يبدو ان احداث المقدادية جعلتنا نستشعر فداحة وحقيقة ما نمر به من مؤامرات تصل الى تضحية البعض بكل ما هو ثمين وقد تكون الارواح والكرامة والموقف اكثر ما خسرناه في هذه المحنة التي كشفت لنا زيف ادعاءات الكثيرين ممن صدعوا رؤسنا بشعاراتهم الفارغة عن حقوق ومطالب ممن يفترض ان يمثلوهم في هذه الفترة المظلمة.
ولعلنا نعي جميعا ما تمر به البلاد او بعض مناطقه المنكوبة والمكلومة بماساي لا حصر لها، تتطلب من اولئك الذين يتذرعون ويتبارون بالتباكي عن محن هم ابعد ما يكونوا عن ملامستها او مراعاتها او حتى العمل على ايجاد مخرج للازمات التي سقطت على رؤسنا بسبب تعنتهم الاجوف ورغبتهم في سلطة فقدوها في زحمة التنافس الارعن.
ان محاولاتهم الاخيرة في النيل من بعض الشخصيات والعمل على تسقيط الاخرين باستغلال الفواجع التي المت بنا في توجيه الراي العام لنوازع شخصية واجندات نعلم جيداً اهدافها وغاياتها المبيتة، والسكوت عن الجرائم التي ارتكبت مؤخراً في المقدادية على يد عصابات منظمة معلومة الجانب، ما هو الا دليل اخر على مدى خسة ما يدبر في الغرف المغلقة التي تريد لهذه المدينة ان تكون نموذجاً لنحر ما تبقى من كرامتنا على يد ثلة تابى القبول بالواقع الذي فرضته المرحلة الراهنة وسياستهم الخاطئة.
ان موقف العديد من الاطراف بدا محيراً، خاصة وان اكثر ما نحتاجه في الازمات هو تحشيد الاصوات والمواقف في ظل هذه الهجمة المستعرة من قبل تنظيمات لا تريد الخير لنا، بل تعمل على فرقتنا بطرق شتى جعلتنا نعيش التشظي بابشع حالاته، ولعل سكوت النجيفي دليلاً علىه، وقد يكون موقف الاخير مبرراً بالتزامه الصمت عن ضياع مدينة بحجم الموصل وبالتالي لا يعي حجم المشكلة التي نعيشها بل انه يتناسى ان له مدينة تعيش تحت نير الارهاب، ان اكثر ما يفاجئنا هم ابناء ديالى الذين اتخذوا موقف المتفرج والمتربص لاي زلة قد تبدر من هذا او ذاك، او لنقلها بصراحة تلك التي تصدر من الجبوري ابن ديالى، الذي ترك وحيداً يدافع عن بلدته الجريحة.
ان موقفكم المخزي لن يوقف جهود الخيرين وان تطلب الامر الوقوف وحيداً في وجه اولئك الذين ارتضوا ان يكونوا مع الطرف الذي يسعى الى صب الزيت على النار، وهنا يجب ان نذكر بان المفاجئات قد لا تسر الكثيرين لكنها بالتاكيد ستكون لصالح من استجاب لصرخات مواطنيه، فالتاريخ سيتكب ان لديالى رجالاتها وان للموصل وصلاح الدين والانبار من خذلوها..