…بداية من سواتر العراق .ورواقم الرفاق …وحجابات الشيب والطيب …قصة غنج عذري سلخت أحلامه الحروب والمحن……
.وبما أن الأرض قد غرست بقوان المدفع والرشاش وصفيح الاعتدة المنفلقة وكتل الألغام والكمائن وبقايا قطع الجيش المحترقة لهذا قلنا أن ………….!!!!!!!!!!!!!
اللقاء حقيقةً يتطلب جلب نعشاً خشبياً صاجي اللون بلا غطاء يحجب نور الشمس عن الجثة.
الوالي المطيع يعاني من آزفة ………..مكث على هذه الحال سنين…
:الوالي مطيع للحاكم …وقد عمل بنصائحه المحذرة من خصومه ……وغرس البارود في الحقول …والهضاب والتلال ….
منخنقة هي الحفر ومتردية هي المرابع … باسقة هي زعانف الالغام ….فوق ارض الله.تراقب الأحلام بغيض شديد…..
الوالي كثّر المقابر في سهول البلاد ومروجها ….
وكان ذو طبع رقيق ..فأمر مصوره بالتقاط صور الأطفال وهم يتطايرون بقفزاتهم في الحقول والوديان من دون مشاعر ………ولكنه !!!!!
لم يطمئن لحظة من الخوف والنقص فصار مستبد. وقاد حملة وطنية لقتل الأرض وتهجير الناس من جديد تحت شعار (تامين ثغور السواتر بالحديد)………
فهو يحب تنظيف البلاد من الذئاب والكلاب والقطط ……وكل الدواب …والناس من كل الأجناس .وهي مصدرا لقلق الوالي التعيس …
واستمر في الزرع والغرس والشتل …
الوالي يكره الحصاد ويحب العزلة بلا حياة إلا فرمان الحاكم ………….حتى لم يبقى على ما تسمى سابقا بالسواتر نفسا سائلة تقدر على الحياة وتامين المعيشة ….بل طارد حتى حمارتنا الكديشة…….
وكانت فيما ها هنا من العائدين……………….
فتاة ريفية …..تعلق قلبها بحبيب غريب ….من غير ملتها …زادها ربها فتنة وجمال ….غير أن اللقاء في قريتها يتطلب حظ عظيم…………..
وقريتها كانت ساحة للحروب الطاحنة مع الجيران فلذلك صارت سواتر ورواقم…وتركها سكانها….وتغيرت الحال وعادت الحياة إلى طبيعتها بعد عشرٍ عجاف غير طيبات مرت على أهلها….تعرفت على شاب في مدينة مهجرها وحين نوى التقدم لخطبتها كان أهلها قد رجعوا إلى بلدتهم واستقروا فيها….
شكلها هيفاء ضمياء لمياء نجلاء بهية ..زاكية زكية…في نظرتها تحية ..
فاتنة …جريئة ..حميمة ….متحررة من كل سوء …
ساكنة ..هادئة …تلبس ما تشاء …كما تشاء….
تجيد فن الإصغاء بلا منازع………..
وهنا حيث البيداء ..والأحلام …والشجر …والياسمين والزهر….
وبينما هي تجري كالفرس الجامح …
لاتأبه أبدا أين تضع قدميها…….وإذا بصوت صاعق …ينثر فوق رأسها تراب الأرض….مخترقا كل الأحلام ومكسرا كل الأقلام التي قرأت رواياتها على هذا المروج البارودية …….
مزقها مقذوف غادر من بين طيات الأرض…لئيم على كل أشكال الجمال ….بلا عقل…….
صيرها إلى قطعاً مبعثرة
ممزقة الجيد مقطعة اليدين
مبتورة الأقدام …مسبلة العينين…
مقطوعة الجزء إلى الردفين..
أحلامها طارت بعيدا تمتطي الرياح ممسكة بشعاع الشمس الرقيق لعلها تجد فرصة في التحقق.
الأحلام وفية …..وخطيبها احتضن الذكريات بين يديه في طريق إيابه…
والأحلام يكسوها الحزن ويعلوها الوهم بالزفاف والبهجة والسرور………
ولما وصل الخبر إلى الحاكم قرر بفرمان ::
تكريم الوالي المطيع فقد استطاع دحر الأحلام …
وعمم امرأ ملكيا يُجَرم الأحلام والأفراح ……………