23 ديسمبر، 2024 6:43 ص

في مثل هذا اليوم 8/8/1988م أعلن خميني إنهزاميته بقبول قرار مجلس الأمن بإيقاف الحرب العراقية الإيرانية متجرعا السم الزعاف، التي بدأها الخميني على العـــــراق في 4أيلول 1980م ،معلنا أنه قبله بشرب السم الزعاف، حيث أصر على عدوانه رغم قبول العراق بذلك، منطلقا من ضرورة بناء علاقات حسن الجوار بين العراق وايران، وإن العــراق اضطر لصد العدوان ودفع الجيش الايراني عن المدن والقرى الحدودية العراقية بعيدا لحمايتها من القصف الايراني.حيث بعد اسبوع من بدء ردع العــــــدان في 22 ايلول 1980م اوقف القتال من طرف واحد للتفاوض واحترام اتفاقــــية 6آذار 1975م بين العراق وايران.لكن خميني بحسب خطة المجيء به للحـــــكم يسعى لتغيير النظام فيه لصالح عملاء له في العراق ثبتت ادانتهم من خلال وقوفهـــم مع توجهات خميني الطائفية في العراق قولا وفعلا.ماكان هذا الانتصار العراقي الكبير سهلا حصوله، على نظام عرف بجلادته وعنصريته وطائفيته،يشكل بلده ثلاثة اضعاف العراق سكانا وارضا، لكنها ارادة العراقيين الصلبة، بقيادة مؤمنة بقضية أمتها وحقها في الوحدة والحياة والتقدم،على وفق فكر تقدمي قومي انساني، يستحضر تاريخ الامة الايجابي، مبتعدا عن جوانبه السلبية، التي يثيرها اعداء الامة لتوظيفها لاغراضهم الشعوبية.وهنا نحن نذكر الايجابيا ولا ننسى السلبيات للقيادة.

فقد ساهم العراقيون جيشا وشعبا شيبا وشبابا بتحقيق النصر العظيم على معتد آثم،مع الأسف هو يمتهن العداء،للعرب عبر التاريخ، لكنه كان يهزم أمام العرب دائما لانه معتد والله لا يحب او ينصر المعتدين. نعم كان نصرا عراقيا عربيا حققه شعب العراق

ولم ينكص عن ذلك الا أولائك الذين باعوا أنفسهم لشيطان الطائفية في قم ،أو الذين نصبوا العداء للأمة لخلافات عقدية لا قومية ولا وطنية ،وبالنتيجة وضعوا انفسهم في خانة اعداء العراق والأمة، رغم انهم أتيحت لهم فرصة المشاركة ولبعضهم حكما ذاتيا ما كانوا به يحلمون!!. أقول هو نصر العراقيين فهم من قدم الشهداء والمال والاحوال،فصنعوا التاريخ من جديد لعراق التاريخ والحضارة. ويومها قدم كاتب هذه السطور، الذكر والألم، مذكرة للقيادة من منطلق الشعور بمسؤولية المواطنة تجاه وطن وشعب، كان يعايشه عمليا ويعرف حجم التضحيات التي قدمها، واليوم وقد تحقق الانتصار فله على نظام الحكم وقيادته حق يتمثل في:

1- تفهم وضعه النفسي والاقتصادي ووضع الحلول لذلك.

2-تفهم حقه السياسي بصورة ملتزمة ليعبر بما يغني مسيرة ما بعد الانتصار.

3-رفع كل الاجراءات التي تطلبتها ظروف الحرب لثماني سنوات وأصلاح بعض سيئاتها التي أصابت من هو شمله قرار حفته وشاية او نفاق.

4- بناء اجواء من الديمقراطية والحرية مناخا لانطلاق ارادة التعمير والإبداع.بما في ذلك فسح المجال للعمل السياسي المخلص في نقدهم والمعبر عن رؤى وطنية وقومية وإنسانية لا تخرج عن حق الامة في نهضتها.

5- نقد اي اجراء ظهر فيه بعض التعسف وبيان اسبابه ومعالجة آثاره.

6-معالجة سلبيات صاحبت مسيرة الجيش الشعبي وبعض سلوكيات عناصر الجيش.

