نظام الديمقراطية بشارة خير وعدل ومساواة اريد ويراد له تطويع الحياة للانسان كي يبني ويعمر بها حينما يرسم مسار الحياة اجتماعيا فيخلق له برامج تقود الحياة من خلال توظيف برامج الديمقراطية ليعلو بها نحو افاق عدالة السلطة والتسلطوادارة الواقع اليومي والمعاشي وفق اسس انسانية تقترب من الحق والعدل وهي افضل ما انجبته النواميس في ظل الكم الهائل من التطور والرقي وعلى مر الازمنه الحضارية يمكن القول ان نهضة البشرية وسيرورة تطورها ما كان ليحدث لولا انبثاق هذا النظام على العكس من كل انظمة التاريخ نجد وعبرة ان الانظمة المختلفة لم تستطع ان ترتقي بشعوبها نحو العلى
واذا كان العراق جزء من منظومة عالمية فانه لم يألف الممارسات الديمقراطية الا من خلال بداية تاسيس الدوله اذ بدءاخذ مفهومها على اعتبار انه خاضع لسطوة بريطانيا التي حاولت تزويق النظام انذاك ببعض القوانيين الدستورية ربما كانت البداية قد تدربت عليها بعض القوى انذاك لكن ولعدم نضج تجربة الحكومات ودكتاتوريتها سواء سلطة نوري السعيد التي شكل خلالها اربعة عشر وزارة وهذا دليل تشوية الديمقراطية اذ بانت توجهاته من خلال محاربته بل الاعدامات التي طالت نخب الضباط الاحرار وبعض قيادات الاحزاب الوطنية وتصديه للتظاهرات التي كانت تطالب بحرياتها او حقوق العمل وغيرها واذا كان العراق قد شهد بعض الممارسات الديمقراطية بعد ١٤تموز فهي الاخرى لم تكن الاعلى مستوى النقابات المهنية وبعض الموسسات وهذا بطبيعة الحال غير مرضي لانه لم يؤسس لتقليد ديمقراطي او نهج تبنى عليه الدولة وتنبثق عنه السلطات الثلاثة واستمرت علية الحال حتى حل الاحتلال مرة اخرى ليزوق هو الاخر خطاه بخلق بوابات جديدة للديمقراطية المسلفنة وبصنع دستور خلق المشاكل والعثرات امام وجود للديمقراطية الحقيقية اذ سمح للانتخابات البرلمانية ان تحدث دون وجود قانون الاحزاب السياسية وكذلك سيطرة هذه الاحزاب على منابع الفساد والمقاولات وارتباط البعض منها بدول كبرى لذلك ترى التداول كان محصور فقط بين هذه القوى لامتلاكها المال اضافة الى دعم المرجعيات الدينية وضعف المستوى الثقافي لدى المجتمع الذي عانى فترة الدكتاتورية وغياب وعي عموم فئات المجتمع ادى الى توجه مبرمج على اسس طائفية ثارا وردة فعل سلبية لما كان يعيش في فترة صدام كذلك المغريات وعملية التزوير جعل هذه القوى تتربع على عرش السلطة وتتمكن تاليا من البقاء لانها وظفت هذه الديمقراطية لصالحها وها نحن نرى تكرار الكتل والاحزاب لذلك نقول اننا عشنا ذيل الديمقراطية فقط في المجال الانتخابي
اما فاجعة الحرية فاننا كل يوم لنا مأتم بسبب الفوضى الخلاقة التي صنعت وحولت البلد الى ضيعة صراع وغاب القانون وحلت قوانيين وتقاليد عشائرية مدعومة من بعض الطوائف والاحزاب التي استغلت وهن المجتمع وضعف معطيات الثقافة فكانت الحريات فوضى في كل مكان ابتداء من التجاوز على ممتلكات الدولة وممارسة اساليب همجية من قبل ثلة من المجرمين منهم من يتحرك باسم الحزب واخر العشيرة فضعفت موسسات الدولة على كل المستويات باسم ممارسة فوضى الحرية
اخير نقول ان ما تم صنعه من ديمقراطية او حرية كانت لضياع وطن باكمله وهو الان يعيش في دوامة صراع وعاقبة مجهولة وربما قادم اكثر ظلام والامل بالخروج من هذم الازمات مرهون بوجود ارادة تغيير وطنية معتمدة على قاعدة وعي عراقية وهذا مالم اراه في افق المستقبل.