لم تسعني الفرحة وانا انهي تقريرا لمحطة عالمية عن الهور قبل شهور.. فعمق المياة وممراتها ومشاحيف الصيادين وحركتهم يعطيك شعورا بالأمل من إن عقودا من الألم قد انتهت … الأهوار التي تنفست عبق الحرية لماعانتة من ظلم الحياة التي سام بها صدام سكانه ومياهه من منهجية أسمها الفناء والموت، وسياسة هدفها تجفيف الهور والإنسان وجفاف الحياة والروح …فعادت المياه إلى الأهوار جنوب العراق، ورجعت الطيور والأسماك، ودبت الحياة في شرايين المنطقة بعد جفاف طويل، وعاد إليها أهلها بالرغم من افتقارها شبه التام إلى الخدمات.
وعادت الحياة إلى بلاد سومر القديمة، موطن الحضارة المائية ، فتجددت الدعوات لتحويل تلك المسطحات المائية إلى محميات الطبيعية، ترعاها منظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – يونيسكو.والارتقاء باساليب العيش بسكانها عبر توفير مقومات الحياة وسبل العيش .
لكن وجع الدنيا لم يقف. طالما الانسان عدوا لاخية الإنسان ، والحكومات الفاسدة ودول الجوار التي تتربص بعراقنا الدوائر وتكيد له الدسائس . والتي تريد عبر سياساتها المائية الجائرة تجفيف الهور والإنسان، وجفاف الحياة والروح.وبكل الوسائل المعروفة وغيرها، حاولوا قتل الهور، بجهاده وشهدائه ومائه ، ولا يعلمون أن أول الحضارات نشأت على قصبة وأول من مسك القلم سكانة .وان من بيده القلم لايموت، وكلما زادوه قتلاً أزداد حياةٌ وألقا وبهاءا .
لكن مع أخر أمنية بكت قطرة الماء التى مرت على الهور، بكى الوطن دموعاً من حبر، تناثرت على قصبه اليابس، ورسمت أعزوفة الرفض، لكل ما ال إلية مصير (فينسيا )العراق سليل أكد وحفيد الزقورة.
اليوم الحكومة المحلية وهيئات رسمية ومنظمات دولية أطلقت صرخه الم باعتبارها مناطق منكوبة بعد تعرض مناطق واسعة من الاهوار الى الجفاف نتيجة شحة المياه وانخفاض منسوب نهر الفرات ، وان واقع المياه الحالي في مناطق واهوار جنوب الناصرية واقع بائس جدا وهو يستدعي تكثيف الجهود من الحكومة المركزية والمنظمات الدولية ولاسيما الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو للتدخل والضغط على الجانب التركي لإطلاق المياه في نهر الفرات ، حيث سببت شحه المياه الى تسجيل نحو الف حالة إصابة بمرض جدري الماء ونفوق كميات كبيرة من الأسماك وتعرضت الثروة الحيوانية للهلاك .
فالمياه الواصلة الى مناطق جنوب الناصرية هي عبارة عن سموم قاتلة من شدة الشحة والتلوث وهو ما تسبب بتفشي الإمراض وتسجيل حالات الا صابة بمرض جدري الماء والإمراض الجلدية ونفوق الاسماك وتعرض قطعان الجاموس للهلاك والعمى نتيجة العطش والمياه الملوثة”.كون المياه الحالية المغذية للاهوار هي مخلفات مياه البزل في المشاريع الزراعية في المحافظات الأخرى وكذلك مخلفات مياه الصرف الصحي.و ستتوقف العشرات من مجمعات مياه الشرب في عدد من الوحدات الإدارية في مناطق اهوار الناصرية.
ان علينا تكثيف جميع الجهود لمعالجة أزمة المياه ، و ضرورة تدخل الحكومة المركزية والوزارات المعنية لاتخاذ قرارات استثنائية بهذا الصدد ووضع حلول سريعة لإنقاذ المناطق المنكوبة من الجفاف.وزيادة الاطلاقات المائية من الجارة تركيا …بدلا من إطلاق الإرهابيين والدواعش عبر حدودها .