19 ديسمبر، 2024 6:14 ص

رؤساء الكتل السياسية … لا تخدعوا الناخبين مجددا !

رؤساء الكتل السياسية … لا تخدعوا الناخبين مجددا !

لقد (عادت ريمة الى عادتها القديمة ) مثل يضرب لمن يكرر الكلام والتصرف والسلوك مرات عديدة دون الاخذ بالنصيحة والاستماع للتوجيه والتوقف عن الخطأ وارى ان هذا المثل ينطبق وبقوة على رؤساء الكتل السياسية الذين بحمد الله نزلوا اخيرا من ابراجهم العاجية وتذكروا ان لهم شعبا يخاطبوه ومواطنين يعانون صعوبة العيش ينتظرون منهم تقديم الحلول لمعاناتهم تلك. انه زمن الانتخابات ولا ريب ان ترى وجوه المسؤولين وهي تشع نور ومحبة وتسامح لابناء شعبهم ولا ترى او تسمع سوى الوجوه المبتسمة والخطب الرنانة والشعارات الجميلة فالنجيفي رئيس البرلمان يريدها انتخابات للتغيير على شاكلة شعار الرئيس الاميركي اوباما في حملته الانتخابية  change  اما المطلك والكربولي يريدانها عراقية عربية ماشاءلله واما المالكي الذي عاد خائبا من جولة في جنوب العراق فيريدها عزم وبناء وبالطبع تحت مظلة دولته القانون فقط لانه ما يريد ينطيها وما زال مقتدى الصدر في صراع مع نفسه وحيرة من امره فتياره تيار الفقراء ما زال فقيرا عدا عن ان مسؤوليه الذين يحاربون الفساد بشراسة نسوا محاربة انفسهم وعلى ما يبدو ان مقتدى الصدر مازال يعاني من فوبيا البعث المجتث فيحذر الناخبين من عدم الادلاء باصواتهم خشية فوز البعثيين !
 
دعونا الى مقاطعة الانتخابات لمجالس المحافظات وقد يظن البعض اننا نغرد خارج السرب وهذا غير صحيح وبالطبع نريد للديمقراطية كنظام حكم للعراق ان تستمر وتتعزز ولكننا لا نرى في الافق اي بوادر للنجاح لتجربتنا الديمقراطية الوليدة حديثا والاسباب كثيرة اننا ما زلنا نجرب نفس الاسماء والادوات والبرامج التي اثبتت فشلها خلال عقد من الزمن اسماء منحت الكثير من الدعم والفرص من اجل النجاح ولكنها ادمنت الفشل وخيبت الامال وبالتالي الموضوع ليس اننا نحارب توجهات الشعب ورغبته في التغيير ولكن المشكلة اننا سنغير الفاشل بفاشل جديد وفاسد باخر جديد لان الادوات هي نفسها الادوات والاسماء هي نفس الاسماء اليس المالكي والنجيفي وعلاوي والصدر والحكيم والمطلك والكربولي والعامري هي من قادت هذه التجارب الفاشلة مسبقا ولم نر اي مسؤول يحاسب اي عضو في قائمته بل على العكس فانهم يوفرون لهم الحماية والحصانة القانونية حماية لهم ولفسادهم فما الذي تغير اذن عندما نزل هولاء في قوائم جديدة مرشحين انفسهم ومن ينتمي الى قوائمهم وما الذي يقنعنا انهم سينجحون في زمن خلافاتهم في حين انهم فشلوا ايام توافقاتهم التي اثبتت فشلها ايضا. لا نستطيع التصديق بان هؤلاء القابعين في المنطقة الخضراء منذ عقد من الزمن البعيدين عن هموم المواطن وامنه ومشاكله سوف تنزل عليهم ملائكة الرحمة فجاة لتهديهم الى تغيير سلوكهم وسياستهم تجاه شعبهم، فهؤلاء اتخذوا من السياسة مهنة للتكسب والعيش والجاه وترى التنافس على اشده فيما بينهم ليس من اجل المواطن اطلاقا ولكن من اجل امتيازاتهم وكراسيهم. اليس النجيفي من شرع قانون الامتيازات الخرافية هو ومن معه من اعضاء البرلمان الاخرين في حين ادار ومن معه من البرلمانيين ظهورهم للعديد من القوانين التي تخدم المواطن واليس المالكي هو من حمى وتستر على الفاسدين في وزارات الدولة وكان وما زال اداءه اكثر من سيء في ادارة الدولة وهؤلاء الاثنين هم من يتولى ابرز سلطتين في الدولة الا وهي السلطة التشريعية والتنفيذية  فما الذي حدا مما بدا ايها الناخب انهم لا يراهنون على قدراتهم في ادارة البلد وايجاد الخدمات فقد خبرناها تلك القدرات فوجدناها مضحكة ومثيرة للشفقة انما ما زالوا يراهنون على الطائفة وترهيب الناس من عودة البعث وغيرها من الامور التي تدفع الناخب خوفا وقلقا من ان يصوت لهم وبعد ذلك وعندما تفوز كتلهم ويطمئنون الى الحصول على مناصبهم ويبدأ موسم الخير بامتياز جديد فانهم فورا يبدأون موسم تجاهل المواطن العراقي المسكين والذي سوف يندم ويتحسر وينتظر اربع سنين جديدة من اجل الثأر لنفسه واهله واطفاله من هؤلاء الذين خذلوه مرات ومرات وسوف يردد مع نفسه المثل الدارج ( تيتي تيتي مثل ما رحت رديتي ) ولماذا ومن اجل من ومن يستحق ان اعطيه صوتي من ؟
 
التغيير المنشود سوف لا يحصل وسيندم العراقيون مجددا على انتخابهم هؤلاء وستكون هذه المرة الكارثة اكبر والخراب اعظم وسوف لا ينفع الندم فتجريب المجرب والفاشل مضيعة للوقت واستنزاف للجهود والاموال والطاقات.
 
رب سائل يسأل ما الحل ومن هو البديل ؟  بوضوح تام البديل غير متوفر في عراق اليوم ونقصد البديل الحقيقي الذي يعيد العراق الى وضعه الطبيعي ويعيد للشعب العراقي حقوقه الضائعة في خضم الصراعات ما بين الكتل السياسية فالقادة الحقيقيون غير موجودين وما نرى من رؤساء للكتل السياسية لا يمكن الاعتماد عليهم في قيادة وادارة شركة ناهيك عن ادارة بلد مثل العراق واما الحل لماساة العراقيين الكبيرة غير ممكن في الوقت الحالي في ظل تسلط هؤلاء الفاشلين الفاسدين الانتهازيين على مقدرات الشعب العراقي وسيطرتهم على مقاليد السلطة ولا توجد بارقة امل في الافق هذه وبكل صراحة ووضوح الحقيقة وعلينا تقبلها رغم مرارتها الا انها الواقع ومن يخالفنا الرأي عليه ان يحاججنا ويقنعنا والمواطن بالدليل والمنطق والحجة والبرهان وانتظروا رحمة الله يا عراقيين في ان يمن عليكم بالقوي الامين فأنه لا ييأس من رحمة الله الا القوم الكافرين.
 
كاتب مستقل

أحدث المقالات

أحدث المقالات