18 ديسمبر، 2024 9:00 م

ذكريات بعيدة جداً…..

ذكريات بعيدة جداً…..

اكتب لها عن المٌ بانت اوجاعه في الجسد وأسئلها عن ذكريات كانت بالأمس اقرب الى الحقيقة وبعيدةً عن عالم الخيال…
سأقول لها يا حبيبتي لنعود قليلاً الى الماضي ونقلب صفحاته الجميلة ونقرأ بين السطور… سعادتنا القليلة… وبؤسنا.. وشقائنا. ذكريات وذكريات….
فسألتها عن طفلاً يلف حولها من هذا فقالت حفيدي ونادته بإسمي… فاهتزت مشاعري برجفة من شرايين القلب وكأني قد ملكت الدنيا وماقيها…
ايها الحب الطاهر مازلت ترافقها رغم مرور العقود الاربعة…
قالت وبصوت خافت كل شيء نصيب فاذا جاء الفراق وتباعد العشاق فاعلم ان الدنيا بلا مذاق…
من انت ايها المرأة التي لم يغيرها غبار الزمن ولم تهزها ريح العاديات…ومن انا مجرد رجلاً يعيش مع الذكريات….
تبسمت وعادت ببسمتها الى زمان بعيد.. زمان الهوى والشباب.. زمان الممنوع والمرغوب…
عذراً ايها الزمن فانت جميل مع البعض وظالمٌ مع البقية.. لحظات ودقائق كنا نطلبها منك ليطول اللقاء ولكن دون جدوى…
ما اجمل تلك الأمسيات وانا اجلس مع احلامي وامنياتي على امل اللقاء بهم….
تمر علينا الأيام ونحن في عالم بعيد نرتدي ملابس الخاكي وانفاسنا تنتظر تلك الاجازة الدورية والتي لا تتجاوز السبعة أيام عسى ان نحظى بوسطها ذلك اللقاء مع الحبيب.. وأي لقاء سوف يكون وعيون الجميع تنظر الينا…لقاءًّ تسوده الابتسامة المخفية والمشاعر المكبوتة…
الا تعود بنا يا ايها الزمان العابر لنمحو أحزاننا ونجدد افراحنا بطريقة مختلفة عما كنا عليه في السابق فمرحلة النضوج علمتنا الكثير والكثير واهم شيء هو الاستفادة وتصحيح كل الاخطاء التي رافقت ايام الطفولة والشباب..
تلك الوديان هي شاهدي على كل الذكريات واحلامي النهارية واستعراضاتي البهلوانية الجميلة…. امنيات ولكنها اضغاث احلام فهل نفيق من صحوتنا ونحن نحلم بعودة الأموات….
في قريتي كنا نعيش مع الراحلين ولايوجد بيننا وبينهم سوى ليلاً يخيفنا بالعفاريت ..وفي نفس القرية كنا نعشق كل شيء.. الشكل الجميل والصوت الجميل… والكلام العذب.. ولا يخيفني شيء سوى حكايات الاساطير والخواريف المفتعلة وصوت الرعيد وجبروت اهلك ياحبيبتي….كل شيء كان هناك له خصوصية واهمها خصوصية العشاق لانهم يكتمون اسرارهم مع الاموات ويخافون على عشقهم الطاهر من الدنس وكلام المنافقين وذوي النفوس الضعيفة….
نعم انها فلسفة الحياة تعلمناها بالفطرة الربانية ونكتب كل مفرداتها بكلمات قاسية احياناً… فطوبى للعاشقين الطاهرين…. طوبى لنا وطوبى لمن خلدوا اسمائنا بأحفادهم…وليشهد الزمان اننا كنا وكان الحب أمان…
وذكريات مع النسيان. وسلامٌ علينا وعليهم وروحاً وريحان….