أمس، الرابع من آب، صادفت ذكرى ميلاد القائد الرمز ياسر عرفات (أبو عمار)، مفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة، وصانع حلم الدولة. وهذه الذكرى ستظل خالدة في نفوس كل المناضلين والأحرار الأشاوس والشرفاء من أبناء شعبنا الفلسطيني وقوى الحرية في العالم.
فهي ذكرى ولادة الثورة نحو المجد والكرامة والأمل لأجل غد مشرق ومستقبل أجمل، ونحو تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الحرة المستقلة فوق التراب الوطني، وعاصمتها القدس الشريف.
ياسر عرفات الإنسان، والقائد الاستثنائي، والشخصية الكريزماتية، الذي اختلف الكثير معه، وليس عليه، والذي استطاع بدبلوماسيته وحنكنه وسعه صدره أن يجمع كل الفصائل الفلسطينية في بوتقة واحدة، رغم الخلافات السياسية والفكرية والعقائدية.
لقد تحول أبو عمار منذ وضع كوفيته على شكل خريطة فلسطين إلى أيقونة نضالية وثورية التصقت بفلسطين تاريخًا وجغرافيا وواقع.
ستظل ذكرى ياسر عرفات تلهم الأجيال الجديدة والقادمة بما يمثله من مسيرة شعب، ومن مآثر وعمل وانجازات وسيرة عطرة، وقد رحل وهو لا يملك شيئًا، وعاش حياة صعبة وقاسية، واعتبر أن كل أبناء فلسطين هم أبناءه، وأن تحرير الأرض والوطن أمانة في عنقه، وبقي يكافح ويقاوم ويذود عن الوطن الفلسطيني حتى آخر رمق في حياته، مخلصا لنضاله، ولم يتوقف حتى في أيام الحصار والمرض والبعد عن فلسطين.
إننا في ذكرى ميلاد ياسر عرفات نستحضر مواقفه الصلبة ورفضه تقديم التنازلات رغم لجوئه للخيار السياسي والمفاوضات، وقد فاوض بحنكته المعهودة دون رمي أي ورقة من أوراق المقاومة مجانًا، وكان يجسد مقولته الشهيرة الخالدة” غصن الزيتون والبندقية”، في آنٍ واحد من خلال علاقته الوثيقة والطيبة مع جميع القوى والأطراف، ومن ضمنها محور المقاومة.
إن رسالة شعبنا الفلسطيني في ذكرى ميلاد القائد أبو عمار ضرورة وأهمية انجاز الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، والتشبث بالحلم والمشروع الوطني الفلسطيني الذي يلبي رغبات ومطالب شعبنا في الحرية والاستقلال.
تحية للرئيس الراحل ياسر عرفات في ذكرى ميلاده، الذي عرفنا فيه صفات القائد المناضل والرمز الذي لا يمحوه الزمن من المفكرة الفلسطينية وسجل المناضلين الأحرار، الذي علّمَّ شعبنا معنى الحرية، كل الحرية.