الأعظمية مدينة الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان أحد أقدم مدن العاصمة بغداد ومركز لقضاء الأعظمية, تقع شمال مركز مدينة بغداد على الجانب الشرقي لنهر دجلة.سميت بالأعظمية على اسم الإمام الأعظم، أبو حنيفة النعمان، حيث دفن فيها. تشغل الأعظمية موقع استراتيجي مهم في بغداد وذلك لقربها من قلب بغداد حيث تربط بين شرق بغداد وغربها , ويبلغ عدد سكانها 1,350,000 نسمه ، أي ما يشكل 20% من سكان بغداد حسب تقديرات الأمم المتحدة لعام 2003 . أما في عام 2012 فكان سكانها يقدرون بنحو 2.500000 نسمة . ومدينة الأعظمية تضم جامع الإمام الأعظم و المقبرة الملكية وكلية الإمام الأعظم وساعة الأعظمية ، إضافة إلى معالم قديمة وحديثة متعددة منها جمعية منتدى الإمام أبي حنيفة التي تأسست عام 1968 م. وكذلك يوجد فيها الكثير من المحال القديمة والعريقة والعديد من المدارس القديمة والحديثة النموذجية الابتدائية والثانوية. وأيضاً عدد من الكليات والمعاهد والجامعة الإسلامية.
هذه البانوراما التاريخية عن مدينة عاشت في قلب العاصمة وشكلت مع مدينة الكاظمية المقدسة الحجم والنكهة الجغرافية والحضارية المتآلفة لبغداد منذ تأسيسها والى اليوم. ومثل أي حي بغدادي كانت الأعظمية تمثل وعاء خصب لإنتاج الأحلام لهذه العاصمة العريقة فكان من شبابها الرياضي والمبدع والوطني والكاسب والأكاديمي ، وربما الأعظمية وحدها من تميزت بين مناطق بغداد بصنع مصارعي الروزخانة ، ولكورنيشها المطل على دجلة سحر ذكريات روعة ربيع بغداد وليالي صيفها ، ومثل بقية أحياء بغداد نالت الأعظمية من محنة عامي ( 2006 ــ 2007 ) ولكنها في الحادثة الشهيرة لجسر الأئمة أثناء زيارة الإمام موسى الكاظم ، ضربت هذه المدينة عبر نخوة عثمان الاعظمي صورة للوفاء والتجانس والعراقية الحقيقة ، ولهذا رسم الانتماء للعراق وبغداد سمة لوجود المدينة بالرغم من تصنيفها في بعض الأحيان من قبل القوات الأمنية بالمنطقة الخطرة.
قبل يومين ضرب واحد من أسواق الأعظمية تفجير دام راح ضحيته عدد من المواطنين الأبرياء ، والأمر بصورته الحزينة حالة يومية تعيشها بغداد بسبب حجم وكبر المؤامرة التي تتعرض لها المدينة من الداخل والخارج ، وتلك المحنة وهذا الأذى مصنوع بتعاسة سياسية وتناحر بغيض وحقد قد يجعل مدعي الوطنية لا يفرق بين الحلم والكابوس فتارة يضع سيارته المفخخة في حي شيعي ومرة في حي سني وثالثة في حي مسيحي.
خلط الأوراق هذا يجعل بغداد لا تتحسب تماما للمنطقة التي سيتم تفجيرها ، لهذا تعيش جغرافية بغداد قدرية عجيبة في انتظار ما سيفجر من أحزمة ناسفة ولواصق وسيارات ، بسبب نظرية ( حرامي البيت ) الذي يسكن في خاصرتك بقناع وبوجه الذيب ويستغل هويته وعراقيته وحقده ويغادر خاصرتك يفجر هنا وهناك ثم يعود إليك.
نقلت إحدى الفضائيات الخراب الذي أحدثه التفجير في السوق الاعظمي ، ورأينا حجم الأسى والحزن والخيبة في وجوه الناس ، وأثارني قسم احد أبناءها بقوله : ورأس العباس ، هذا الذي يفعل هذا الفعل ليس عراقيا ، فالاعظمية تحب الكاظم والكاظم يحب الأعظمية.
هاجس الخوف من الطائفية يسكن تصريحات الناس ورود أفعالهم وكأنهم يدركون تما إن المفخخات تريد أن تمزق النسيج الاجتماعي قبل رغبتها في تمزيق الجسد العراقي وتلك هي المحنة التي ينبغي أن نضع حدا لها في تصور من الألفة والفهم والمنطق والعبارة القائلة :كفى لصوصية ومزايدة ووطنية زائفة وغادروا المناصب الخضراء ودعوا الناس تعيش حياتها .
رأس العباس ع .صار ولاء للقسم بأن الأمر خارج أحلام الطوائف التي عاشت على ارض ميزوبوتاميا لتكون متآلفة حتى مع غزو الأسكندر لبابل ، لهذا المفخخة لن تفعل معها شيئا ، فمن عطش ومات وقطع رأسه عن جسده لأجل القضية الجهادية للحياة والحرية بإمكانها أن يخرج من ثياب مذهبيته وطائفته ليكون للجميع ليس قسما فقط بل بردة يستظل تحت الجميع للأمان والحلم فيكون هناك تحت العباءة الأئمامين المعصومين وأبي حنيفة النعمان ومتصوفة تكايا جوامع بغداد ومثقفو شارع المتنبي وشرطة السيطرات وعمال مسطر الطين في ساحة الطيران وتلامذة المدارس والفقراء والعلماء والجنود وفلاح حدائق أمانة بغداد وكل الناس.