18 ديسمبر، 2024 10:47 م

كل شيء في الحياة يقبل المساومة إلا المبادئ والأخلاق..كل شيء يصعد وينزل إلا الكلمة فهي ميثاق شرف ومبدأ، وأبداً مايلعن أصحاب المبادئ تلك الغايات التي تبررها الوسيلة..نعم تلك الغاية التي تقترن بمصالح شخصية ومنافع ذاتية تجعل الأوراق تختلط بحيث يصبح الأبيض أسود والعكس صحيح.
هذه المقدمة نسوقها لما يحصل اليوم من اختلاط الحابل بالنابل في الرسالة الإعلامية وضياع الحقيقة في متاهات الفوضى التي يصنعها بعض الكتّاب والمثقفين ومن الذين يدّعون التحليل السياسي في تباين واضح لآرائهم وتناقضها وتطابقها مع الوسيلة الإعلامية أو الفضائية التي يظهر من خلال شاشتها ذلك الكاتب في توازن مع الحالة أو الظروف التي تفرض مناخات معينة على هذا الكاتب أو ذلك المحلل السياسي دون أن يوخزه ذلك الضمير الذي يتخندق داخل أعماق شخصيته ويوجهه ببوصلة الخطأ والصحيح. ولهذا فقد إعتاد الرأي العام على الكثير من الكتّاب وأصحاب أفكار تتغير وتتبدل حسب الدرجة المئوية لقناعة الكاتب وعلى كمية ومقدار الرغبة والحالة.
في عملية واضحة ومكشوفة للتلاعب بعقول المتلقين إن كانت مقصودة أو غير مقصودة لاتتعدى كونها أدوات إدانة لهؤلاء الكتّاب الذين يستخفّون بعقول ذلك الجمع من الناس، متناسين أن العقول التي تسمع وتشاهد مازالت سليمة لم يمسها الخرف والنسيان. وليتهم يعلمون أن المبادئ لاتتجزئ والمواقف لاتتحكم بها الأمزجة والمصالح الشخصية، أما ذلك الكاتب الذي يبني مشروعه حسب ماتقتضيه الحالة والظروف وتفرضه مقتضيات المنفعة الشخصية فليعلم أن طريقه الى زوال.
الرأي أو الفكرة هي أمانة أخلاقية وفكرية يزرعها الكاتب في عقول الرأي العام فكيف سيكون حكم ذلك الرأي على فكر متقلب المزاج ومتغير الألوان كالحرباء ومن يضمن أن ذلك المتلقي لن يضيع في متاهات الفوضى واللاإستقرار التي يصنعها الكاتب ومزاجياته المتغيرة ومن سيضمن مصداقية هذا الكاتب مستقبلاً، ارائكم وأفكاركم صاعد-نازل أصبحت غير قابلة للتداول فهل أنتم مقتنعون بها؟.