23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

كثير من العراقيين اليوم لا يشبهون الامس . الشعب والجيش كانا في خندق واحد في حرب دامت ثمان سنوات , مع ايران , وبغض النظر ان كانت الحرب عادلة ام لا , فانا أبحث عن دور الانسان العراقي فيها , فوجدتُ أن (المفدى)! قد حرق الانسان في حروب تلو اخرى , وانه لم يكن رجل سياسة بقدر ماكان شيخ عشيرة ..
اتساءل اليوم هل شعب الامس الذي قاتل ايران واحتفل بنصرهِ سيحتفل اليوم كذلك ؟
لا أعتقد , لسبب بسيط وهو أن مؤسسة السجناء السياسيين , ومؤسسة الشهداء قد استثنت في منهجها من استشهد بحرب ايران , فلم تعتبره شهيدا !! , واكتفت اعتبار اهل المقابر الجماعية شهداء , ومن سجن زمن البعث من حزب الدعوة وبدر وغيرهما هم شهداء , لذا حتى الشهيد لم ينصف سابقاً ولا لاحقاً !
وانا اطالب بحل هاتين المؤسستين كون ان الامتيازات التي حصلوا ويحصلون عليها من رواتب , وبدلات اراضي , وتعيينات وبعثات دراسية.. الخ لا مبرر لها مع السيل الجارف من شهداء العراقيين بعد 2003 وحتى اليوم , وانهما – المؤسستين – تستنزفان خزينة الدولة , ونحن نعلم ان حكومتنا الرشيدة افلست بسبب الحروب المتواصلة وتواصل الاستدانة , وربما تنهار مؤسسات الدولة على حين غرة كما حدث للاتحاد السوفيتي في القرن الماضي .. للاطلاع http://www.alshuhadaa.com/section_injaz/

الخلل الذي ينخر بجسد بلدنا هو تغييب الهوية الوطنية الجامعة , ونشاط الهويات الفرعية على حسابها , لذا نجد مطالبات شاذة بانضمام الموصل الى تركيا , أو التحاق القسم الغربي مع سوريا , عدا الفوضى التي عصفت بالناس هناك من جراء القتال اذ قد اصبحت تلك المدن جبهات يقاتل فيها ( الجيش الرديف = مليشيات عراقية ) أضافة الى تدخل ايران الواضح , والسرطان الداعشي الوافد , وكأننا في حلقة مفرغة أمسنا كحاضرنا وحاضرنا يرسم مشوهاً لمستقبلنا , والنزيف العراقي مستمر للاسف يتحملهُ القادة السياسيين , ورجال الدين ايضاً , ولا أدري ماذا سنحدث الاجيال القادمة عن انجازاتنا ؟

التمس من العراقيين خصوصاً ذوي التولد 80 فما فوق , الاّ يسهموا في نقاشات تاريخنا الحديث خصوصاً والحقبة البعثية منه , لانها لا تزيدنا الا تفرقاً وتشرذما ً , وأطلب منهم أن يركزوا على النهوض بالحاضر , والبناء للمستقبل , قبل ان نكون آثاراً يجولُ فوقنا السياح ليروا قصة الفشل المريرة الضاربة في عمق التاريخ !