23 ديسمبر، 2024 3:28 م

ذيل اوباما الجديد

ذيل اوباما الجديد

هذا منظر ظلّ يتناسل منذ أزيد من عشرين سنة . ألبارحة ببغداد العباسية ، وغداً بدمشق الأموية . ألأشكال الزفرة تكاد تتشابه ، والكذبات وصلت حدّ التطابق . رايس مثل صرصار مجاري شرّير ، ووجه جون كيري مثل جمجمة مستعارة من فلم رعب . في المنظر السوري  حتى الآن ، لا أحد يدري على شكل يقين ، من هي البوابة المجرمة التي أمطرت رذاذ الكيمياوي على غوطة دمشق ، والتقاذف ما زال قائماً بين بشار ومعارضيه ، مع استبعاد تام تواطأت حوله كل النقائض ، لإحتمال تورط طرف ثالث في مصيبة الغوطة الشهيدة . جاء الأمريكان بأوباما الأسود ، وهم لم يتخلصوا بعد من عقدة السواد ، وذلك في محاولة ذكية وعملية ، لتنظيف وجه أمريكا الذي تشوّه وتوسخ ، بسبب كدمات وفضلات الإبن الشاذ جورج دبليو بوش . في خطاب الضربة الجديدة ، ظهر أوباما قرداً منفّراً مخلصاً لمدرسة الكذب والقبح والغطرسة الأمريكية ، وأعلن انه وبحكم مسئوليته وصلاحيته كرئيس أعظم دولة في العالم ، قرر ضرب سوريا ، دون انتظار آراء مجلس الأمن والمفتشين والأمم المتحدة وكذلك الكونغرس . خطاب كاذب وتافه وحقير ، يشبه تماماً خطاب الشاذ بوش قبل أن يجهز على بغداد ويدمرها . أوباما الكذاب الصغير ، يحسّ بغصّة عظمى ، لحظات الحديث عن كيمياوي غوطة دمشق ، لكنه كما بدا من صفرة وجهه ، وتآكل حنكه في هذا الجزء من التمثيل ، بدا وكأنه ينوء تحت ثقل جبل من الخزي والعار الأمريكي في هذا الباب المبوّب . بلاد أوباما هي أول من استعمل السلاح الذري على الأرض ، في موضعي هيروشيما وناكازاكي ، وأيضاً النابالم والغازات السامة والعناقيد في فيتنام ، وصولاً الى جريمة العصر المسكوت عنها حتى الآن ، وهي رشّ نصف أرض العراق ، جنوبها وغربها ، باليورانيوم المنضّب ، حتى واقعة الفسفور الأبيض على خواصر الفلوجة ومقترباتها . في المشهد البائد الخاص ببلاد ما بين القهرين ، كان ثمة ولد لا يعرف أباه ، اسمه توني بلير ، وقد انشتل مثل ذيل كلب مطيع بمؤخرة بوش ، أما في مشهد اليوم ، فإنّ سوء حظّ المنحوس المنكود كاميرون ، لم يمنحه فرصة أن يكون ذيلاً ممتناً نابتاً بمؤخرة الرئيس أوباما ، وربما ستجري عملية تبديل صغيرة ، ويكون هذه المرة ، رئيس فرنسا الغبي ، هو من يقوم بدور الذيل . ثمة ناس شاميّون ، ينطرون البرابرة الأمريكان بصبر قليل ، كما نطرهم من قبل ، ناس عراقيون ، وعصرية حطّ الهمج الحرامية الأمريكان ببغداد ، أخذوا النفط ، وأعطونا دولة فاشلة مريضة مفككة مخجلة ، هي واحدة من أفسد الدول فوق أرض الله . ثمة عربان عاربة تنطر أيضاً قدوم الحرامية الأمريكان الى الشام ، وهؤلاء – يا للهول ويا للعجب ويا للجحيم – واقعون تحت حمل ثنائية موجعة هي خرافة ” سنّة وشيعة “
أما ختمة المكتوب ، فهي فتوانا التي اجتهدنا بها قبل خمسة أيام ، فخذوها على أيّ محملٍ ترون وتعتقدون :
وهذه – أيها الأحبة الخلّص – فتوانا المجتهدة الواقعة في الجمعة المبروكة ، أن افتحوا صفحاتكم على غابة الفيسبوك العملاقة ، فمن رأى منكم الوحوش الأمريكان ، الذين إذا دخلوا بلاداً أفسدوها – شوفوا بلاد ما بين القهرين واعتبروا – وهم يعدّون العدد والعدة والشواذ ، لهرس جسد الشام الجميلة الطاهرة – ليس لتكسير عظام النظام أبداً – فليحمها بيده ، فإن لم يقدر ، فبلسانه ، فإن لم يستطع ، فبقلبه ، وهذه أخير عتبة من عتبات الإيمان الصحيح .
 ألهمج الأمريكان الكذابون الحرامية ، وذيولهم الأفرنجة والعربان ، يسوّرون الليلة ، الشام العزيزة والياسمين ، ويتشممونها مثل ذئاب دائحة ، فإن خفتت نارها وترمّدت ، انقضوا عليها ونهشوها نهشة أخيتها بغداد ، دار الحنان الضائعة .
 ثمة ملك يمنع النساء من سَوق سيارة ، ويلفلفهن ويحظر عليهنّ باب الإنتخاب والترشح والمشي مستوحدات واحدات – حتى لو كان شكلاً ممسرحاً برداءة – ويفتي مُفتوهُ ومفوّهوهُ بحرمة التظاهر ، بذريعة جرم الخروج وعصيان وليّ الأمر ، لكنه اليوم يجاهد وينبحّ صوته من أجل نشر الحرية في سوريّة . ثمة أمير جعل من أرض بلاده ، حاملة طائرات وصواريخ عملاقة ، استعملها الوحوش الشواذ الأمريكان ، فانكسر ظهر العراق ورقبته ورجله ، وهو اليوم يجاهد مثل مليكه ، لطبعة ديمقراطية منقحة ومزيّدة في الشام .
شجاها الناس ، فتخبّلت وتجنّنت وتشيطنت وتضلّلت ، وصار هواها أضيق من ثقب المذهب حتى ؟؟؟؟؟
شجاكم أيها الأجاويد ، فإنكفأتم صوب مدافن تراكمت فوقها ألف وأربعمائة سنة وسنة ؟؟؟؟؟
عودوا إلى العقل ، فهو الستر والساتر …
عودوا إلى القلب والصدر ، واغسلوه من كلِّ درنٍ رجيم …
أرى إليكم اللحظة أطهاراً من ثقل الفكرة ، فوالله ما انتم بعصبة شيعويّين ولا بعصبة سنّويين ، إنما ظلّلتكم ضلالة بائتة ، وصيّرتكم عمياناً إلى حتفكم تركضون …
اللهمّ أعنّا وطهّرنا ، كما حرّرتَ وطهّرتَ آباءنا من قبل ، وأبعدتَ عنهم الرجس ، فصاروا للأرض كلها ، رحمة ونعمة وعلْماً جارياً من دون منّة ، إلى يوم الدين ، إنك أنت الجبار القادر العظيم المستعان .
[email protected]