23 ديسمبر، 2024 8:41 ص

رأس الفتنة في العراق وأدواته

رأس الفتنة في العراق وأدواته

منذ الاحتلال الامريکي للعراق الذي مهد للنظام الايراني وساعده على تنفيذ مخطط أسود کان يستهدف به العراق منذ أيام خميني، وهذا المخطط قد أعد له النظام الايراني بصورة مدروسة حيث کانت کل أسبابها ومقوماتها مهيأة بالکامل ولاسيما من حيث إعداد وتهيأة عملائه من الشخصيات والاحزاب بل وإن البعض منها قد تشکيله في إيران أو في العراق بعد الاحتلال الامريکي، ولاريب من إن النظام الايراني ومنذ أن إستتب الامر له وبسط نفوذه وهيمنته على البلاد فإنه صار يتصرف بأسلوب يکاد أحيانا أن يکون أسلوب العديد من المستعمرين الغاشمين للبلدان بأفضل منه، ذلك إنه على سبيل المثال لا الحصر، لم يتمکن ويتوفق المستعمر البريطاني من إيجاد الفرقة والخلاف بين السنة والشيعة وإشعال فتنة إستثنائية کما فعل النظام الايراني عن طريق عملائه.
من الطبيعي جدا بل ومن المسلم به أن تحدث تلك الضجة الکبيرة في بغداد بعد إعتقال أحد عملاء النظام الايراني وهو قائد هيئة الحشد الشعبي بالانبار قاسم مصلح، والذي يقال الکثير ليس عن ولائه وتبعيته وإفراطه في العمالة للنظام الايراني بل وبعلاقته المتينة التي کانت تربطه بالارهابي المقبور قاسم سليماني، وإننا نعتقد بأنه وبإعتقال هذا العنصر فإن ذلك مٶشر على السير في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بمسلسل الاغتيالات الارهابية التي طالت الناشطين والناشطات في العراق ولاسيما منذ “احتجاجات أكتوبر التي انطلقت عام 2019 وحتى الخامس والعشرين من مايو الحالي (2021)”، کما أکد مصدر حکومي عراقي ذلك.
لسنا نکشف سرا إذا ماقلنا وبکل ثقة من أن رأس الفتنة التي أصابت الشعب العراقي بعد الاحتلال الامريکي للعراق يکمن في طهران وتحديدا في نظام ولاية الفقيه، أما أدوات ووسائل هذا النظام للقيام بتنفيذ مخططاته المخبيثة والمشبوهة في العراق، فإنها الاحزاب والميليشيات العميلة التابعة لها والتي تقوم بتنفيذ أوامره وکل مايريده من أعمال ونشاطات إجرامية مختلفة موجهة بشکل خاص ضد کل من يقف بوجه دور ونفوذ هذا النظام ونشاطات عملائه في العراق، وإن ضرورة إنهاء الدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني في العراق وحل ميليشياته العميلة وحتى إصدار قانون يحرم العمالة للنظام الايراني من أجل سد الابواب أمام الدور المشبوه والخبيث لهذا النظام.
النظام الايراني الذي يواجه أوضاعا بالغة السلبية ويعيش أياما عصيبة بسبب الرفض الشعبي له وکذلك العزلة الدولية التي يعاني منها بسبب نهجه العدواني الشرير، فإنه من المفيد والضروري جدا أن يکون هناك اليوم عملا جادا من أجل مواجهة هذا النظام وعملائه في العراق ووضع حد لدوره الکارثي على الشعب العراقي.