23 ديسمبر، 2024 5:44 م

ذكريات..من سنوات حياتنا…..هل ستعود…؟

ذكريات..من سنوات حياتنا…..هل ستعود…؟

يقال ان عجلة الزمن تتقدم الى الأمام ولا تعود..وان اليوم أحسن من البارحه ..وعلى قول المثل القائل..(الي راح مايرجع.)…وفي خضم احداث مجريات التاريخ التي ولت بما تحمل من هموم لخسارة ايام من حياتنا قد تكون واكبناها حزنآ اكثر ماهي فرحآ ولآيام جميلة عنفوانها البراءة وطيبة الأخوة مع محبين جمعتنا بهم أواصر الأخوة وصفاء النية والقلب بعيد عن المصالح .تبقى هناك ذكريات عميقة عالقة في اذهاننا لها بصمات للحظات عفوية نتذكرها في أحلك الظروف تجعل دموعنا تذرف خارج سيطرة انفسنا .هذه الدموع تحمل في ثناياها عشق وحب لأيام وتاريخ لن يعود.

ذكريات..عشناها في بيوت آمنة كبرت مساحتها ام صغرت اهم مايجمعنا الفرحة والمحبة لأبسط الأشياء كنا نراها كبيرة في معناها والالام وآهات حزن عشناها لم تخيفنا بمجرد ( اللمة الحلوة ) .ذكريات مع أهلنا الذين لم يتوانوا عن تقديم مايديم هذه الفرحة حتى لو على حساب الالامهم او ثقل كاهل معيتشهم .ذكريات مع أخوة عاشوا معنا ليومنا هذا او فقدانهم لموت مفاجئ او شهداء لهذا الوطن.

كان الوطن هو اول حب وعشق ازلي عرفناه ولم نتجرأ ان يمر يوم الآ ان نحيا بك ياوطني..وطني هو الموصل والبصرة وديالى والأنباروكل محافظاتنا العزيزة ومسقط رأسنا بغداد.وطن كل رصيف مررنا عليه وكل شارع لهونا به هو باحة الآمان لنا. وكل العاب الطفوله البريئة ( سبع حجارات , الختيلة , المصرع, عود وبلبل …وما كان أكثرها ) كانت بلسم لجراح عشناها .لم نكن نحسب سيأتي يوم يسرى الخوف في جسدنا عن دخول الأعظمية  و ( راغبة خاتون ) أو الشعله ( حي الجوادين )..لم نحسب انه سيأتي يوم نخشى دخول الموصل و(السرجخانه).أو تمنعنا الأقدار أن ازور البصرة خوفآ من سيطرة ( الكزيزه ) او لايدور في مخيلتنا أننا لآنستطيع دخول ديالي و ( بعقوبة الجديدة ) يقابلها خوفنا من مصير مجهول ينتظرنا في الأنبار و ( فلوجتها ).لم نكن نعلم سيأتي يوم يعتب علينا من رحلوا من أحبائنا خوفنا من زيارة مقابرهم ليستأنسوا بزيارتنا لسويعات قليلة .

ذكريات..تمر بنا مرور الكرام مع أخوة أعزاء لم نعلم ماهي ديانتهم أو طائفتهم ..اخوة قضينا معهم ايام الصبا وريعان المراهقة ..أخوة تقاسمنا معهم ( مصروف الجيب)…وألذ أكلاتنا الشعبية ….أخوة عشنا معهم زوايا آخر الصف الدراسي بعفوية  طلاب الصف الواحد.لم نكن نعلم أن من يجلس معنا هل هو سني أم شيعي ولايهمني مذهبه بقدر ماهو همنا علاقتنا المبنيه بعيدآ عن المصالح الشخصية .كانت الأيام تمر بنا وانتهت الدراسه بكل فصولها جمعتنا معآ مراكز التدريب العسكري  أنتهت برحيل من رحل في حرب هوجاء كنا لانعلم اين سينتهي مصيرنا منها..ومن عاش فصول نهايتها فهو انسان خلق من جديد يحسده عليها من دفن تحت أرضك ياوطني  ويتمنى لو كان للعمر بقية ليعيش لحظاتها.

مرت  سنوات..تزوج من تزوج…وكبرت المسؤولية التي كنا لم نشعر بها لنقاوة حياة اليفة طيبة بريئة عشناها سابقآ.أصبحنا نحلم ولو ببضعة ايام عودة لماضينا البرئ..واذا كانت بضعة الأيام كبيره علينا فلامانع من سويعات فقط لنضحك من أعماقنا لهفوات ولحظات بريئة عشناها..ولكن ياحسرتاه على كل مامضى..نعم..لو كانت حسراتنا لها صوت لكان صداها يملآ العالم بأكمله.

رحلت الذكريات..وكبرت في داخلنا هموم الحياة التي نعيشها الأن..ونحاول ان نجد ولو بصيص أمل للحظة فرح تجمعنا ..أو نهاية لآحزان تعيش مع دقات قلوبنا..وطن خسرناه..وقيم أجتماعية نحاول الحفاظ عليها ولو بالجزء اليسير ديمومة لأخلاق نورثها لأولادنا ..في وقت خسرنا كل شئ فيه الآ بعض من موروث أدبي وثقافي غرسته في أعماقنا ثقافة الماضي وتربية عوائلنا وأجدادنا ..وأخلاق حميدة توارثناه جيل بعد جيل..أملآ في أصلاح مانستطيع مابقي على قيد الحياة من خراب أخلاقي وأجتماعي للبعض جيل اليوم ( الله الساتر منه)..لايحمل في محياه وعقله ذكريات حميدة وكيف وهو من واكب المصالح الفئوية وفساد العصرالجديد بكل سلبياته.

رحماك ..ذكرياتنا الجميله…..رحماك سنوات أعمارنا الزاهية التي ولت …..رحماك…يأأجمل أيام عمري.