ما أصابني في هذه الأيام..؟ لا أدرك كنهه ..ولا أعلم تأويله..؟ ..قلمي يعاند يدي ..كأن الآصرة العميقة بيننا أجتاحها الليل والبرود ، وتلك الأوراق البيض التي كانت تبتهج لرؤيتي ..؟ دخلت عالم النسيان .؟ فلم تعد تطاوعني لأسلك طريق من سكن ذاكرتي وأحتلها وطنا ..أولئك المحتشدين في مدينة أحلامي..أولئك من أحببتهم عبثا… أولئك الذين كانوا ينظرون من نوافذ وشرفات عالية لا تطل على أحلامي، كأنني أحببتهم وأحبوني عبثا..ولم يتمعنوا في دواخلي المسكينة.. بل وضعوني في قصي أحلامهم وبعيد أمانيهم وربما عكس اتجاه ريحهم، أعترف أني أوجعتكم سهوا ..وتفرقت بنا الطرق ومضى قطار العمر إلى أقاصي الغياب دون قصد مني..وصدحت أغان الغياب ..فشفت نباع العواطف وارتبك الوجد والشعور ..ولكن ورغم كل هذا …؟ طوبى لمن أبهضم الحب وأثقل قلوبهم ..وسلام على المحكومين بالطيبة وصفاء القلب وبيض النوايا..؟ الذين هم نحن ..وصفحا لهذا الكيان الذي لم يكف عن الصدق ورفقا جميلا بهذا القلب الهش الذي لم تزل ذكراكم تسكنه وتمطر وابلا على عشبه الأخضر جدا ..بأبهى وأجمل صور حية نابضة..لا تدخل عوالم الموت والنسيان