مسألة الاستفتاء والانفصال يجب ان يتم تفكيكها قبل اتخاذ اي موقف، وهنا يجب طرح سؤال مهم جداً مفاده، ان مسالة الاستفتاء والانفصال هل سببها المشاكل بين المركز والاقليم كما يدعي البعض ؟، ام انها حلم كوردي وهم يعملون على تحقيقه سواء أكانت هنالك مشاكل ام لا مع المركز ؟ .
السؤال الاول يُجاب عنه بان يجلس الطرفان ويتنازلا كلاهما لصالح الطرف الاخر، من اجل ان يسير المركب، هذا لا يعني ان يقدم المركز تنازلات فردية من جهته كما كان يجري الامر في السابق، لان هذا الامر يشجع ويدفع البرزاني على التمادي، وأنما يجب ان يقابله تنازل من طرف رئاسة الاقليم بما يتناسب وحجم التنازلات التي يحتاجها طرفا التفاوض لاقناع من ارسلهم !.
السؤال الثاني يتم التعامل معه بصورة تختلف جذرياً عن السؤال الاول، لعدم وجود ترابط بين الامرين ولهذا يجب ان يعمل صانع القرار العراقي على محورين :
الاول الضغط بالطرق القانونية والسياسية، لايصال رسالة الى رئاسة الاقليم بان المناطق المتنازع عليها لن يحصل عليها الا في الاحلام، عن طريق ايجاد محور داخلي متماسك بين الشيعة والسنة وباقي المكونات، ليعبروا عن هذا الموقف بصورة رسمية وعلنية، لكي لا يقال ان المشكلة بين الكورد والشيعة او غيرهم، وانما لتصبح المسالة مسألة وطنية عن طريق اشراك الجميع فيها ولكن من دون انفعالية لان غايتها الضغط وليس الحرب !.
المحور الثاني وهو تنسيق الجهود الاقليمية، وخصوصا مع الدول التي يمسها الانفصال بصورة مباشرة كأيران وتركيا وسوريا هذا من جانب، اما الجانب الثاني فيتمحور حول ايجاد موقف عالمي بالضد من الانفصال، عن طريق تنشيط الدور الدبلوماسي في جميع المنظمات والتجمعات الدولية كالامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي، عن طريق توضيح مخاطر هذا الانفصال وما سيترتب عليه من اثار كبيرة وكارثية في المنطقة، لما له من قدرة على استثارة جميع الاقليات لتكرار التجربة وبالتالي تفتيت المنطقة وادخالها في صراعات وحروب سياسية واقتصادية وحدودية لا نهاية لها .
لينتج عن كل ما تقدم رفض عالمي لهذا الانفصال وضغط شديد لانه لا يؤثر على العراق فقط وانما على جميع دول المنطقة وبالتالي انهاء هذه الازمة والخروج من عنق الزجاجة التي من المفترض ان يوضع داخلها عراب الانفصال وترمى في البحر ! ، لنعيش شعباً واحداً كما كنا ولا نزال .