مع تصاعد صيحات العراقيين بوجه الظلم والطغيان والاستبداد ،وهدر كرامة العراقيين في الشوارع ،وإذلالهم بطائفية واضحة ،مطالبين بأبسط المطالب ،وهي الكرامة المهانة والإقصاء الطائفي ،والذي تؤكده سجون الحكومة السرية والعلنية،مطالب شرعية ومشروعة وهي إلغاء قرارات مجحفة وظالمة بحق شريحة واسعة من فئة واحدة دون غيرها ،وإطلاق سراح عشرات الألوف من المعتقلين الأبرياء (لا المجرمين)،وإلغاء (4سنة كما تسمى)،فهل هذه المطالب عصية على الحكومة تشريعيا وتنفيذيا ،إذا صدقت النوايا ،(ولم تصدق)،شعب العراق كله خرج من أقصاه إلى أقصاه ضد هذه المظالم ،ومنهم أعضاء كثر في البرلمان ووزراء في الحكومة ،ومراجع دين أجلاء في النجف وكربلاء وطالبوا برفع الحيف والظلم عن الشعب ،والابتعاد عن التعامل الطائفي مع المتظاهرين ،إلا أن الحكومة وأعضاء دولة القانون تحديدا ،أصروا على إيقاظ الفتنة الطائفية مع المتظاهرين ،بتصريحات طائفية واضحة وعلنية عبر الفضائيات ،وخرج علينا أشباه الرجال ليهددوا بتشكيلات طائفية عسكرية لقتل العراقيين الثائرين ،بدعم وإسناد إيراني (تصريح البطاط)،إضافة إلى فعاليات دعا لها حزب الدعوة في أكثر من محافظة، للرد على هذه التظاهرات، بطائفية وتهديدات ورفع صور استفزازية لقادة إيران ومراجعهم الدينية ،إذن رأس الفتنة الطائفية اطل ثانية تحت ستار حكومي وحزبي وعشائري واضح وراءه حكومة المالكي وحزب الدعوة ،وبهذا يدخل العراق في أتون حرب طائفية أهلية لا يريدها كل العراقيين عدا من يؤججها لمصالحه وأهدافه وأجندة من يدعمه ،نعم اليوم ،وفي ظل احتقان طائفي معلن وبإجراءات عسكرية منعت فيها حكومة المالكي في كل أنحاء العراق من دخول الجوامع والمساجد لإقامة الصلاة ،ومنعت دخول العراقيين من محافظات معينة إلى بغداد ،بما في ذلك مفتي العراق سماحة السيد رافع الرفاعي ،مع اعتقالات عشوائية مهينة للشباب ،واغتيالات منظمة في مناطق بغداد ،مع تهجير طائفي لعوائل في بغداد وغيرها ، وتصد عسكري للمتظاهرين ومنعهم من التظاهر في الساحات ،واعتقالات لرموز المتظاهرين من رجال دين وأئمة وخطباء مساجد وغيرهم ،مع غياب أي دور للسياسيين المتنفذين في العملية السياسية الفاشلة،وفشل مهمة اللجنة الحكومية الخماسية برئاسة حسين الشهرستاني ،التي لا تمتلك أية صلاحية ،وجاءت لذر الرماد في العيون ،نقول الوضع الأمني يشهد انفجارا طائفيا لا يعرف احد مداه ،والسبب حكومة المالكي التي تصعد من العنف الطائفي، وتتجاهل مطالب المتظاهرين والرد عليهم بعراقية خالصة وبنفس عراقي غير طائفي ،ودون الرضوخ للأوامر الإيرانية الواضحة التي تريد إشعال الحرب الطائفية بأية صورة ممكنة ،بعد فشل إسنادها لنظام بشار الأسد الذي أصبح على وشك السقوط الحتمي،فعلى العقلاء في هذا البلد من مراجع الدين الأجلاء والسياسيين المؤثرين على حكومة المالكي ،العمل سريعا للضغط على الحكومة وإيقاف نزيف الدم الذي يهدد العراقيين ،والرضوخ لإرادة الشعب وتلبية مطالب المتظاهرين بأسرع وقت ممكن ،ونزع فتيل الفتنة الطائفية قبل انفجارها ،وعندها ستحرق الجميع ،وتغرق سفينة العراق في وحل الطائفية، التي لا تستفيد منها سوى دول إقليمية ودولية هي من يعمل على إشعالها ،الوقت ضيق جدا والحريق كبير ،حفظ الله العراق وأهله …