في كل نائبة تمر على العراق ، وبعد كل تفجير إجرامي ومأساة تقشعر منها الأبدان، ينبري الطيبون من أبناء العراق ، للتخفيف عمن تلقفهم الإرهاب بإجرامه ، ليستهدف مواطنينا الإبرياء ، حتى تجد الأستاذ سعد البزاز (أبو الطيب) حاضرا في كل تلك المنازلات، قبل الحكومة ، وقبل كل رجالاتها أو ممن حسبوا عليها ، وهي التي لم تفعل شيئا ، سوى إجترار خطوات أمنية ، وإدانات، لاتقدم ولا تؤخر!!
لايترك الرجل عوائل ذوي الضحايا ، حتى تجده حاضرا في كل مرة ، من خلال قناة الشرقية ، يداعب مشاعر حزنهم ويشاركهم آلامهم وفواجعهم، ويربت على أكتافهم، وعيونهم ترنو على الدوام ، الى أحد معالم ورموز الكرم العربي ، بعد ساعات قلائل ، من مرور المصيبة أو الفاجعة، حتى يجدوا الأستاذ سعد البزاز ، أنه راعي المضحين ، وهو الحاضر في مقدمة الركب ، لمن قدموا أرواحهم من أجل العراق ، أو ممن فتلك الإرهاب بأجسادهم وذهبت أرواحهم الى بارئها ، لتخلد هناك في جنات الخلد مع الشهداء والصديقين!!
هو أبو الطيب ، إسم على مسمى، يرتقي بأخلاقه وقيمه الى حيث تعلو هامات الرجال، لكي لاتنكسر قلوب الأحبة ممن فجعوا بإستشهاد أبنائهم وذويهم، في وقت تكون الحكومة هي الغائب الاول ، التي لم يلمس منها الكثيرون مبادرات إنسانية على تلك الشاكلة ، وقد أيقنوا أنهم في واد، وحكومتهم في واد آخر، تجتر صراعاتها ويتكالب رجالات السلطة على الكراسي ، والشعب يذبح كل يوم ، ولا أحد ، يداوي جراح الثكالى وممن أصابتهم نوائب الدهر، أو كانوا هم الضحية في كل عمر إجرامي تنفذه أدوات الارهاب التي إختلفت مسمياتها وأجنداتها ، ولا أحد من العراقيين لديه بصيص أمل أن يفعل أحد من ساسة السلطة، لكي يخفف عن آلام المفجوعين بموت ضحاياهم قربانا لأطماع رجال السلطة ، ومن أوغلوا في سفك الدم العراقي البريء!!
كم من عراقي يتغنى بالبزاز ، ويذكر له مواقفه ووقفاته المشرفة ، وما أكثرها ، من كل محافظات العراق، لايعرف الرجل لونا ولا طائفة ولا مذهبا ، وهم يجدون فيه بلسمهم لكي تلتئم جراحاتهم ، ويعيد تجبير القلوب التي إنهال عليها غدر الزمان، ولم تجد في أضنك فترات العيش من يساندها على محن الزمان ومصائبه ومراراته، ليكون البزاز حاضرا، ليقول لكل هؤلاء، أنا والدكم وأخوكم وإبنكم وحافظ شرف عرضكم وأهلكم، ليس منة من الرجل، فهو لايطمع الى كرسي مكسور، بل يهون عليه أن يرى العراقي والمرأة العراقية وشبان العراق وأطفاله وشيوخه ، والدموع تتساقط من أعينهم، حزنا على مصابهم الأليم، وقد أنهالت عليهم مصائب الدنيا لتلقي بثقلها عليهم ، من كل حدب وصوب ، في زمن أغبر لعين ، لم تبق إلا مواقف الرجال الرجال، ممن وهبهم رب العزة مواقف الشرف وإعلاء الكلمة ، ليكونوا الحاضرين على الدوام، فيكون جواب من ناله مكرمات البزاز ومكارمه : ندعو الله العلي القدير أن يحفظك ويعلي من شأنك، ويبقيك ذخرا ومنال عز لكل طامح الى نيل العز وومراتب العلا ، ومن يسعون الى حفظ كرامات البشر من أن ينالهم مالا يتمنون أن يحصل لهم ، بعد كل تلك الفواجع والنكبات!!
كم أنت كريم النفس ، أيها البزاز ، العراقي الغيور، وكيف لا وانت (أبو الطيب) الذي يذكرنا بالمتنبي العظيم ، الشاعر العراقي الكبير، الذي بقيت ذكراه العطرة ، ومكانته الكبيرة ، موئلا لأولئك الرجال العظام ، ممن حفروا في الذاكرة العراقية ، ما يرفع رؤوس الرجال الميامين الى أعالي السماء، في زمن لم يعد للكرم الا القلائل ، ممن يعدون على أصابع اليد الواحدة على كل حال!!
وكم يرعاك رب العزة ، يوم لاظل إلا ظله ، على كل تلك المكرمات ، الثمينة السخية ، التي قدمتها لكل من إحتاج الى عون أو مساعدة او مناشدة أو فاجعة ، أو ممن أضنتهم نوائب الدهر، ليجدونك حاضرا ، في مقدمة الركب ، حتى أنك تقترب في كثير من سجاياك من كرم الرجل العربي الغيور حاتم الطائي، يوم كان العرب الرجال يفخرون بالمكارم وعلياء المكانة ، وها أنت تعيد فصول أؤلئك الميامين الكرام.. فلك من رب السموات ما يعلي من شأنك ويمنحك المكانات العلا.. وأنت تستحق رضا الخالق وثناءه على مكرماتك، أيها الطيب، السعد البزاز..!!
ولك من عوائل العراق ومواطنيه ، ومن ذوي الضحايا ومن شهدائه ، محبة قلوب ، سكنت الأفئدة واستوطنت حنايا الصدور ، سوف يذكرون لك كل مآثرك الإنسانية وكرمك اليعربي ، بالعرفان والتقدير ، وهي أعلى مكانة وقيمة إعتبارية عليا، يصل اليها أي إنسان، ليكون عنوان شرفها وكرمها وصون كرامتها ، على مر الزمان !!