايحظى هولاء الرؤساء الامنيون بحب شعوبهم واحترام حكومات العالم لهم،واحدهم مسرور بارزاني ،رئيس حكومة اقليم كوردستان.
.