تنشغل دول العالم بوباء الكورونا المنتشر بشكل تتطلب مجابهته تظافر جهود البشرية لكونه فايروس جديد لاتتوفر ادوية العلاج او الوقاية منه وادى كل ذلك الى الشلل والكساد الاقتصادي ولجأت دول اوربا التي تعاني من اكبر عدد من الاصابات والوفيات – بعدما تمت السيطرة على انتشاره في الصين- الى اجراءات العزل الوقائي والبقاء في المنازل وتم توفيرالمعونات والرواتب اللازمة لمساعدة ذوي الدخل المحدود ولكن ما الذي قام العراق بتوفيره صحيا او معاشيا ؟
لقد حل وباء الكورونا في العراق لتزداد معاناة العراقيين في نفس وقت انخفاض اسعار النفط الذي يعتبر المصدر الوحيد تقريبا لمعيشة العراقيين بسبب السياسات المستهترة للحكومات العراقية المتعاقبة منذ الغزو والاحتلال الامريكي عام 2003 حيث تنعدم اية مشاريع او خطط حقيقية للنهوض بالقطاع الصناعي او الزراعي بل بالعكس هناك اصرار حقيقي على ابقاء العراق بلدا ريعيا لا يخطط او يهتم بتنويع موارد اقتصاده او بناء الاسس والهيكلية المطلوبة للنهوض المستقبلي .
اثبتت حكومات المحاصصة الطائفية القومية على فشل وفساد قل نظيره في دول العالم واصبح الاعتراف به تحصيل حاصل ووصلت القوى الاسلاموية الحاكمة الى ادنى درجات الفشل والتخبط وبالرغم من انتهاء مفعولية حكمها نجدها تفشل منذ استقالة افشل رئيس وزراء باضوه لنا قبل اربعة اشهر حتى في اختيار بديل له ونجد على الساحة مرشح مكلف مشابه واقتراح بديل عنه من نفس الطينة السيئة وهم بعيدين كل البعد عن الصفات التي حددتها انتفاضة تشرين في ان يكون من خارج رحم المحاصصة الفاسد وان يتعهد باجراء انتخابات نزيهة خلال هذا العام وان يقوم بمحاكمة قتلة شهداء الانتفاضة الذين تجاوز عددهم السبعمائة شهيدا اضافة لالاف المعوقين والمختطفين والمسجونين الذين يتعرضون للتعذيب البشع ، كما ان عمليات الاغتيال المجرمة لم تتوقف وكان اخرها الاغتيال الجبان للشيهدة انوار جاسم مهووس وابنها في دارهم بمنطقة السيمر بالناصرية دون ان يرف جفن للاجهزة الامنية المخترقة من قبل المليشيات المشبوهة العاملة بتوجيهات من خارج الحدود والتي تصادر مع الاسف سمعة ودور الحشد الشعبي وتضحياته في القضاء على عصابات داعش الاجرامية .
عودة الى المرشح المكلف بتشكيل الحكومة عدنان الزرفي والخارج من عباءة حزب الدعوة اود ان اتسائل ما هي انجازاته اثناء وجوده كمحافظ للنجف لسنوات طويلة فهل قام بمحاربة الفساد ام تمكن من بناء مشاريع خدمية او انتاجية في المحافظة واين كان من سرقات آل الحكيم الذين امتلكوا مساحات واسعة من المحافظة ، كما انه متهم بملفات فساد كبيرة كان اخرها اقالته كمحافظ وتقديمه للنزاهة من قبل رئيس الجمهورية السابق فؤاد معصوم كما انه لا يخفي ولائه للامريكان وهو ايضا متهم مع اخيه وفق اعترافات منشورة بالقيام بعمليات اغتيال ولكن العراق بلد العجائب والغرائب .
اما الاسم الثاني المطروح فهو مصطفى الكاظمي وهو عنصر مغمور كان بعمل كاتب في صحيفة لبرهم صالح وصعد ليتعين مديرا للمخابرات من قبل حيدر العبادي وتشير احدى الروايات الى انه تم تعيينه بخدعة من عناصر عراقية امريكية تقمصوا دور ضباط استخبارات امريكية احدهم حوكم وسجن لاحقا بتهمة التزوير ويقبع الان في السجن في امريكا حيث اوهموا العبادي بان الاستخبارات الامريكية هي التي تطلب تعيينه بهذا المنصب ليقوم بتنفيذ ذلك دون سؤال او جواب ! الم نخبركم ان العراق هو بلد العجائب والغرائب .
عندما تحل الذكرى المريرة للغزو والاحتلال الامريكي ينبغي بدون شك التذكير بان الامريكان هم الذين يتحملون المسئولية الاساسية عن كافة المأسي التي حلت بالعراق منذ ذلك اليوم وطيلة السبعة عشر عاما الماضية بل وقبل ذلك عن سنوات العصارالجائر ودعم حكم صدام الجائر وحروبه العدوانية ضد ايران والكويت وبالبرغم من الدور الامريكي السلبي فان دول الجوار وغي مقدممتهم ايران استفادوا من ضعف الحكومات الطائفية المتعاقبة لتتدخل في شؤون العراق واصبح اليوم سرا معلنا كون ان العصابات التي تحكم العراق طيلة هذه السنوات لم يشكلوا اية حكومة الا بالحصول على الضوء الاخضر من امريكا وايران وهي بعيدين كل البعد عن تمثيل اية مصلحة وطنية عراقية بل هم مجموعة من السراق وقطاع الطرق الذين يتقاسمون نهب ثروات العراق وقد ازدادت خصوماتهم بسبب شحة واردات النفط التي يبدو انها متوفرة للحرامية ولكنها شحيحة في مجال توفير ابسط متطلبات العيش اليومي لملايين المحتاجين من ابناء الشعب وخاصة في ظل وباء الكورونا .
ان الامل بالخلاص من هذة الفئات الطفيلية الفاشلة العاجزة الفاسدة التي لا ترغب بالاعتراف بفشلها وتواصل عنادها وتشبثها بالحكم لن يتم الا على ايدي شبابنا الثائر الباسل الذي اثبت بسالته ووضوح ونضوج مطاليبه العادلة والذي سوف يعود بعد انتهاء ازمة الكورونا بعزيمة اشد واصرار اقوى ليخلص العراق من كوارث وعذابات استمرت اكثر مما ينبغي ولوضع حد لعمليات تزوير ارادة الناخب العراقي عبر انتخابات نظيفة وباشراف ومراقبة دولية فعالة لاختيار ممثلين حقيقيين للشعب العراقي بعد تشخيص مصادر الفساد والنهب وتقديم المتورطين الكبار لمحاكمات عادلة لاسترجاع بلايين الدولارات المسروقة والبدء باعادة بناء دولة ديمقراطية مدنية عصرية تخدم الشعب العراقي وتحقق طموحاته في توفير حياة كريمة من التعليم والصحة والخدمات اللائقة وفرص العمل والضمان الاجتماعي .