22 نوفمبر، 2024 2:45 م
Search
Close this search box.

رؤساء مجلس الوزراء في الميزان

رؤساء مجلس الوزراء في الميزان

علاوي الجعفري المالكي العبادي رؤساء مجلس الوزراء العراقي بعد عام ٢٠٠٣ ، عند تغيير النظام في البلد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، وبالتفصيل الدقيق لهذه الأسماء ، نجد انهم يمثلون حزبين فقط وليس أربعة احزاب ، ولكل حزب اجندات ومبادى وافكار ورؤى تختلف عن الاخر ، اما ما يجمع حركة الوفاق الوطني العراقي  وحزب الدعوة الاسلامية انهما اهم العناوين في المعارضة السياسية قبل التغيير ، و للتعرف عن هذين الحزبين ببساطة وسلاسة يمكننا القول ..
ان حركة الوفاق الوطني العراقي هي حركة سياسية لبرالية تقدمية علمانية ، تشمل كل مكونات الشعب العراقي أهدافها باختصار ، بناء دولة المواطنة بكل معانيها ، وحماية الوحدة الجغرافية للعراق وعدم السماح باي تدخل في شوؤنه الداخلية ، والعمل على تحقيق ديمقراطية حقيقية وسن قوانين تحترم حقوق الانسان طبقاً لقرارات هيئة الامم المتحدة التي تتضمن الحرية التامة لكل المعتقدات السياسية ، والعمل على استقلال المؤسسة القضائية عن السلطة التشريعية والتنفيذية بما يضمن حقوق متساوية لكل العراقيين بصرف النظر عن القومية والدين والثقافة والانتقاء السياسي ، واختير اياد علاوي مؤسس هذا الفكر من قبل كل المعارضين قبل ٢٠٠٣ الذين أصبحوا حكاماً بعد ذلك دون استثناء ،اول رئيس مجلس وزراء للعراق ، واناطته بسلطتين تشريعية وتنفيذية ، حكم من خلال هذا ثمانية الى تسعة أشهر ، وبهذه الفترة كان المواطن العراقي يترقب عن كثب رغم الفراغ بعد الحكم الشمولي ويحذوه املاً كبيراً بمستقبلاً أفضل ، وكانت الوحدة المجتمعية العلامة البارزة ولا وجود للطائفية في وقتها ، وإنما تم ترسيخ اهم معالم الديمقراطية بتاريخ العراق وهو التداول السلمي للسلطة ، رغم اصرار جميع معارضين السابق وحكام اليوم على التمديد للدكتور اياد علاوي لفترة أمدها سنتان ؟ ؟ الجواب هو النجاح  .. لكن أهداف ومبادى حركته وايمانه بالديمقراطية الحقيقية وبناء الدولة المدنية تتعارض مع التشبث والاقصاء والتهميش لذا رفض ورفض حتى دخول الانتخابات بعنوان طائفي يمثل مكون معين وأصر على وضع ركيزة اسمها ( العراق لكل العراقيين )
اما حزب الدعوة الاسلامية الذي ينتمي له الجعفري والمالكي والعبادي هو احد الأحزاب السياسية الشيعية الرئيسيّة ، ويعتبر اهم الأحزاب الاسلامية العراقية المعارضة ، والسبب البارز من تأسيس هذا الحزب بعد الاطلاع على بدايات تكوينه هو خلق توازن فكري مع الشيوعية و العلمانية و القومية العربية ، وبرز الحزب الى سطح السياسة العراقية في السبعينيات وقام بحملة مسلحة ضد الحكومة العراقية السابقة و الحزب الحاكم و كانت النتيجة سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين الابرياء ، وتعد المظلومية هي العنوان الراسخ لهذا الحزب عند ابناء الشعب العراقي بعد ٢٠٠٣ وبما ان التوجه العام للحزب هو الشريعة الاسلامية ، كان ابناء العراق يأملون بتطبيق تعاليم الاسلام مع الجميع ويتجه العراق نحو البناء والتقدم والازدهار ، لكن الشخصيات التي حكمت باسم هذا الحزب وليس المفكرين والمنظرين له  ، بعد نيسان من عام ٢٠٠٦ الى يومنا هذا تعتبر هي المسؤولة عن ما يجري في العراق ، فان كان خيراً يحسب لهم ، وان كان شراً فعليهم  .
اما العراقيين بكل مكوناتهم وطوائفهم وقومياتهم فعليكم ان تحللون و تشخصون و تقارنون لكي يتسنى لكم الاختيار الصحيح وفق ما يحتاجه العراق وشعبه الكريم ، مابين دولة مدنية حديثة تطبق الديمقراطية من خلال ترسيخ مفهوم دولة المواطنة بعيداً عن الطائفية والمذهبية والعرقية ملتزمة بمبدأ العدل والمساواة وضمان حقوق مواطنيها واحترام كل القيم الاسلامية والتراث الاسلامي ، وما بين سلطة اخذت تحكم ما يقارب اكثر من عشرة سنين لم ينتج منها الا الانقسامات والتشرذم والمناكفات وفقدان البوصلة الحقيقية لبناء الدولة ، مما تسبب بتمدد القوى المتطرفة والإرهابية في مناطق متعددة من ارض الأنبياء والأولياء ( عليهم السلام )
اذن من المصلحة ان يكون الاختيار في هذه المرحلة الصعبة بحده الأدنى نحو الفكر الذي يتلائم مع طبيعة الوضع العراقي والاستفادة من النجاحات وكذلك الإخفاقات التي مورست بعد تشخيصها والعمل على معالجتها ، واختيار اتجاهاً عقلانياً ذكياً حكيماً يوصل العراق الى بر الأمان والاستقرار.

أحدث المقالات