18 ديسمبر، 2024 9:57 م

ذكرى عاشوراء وعشاق الإمام الحسين (ع)

ذكرى عاشوراء وعشاق الإمام الحسين (ع)

أطل هلال شهر محرم الحرام متوشحآ بوشاح الحزن والأسى تنهمل بين جنباته دموع المصاب وتقطر من عليائه الدماء الزكية معلنة قدوم شهر الجهاد والتضحية شهر الإباء والفداء شهر المصائب الجليلة والرّزايا الفجيعة وذكرى عاشوراء الشهادة ومصاب أهل البيت عليهم السلام وفاجعة الطف الأليمة التي أقرحت جفون الأنبياء والأولياء والأئمة الهداة والمؤمنين التقاة . وتتجدد صياغة الذكرى بألم يعتصر القلوب وتنهمل فيه الدموع وتسترجع فيه المواقف وكلما مرت السنين والأعوام وتوالت الأجيال عبر الأجيال تصدح العقول تستلهم العبر والدروس والمعاني الخالدة لذلك السفر العظيم الذي سطره أبي الأحرار وأخيه وأصحابه المنتجبين بدمائهم الزكية ليكون خالداً على مدى التاريخ ولينهل كل مسلم بل كل أنسان من مدرسة الحسين (ع) والتي تحمل كل معاني محاربة الباطل ونصرة الحق متسلحة بالشموخ متحدية فيها على مر العصور كل الطغاة والظالمين والمستكبرين وأعداء الدين والمتعصبين والوهابيين والسلفيين والتكفيريين والإرهابيين مهما إختلفت أسمائهم وبلدانهم وألوانهم ولغاتهم .
نفوس تذوب وتتصاغر من أجل إحياء ذكرى عاشوراء وتسعى بكل ماأتيحت لها من إمكانية لتعبر عن حبها وولائها وعشقها لهم والحزن والمواساة على ماجرى عليهم والألم بما حل بهم على صعيد كربلاء من تقتيل وتمثيل وتشريد ونهب وسبي ، فكيف يكون حزن العاشق على معشوقه وكيف ستكون الرسالة المعبرة عن هذا الحزن السرمدي فهي بالتأكيد ستتخطى حدود المعقول والفهم والإدراك فسيخترق شعاع العاطفة كل الموازين ليصل الى لب الألباب في مكنونات القلوب وستكون الصور أبلغ من كل الكلمات . وإن كان لابد من توصيف إحداها فهذه صورة من ملايين الصور المعبرة عن حب الحسين وآل الحسين عليهم السلام فهي لأحد المعزين الشباب في إحدى مدن العراق أصم وأبكم وكساح وضعف حاد بالبصر وإرتعاش أعصاب ومع كل هذه الأوجاع التي رافقته منذ الولادة لكنها لم تثنيه عن الولاء والعشق الحسيني ومودة أهل البيت (ع) وأبى إلا أن يشارك في إحياء عاشوراء إبتغاء مرضاة الله تعالى .. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين