22 نوفمبر، 2024 9:21 م
Search
Close this search box.

رأينا الموت فقبلنا بالحمى !

رأينا الموت فقبلنا بالحمى !

الجميع يعلم كيف استشرى الفساد بشتى صوره المالي والإداري والسياسي والأمني والصحي والتعليمي والثقافي والأخلاقي إلى غير ذلك من صور الفساد التي انتشرت انتشار النار في الهشيم, والمحزن والمخزي في هذا الأمر أن اللًعب أصبح تقريباً على المكشوف بين أصحاب القرار المعروفين بفسادهم وبات الشعب يعرفهم جميعاً وقد شخصهم, فالآن عندما تقدم أسم أي شخصية سياسية عراقية لمجموعة من الناس فإنك سوف تجد كيلا من الإدانات وتهم الفساد, وهذا لم يأت من فراغ بل جاء من معلومات قد حصل عليها المواطن من السياسيين أنفسهم حيث يشهرون ويفضحون بعضهم بعضاً خلال اللقاء الإعلامية وكذلك من المعايشة والإختلاط بالمسؤولين بالمباشر أو غير المباشر.
لكن مع هذا التشخيص وهذه المعرفة للفساد والمفسدين ماذا قدم العراقيون لأنفسهم ؟ كل ما فعلوه هو الخروج بتظاهرات تطالب بالإصلاح وليس التغيير !! وسبب ذلك لأن الشعب أيقن بتشبث هؤلاء بمناصبهم وكراسيهم ومستعدون لفعل أي شيء من أجل البقاء فيها حتى لو وصل الأمر بالتضحية بأقرب المقربين منهم حتى ولو تطلب الأمر بأن يبيعوا الشعب والأرض, وهذا ما حصل واقعاً, فخوفاً على مناصبهم زجوا البلد في أزمات أمنية وإقتصادية وسياسية وخذوا ينتهجون منهج الدكتاتورية تحت وشاح الديمقراطية فقدموا الموت على طبق من ذهب للشعب الذي بدوره رضخ للأمر الواقع ورضي بواقع الحال فراح يطالب المفسدين بالإصلاح بدلاً من مطالبته بالتغيير الجذري لهم, ورحم الله من قال ( ما يحصل الآن ونشهده في بلادنا وفي باقي البلدان؛ أنّ الناس وصلوا إلى مستوى من الضعف وليس عندهم طموح إلّا أن يُرفع الحيف والظلم والمرض والفقر عنهم، فماذا يفعلون؟ يذهبون إلى نفس الشخص ويقولون له تصرّف بإنصاف معنا، خذ وأسرق ما تريد ولكن اترك لنا الفتات والحد الأدنى من الطعام والدواء حتّى نعيش كباقي الناس، إذن لا يُطلب التغيير ولكن يُطلب الإصلاح، وأيضاً هؤلاء لا يطلبون التغيير وإنّما يطلبون الإصلاح، فلاحظ: هذه هي السنّة فينزل البلاء ويسود في البر والبحر ما هو السبب؟ بما كسبت أيدي الناس فإذا لم نلتفت إلى هذا لا يوجد فرج ).
فقد قتل هؤلاء المفسدون كل طموح في التغيير عند الشعب بسبب سياستهم التي جعلت شعب يرضى بالحمى بعدما شاهد الموت على يد هؤلاء المفسدين, لكن هذا ليس بحل ولا يمكن له أن يُخرج العراق من توالي الأزمات ولهذا نشاهد كثرة البلاءات والإبتلاءات التي يتعرض لها الشعب وتوالي الأزمات بشتى النواحي وقد يصل الأمر في نهاية المطاف أن تكون الحمى قاتلة ومميتة, لذلك نقول حتى وإن رأينا الموت يجب أن لا نقبل بالحمى بل يجب أن نضع الحلول ونقي أنفسنا الحمى والموت وأن لا نستسلم لواقع الحال, هذا لمن يريد عراقاً خالياً من الفساد والمفسدين فلا يطلب من الفاسد الإصلاح لأن فاقد الشيء لا يعطيه, بل يجب أن تكون المطالبة بالتغيير الجذري لكل فاسد ومفسد عاث بأرض العراق وثروات شعبه الفساد وجعلها ملكاً شخصياً له.

أحدث المقالات