أعتبر الكثيرون من المتابعين للأحداث في الشرق الاوسط ومعهم الأميركان بأن زيارة السيد المالكي لروسيا كانت مفاجئة للرأي العام وبنفس الوقت مفاجئة أيضا للساسة الأميركان ، لكن الأميركان يعلمون جيدا أن هذه الزيارة تمت بضغط من مكتب المرجع في إيران لديمومة الدعم الروسي لحكومة الأسد كما كانت عليه في بداية الثورة ، إذ يعلم المرشد ومن معه أن روسيا لا تستطيع الاستمرار بدعم الأسد إلى ما لا نهاية ولكن بهذه الزيارة استطاعت إيران من زيادة فترة بقاء الأسد بمنصبه لأشهر وبدعم روسي ، لكنها تناست أن هذه الزيارة ستقلب الطاولة على حليفها المالكي مما تجعل الادارة الاميركية تراجع حساباتها وتساهم علنا وسرا في استبدال المالكي برجل آخر ينتمي لها فحسب ولا ينتمي لإيران ، السيد المالكي حسب اعتقاده أراد أن يضرب حجرة بثلاثة عصافير ، العصفور الأول هو تنفيذ الأوامر الإيرانية حرفيا والعصفور الثاني هو التهديد المبطن لحلفائه من الأكراد والعصفور الثالث هو الخروج عن السيطرة الأميركية لأنها حسب قناعات المالكي قد تخلت عنه بصفقة الطائرات الأميركية حين تم تأجيل تسليم الطائرات المنتفق عليها وبضغط من ساسة كردستان ، على السيد المالكي أن يترك الرهان على الحصان الخاسر ( حصان إيران وروسيا والصين ) ويتذكر لولا أميركا لما وصل إلى دفة الحكم ولو بعد عقود ، القراءة التي يروج لها الاعلاميون والمفكرون والمحللون تقول أن كفة إيران ومن معها ستتلاشى في المنطقة وما على المالكي إلا أن يزيد من جسور الثقة مع محيطه العربي لضمان الاستمرار والذهاب إلى المصالحة الحقيقية بـ ( ضفاء النية ) مع أبناء شعبه والابتعاد عن دعم الأسد حتى لو كانت الضغوط الإيرانية قوية فالسياسية هي فن الممكن وهي عصارة الكذب والالتفاف على المواثيق وبإمكان السيد المالكي عندما يتعرض إلى ضغط إيراني يتحجج بالضغوط الأميركية حينها سيضمن الابتعاد الدخول في أحد المعسكرين المتخاصمين ( إيران وروسيا والصين من جهة وأميركا وقطر وتركيا من الجهة الأخرى ) فوضع العراق لا يسمح أن نكون طرفا مع أحد الأطراف بل علينا أن نكون جالسين على التل لأننا تعرضنا لهزات ومصائب ومشاكل نحن في غنى عنها ، أما فكرة نصرة المذهب فاعتقد أن السياسة أهم من المذهب من وجهة نظر السياسيين لأننا نرى ولاء مجاهدي خلق لثوار سوريا وهم مختلفون بالمذهب وولاء حماس فلسطين لإيران وهم أيضا مختلفون بالمذهب ومن هذه الفكرة إن كان فعلا السيد المالكي سياسي محنك عليه أن يبتعد عن المراهنة على حصان خاسر وهرم يقابله حصان نشط وله انتصارات في منطقة الشرق الأوسط وعليه نقول أن صفقة الأسلحة الروسية كانت غلطة سيدفع ثمنها المالكي وشعب العراق ناهيك عن تجارب الدول العربية عندما وقفت مع معسكر روسيا وكيف ضاعت بين ليلة وضحاها والأمثلة قريبة وليست بعيدة ومنها العراق وليبيا والحليم يفهم .