أي ايجاد وضع يجعل العراقي يشعر بلذة الانتصار، ويعتز بما اعطاه من شهداء ومال وتضحيات لثماني سنوات. وقطع الطريق على عناصر الوشايات والشكوك بما فعلا مارسه العراقي دعما للمعركة بما في ذلك قتل من يفر من الجيش واعتباره عارا. تلك فعلا حدثت وكان لها اثر واضح.

وقد كان الجواب مشجعا. لكن دخل الشيطان من حيث لم يحتسب الإنسان!!

وبعد عرس الانتصار ومؤتمر قمة بغداد 30 حزيران عام1990م، حيث ظهر العراق في موقع القائد المهاب وله يستجاب، وفي 2/8/1990م تخلق مشكلة لم تكن في حسبان العقلاء! مشكلة مصطنعة لتبرير ما قرر خطأ قبل ستة اشهر بعودة الفرع للاصل.والفرع لا خلاف عليه أن يعود للاصل، وقد حاول البعض قبلنا ذلك وما نجحوا، ونحن لنا وسائل وضعها البعث لذلك وهي ارادة الشعب حين يؤمن بوحدة الامة او بعض اجزائها، وليس بالقوة.وكان للبعث فرع في الكويت جدير به ان يقود الشعب للوحدة مع العراق، كما فعل البعث والحركة الوطنية في سورية عام 1958م بتوحيد مصر وسورية. لكنها العنجهية وغرور النصر وفقدان الحكمة. ولا اريد أن اذهب الى ما قد تدعمه نتائج الفعلة وهي تدمير وطن ثم احتلاله ثم تدمير أمة كما يريد ذلك امريكا والصهيونية وايران. نعم أنها الحيرة والألم بعد إنتصار لم يُعظَّم نتائجه وعمله كما يجب.بل بيع لعدو عليه العراق انتصر، إنها مهزلة القدر، أم أنها لعبة بليل لها العدو قد دبر.هنا يأتي الألم ، وقد يعترض بعض دعاة التنظير لما يفعله ناكر ونكير، ويتهمون

من يقول الحق بشيطنة الامور، وهم في الواقع أباليس وشياطين فسقوا عن مباديء البعث، فتبعهم الغاوون وهم عن كل خطيئة يدافعون.

يالها من ذكرى ويالها من ألم ! كيف لا واليوم نرى نتائجها في كل زاوية من زوايا أمتنا، تتناهشها انياب الاعداء من كل حدب وصوب، بما في ذلك من يحسب لها وعليها.أنها جريمة كبرى لا يبرر وقوعها الا جاهل او مجنون، إن من يبنى أمة يجب أن يتصف بالحكمة قبل الشجاعة، وبالشعبية لا بالغرور وبالتعالي، وأن يعرف نفسه وبها يتحكم، فالنقس أمارة بالسوء, لقد أضعنا وطنا لأراذل الناس ومزقنا أمة بدل توحيدها كما مبادؤنا تطلب منا ذلك بتضحية وتواضع. هل فعل ولاة الامور ذلك؟ كلا أنهم مدانون ،أنها أحداث ليست بالعابرة، بل أحداث زرعت فينا جروحا وآلاما لا تندمل عند المؤمنين ،لذا حاولت أن أغض النظر عن 8/8/1988م فلم أتمكن فالجرح عميق والألم أعمق.وإنا لله وإنا اليه راجعون.فمن سيقرأ تلك السطور عليه أن يفكر لو أن الامور بعد الانتصار سارت على وفق ما قلنا وما قاله ويقوله الكثير غيرنا من المخلصين، حقا يعجز العقل أن يتقبل ما ينظر له من هم علي الخطيئة يصرون.

وأملي أن يعي هؤلاء هول ما نحن فيه وأن لا للمخلصين افتراء يتهمون.ومهما قيل ويقال عن مقاومة ومجالس سياسية وعسكرية اليوم، فهو كلام يدل على غيب الوعي عند هؤلاء المتحدثين، فالعراق والامة بهما يعبث العابثون مَن لتراث الامة يشوهون وللاسلام يفسدون،فالمطلوب العودة الى الوعي الذي ثبته البعث فكرا وعملا وبناء جبهة وطنية قومية تضم ابناء الامة لوضع منهج عملٍ يرقى الى مستوى الاحداث المؤلمة التي تعيشها الامة.فلا مجال لشعارات عفى عنها الزمن اليوم.فهل من صاغ لما بتواضع نقول. إنا لمنتظرون وإن بنا امتد بالعمر السنون.

تحياتي للجميع.