حين أقدمت الجماعات المسلحة على قطع رأس التمثال لشيخ المعرة أبو العلاء المعري لم نسمع ردود فعل من المثقف العربي تتناسب مع فعلة قبيحة بحق احد الرموز الفكرية والأدبية في تاريخ وحضارة الأدب العربي .ومر الأمر وكأن شيئا لم يكن ولم تسلط جزيرة حمد (القناة القطرية )أي خبر حول الموضوع وكذلك تناسته بقية الفضائيات وكأنه خبرلايستحق الذكر .
الأوضاع الأمنية في سوريا لاتبشر بخير لاسيما بعد دخول عدة أطراف في الصراع وابرز الأطراف المتواجدة في الصراع هي الحركات السلفية المتطرفة وهي التي دوما ترى في الاخرالمختلف عنها عدوا ويجب القضاء عليه حتى وان لم يرفع بوجهها سلاحا.يؤلمنا مايحدث على ارض عربية عاش عليها الكثير من أبناء العراق ومن بينهم كاتب هذه السطور . مايهمنا كمثقفين نهتم بالشأن الثقافي هو تواجد الكثير من قبور وأضرحة لشعراء عراقيين كبار أعطوا جل إبداعهم للعراق وعاشوا في سوريا غرباء وماتوا وفي عيونهم دمعة وفي قلوبهم حسرة بعيدا عن وطنهم العراق .وما دمنا نحتفل في هذا العام ببغداد عاصمة الثقافة العربية لماذا لانسترد رفات شعراؤنا مادام هناك خطر مؤكد عليهم من هذه الجماعات المسلحة التي تحاسب حتى الموتى ..الجواهري ومصطفى جمال الدين والمفكر هادي العلوي في مقبرة الغرباء في منطقة السيدة زينب ,وعبد الوهاب البياتي وقبره في منطقة ركن الدين وغيرهم .أتمنى أن تطالب وزارة الثقافة بأعلى مستوياتها بالتنسيق مع رئاسة الوزراء للعمل على استرجاع ارث العراق الثقافي وان يكون لهم أضرحة تليق بهم وهذا اقل ما يقدم لهؤلاء المبدعين الكبار بعد موتهم .وهي حتمية تاريخية نختص بها من دون بقية الشعوب .تعلمنا أن نحتفي بالأموات وهذا قدر أدباء العراق.