15 نوفمبر، 2024 9:00 ص
Search
Close this search box.

ذكرى جانبية للحب

ذكرى جانبية للحب

خلال سيرتها المفعمة برائحة الندى ، كان العشب ينموا رويداً بجانب مكانها الأثير ، ذلك المكان الذي التقيا به لأول مرة، نفس الرصيف الذي تراه الان  قالت لحفيدتها:
– جلسنا هنا قبل عشرين عام او أكثر ، هنا تشابكت أيدينا لأول مرة ، تردنا كثيراً على هذا المكان الى ان قامت الحرب بعدها ذهب هناك مع أرتال السيارات التي كانت تبعث دوياً هائلا ً بدد ألفة الأشياء وقضى على معنى الصمت إلى الابد ،،، لكنه لم يعد مع من عادوا …
قالت لها حفيدتها:
– وهل عدتي الى هذا المكان مرة ً أخرى…؟
صمتت ولم تجب ، بقيت حفيدتها تتطلع اليها تنتظر الاجابة… خلال عصر الديناصورات المنقرضة ، عصر الشرق الساحر المليء بالجواري وبالسبايا  ، تخيلت هذه الريح تذهب باتجاه واحد ولا تعود مطلقاً ترتدي ازراراً ملونه عليها اول حرف من أسمه ، كانت يمناها تمسك بفراشة الحب التي سجنتها كل هذه السنين في دفتر الذكريات العتيق ، غنت للحب اغنيةً دامت الف عام ،لم تكترث للزمن الذي منحها مثل هذا الأمل بأنه  سيعود . كانت ترنيمتهاالوحيدة تتجدد مع الفصول ، حين كان منجل الموت يحصد بلا رحمة ، يكتسح الطرقات ، يثير أتربة على اخر شعاع من تلك الشمس التي غازلتها في يوم حين كان الزمن لا وجود له، عندها عرفت إن هذه القصة لم تكن قصتها وحدها فقط.

أحدث المقالات

أحدث المقالات