ذكرياتُ العمرِ نقشٌ في الحجرْ
لا تمحوها رياحُ القدرْ
تجري في عروقِنا كالنهرِ الجاري
تُشرقُ كالشمسِ في قلبِ الدُجى الساري
أيامُ الطفولةِ، وأحلامُ الصِبا
ضحكاتٌ تلامسُ سحابَ السماء
رائحةُ الخبزِ في فجرٍ مُباركْ
وأصواتُ الجداتِ في دعاءٍ مُباركْ
في زوايا البيوتِ القديمةِ حكاياتْ
كلُّ زاويةٍ تروي ألفَ رواياتْ
هنا مررنا، وهنا لعبنا، وهنا بكينا
وفي أحضانِ الحُبِّ يوماً احتمينا
يا ذكرياتِ العمرِ يا أنفاسَنا
كيف أصفُكِ وأنتِ أساسَنا؟
في الشوارعِ القديمةِ صدى أقدامنا
وفي النجومِ تسكنُ أحلامُ أعوامنا
حين تأتي رائحةُ المطرْ
أعودُ لطفولتي في لحظةِ نظرْ
تعود الأغاني، يعودُ الكلامْ
وتُضاءُ ليالي العُمرِ بالهيامْ
ذكرياتُ الفقدِ والبُعدِ والحنينْ
تُشعلُ في القلبِ نارَ الأنينْ
ولكنها أيضاً تُهدي السلامْ
وترسمُ للروحِ أجمل الأحلامْ
يا عمرَنا المكتوبَ بحبرِ السنينْ
ما زلتَ الحاضرَ وإن كنتَ بعيدَ العينْ
تحيا في أرواحِنا كالسحابْ
وتسكنُ في قلوبِنا بلا غيابْ
فيا ذاكراتِنا، كوني شاهداً
على أحلامِنا، على ما كان دائماً واعداً
سنبقى نحملُ نقشَكِ في الكيانْ
حتى ينتهي هذا الزمانْ