18 ديسمبر، 2024 8:11 م

ذكرى استشهاد احمد قوجا.. استذكار للحق والانسانية والوطنية

ذكرى استشهاد احمد قوجا.. استذكار للحق والانسانية والوطنية

يوم 25 حزيران تمر الذكرى السنوية لاستشهاد المناضل احمد عبدالواحد قوجا مع نجله أرن ضمن كوكبة من خيرة أبناء طوزخورماتو، المدينة التي تستحق ان تسمى بمدينة الشهداء. ففي مثل هذا اليوم استهدف الإرهاب تجمعا لإحياء مراسيم شهداء سقطوا يوم 23 حزيران بسيارة مفخخة استهدفت محلة اورطا. كان التجمع اعتصاما لأهالي طوزخورماتو لبيان رأيهم بالظلم الواقع على مدينتهم، بينما حكومتهم كانت منشغلة بإرضاء اسيادها وسرقة ثروات البلاد تاركة المدينة خارج إطار مسؤوليتها، كأنها جزء من دولة اخرى لا يهمها امرها وامر ابنائها التركمان الذين كانوا يذبحون يوميا وتدمر بيوتهم وهم بلا حول ولا قوة.
ذكرى يوم 25 حزيران 2013 لم ولن تكون عابرة مثل ذكريات باقي الأيام. انه يوم نستذكر فيه الذين فقدوا ارواحهم دفاعا عن حقوق شعبنا. احمد قوجا ونجله كانا يشاركان في الاعتصام الذي نظمه اهالي طوزخورماتو، رافعين صوتهم عاليا مطالبين الدولة بوضع حد للهجمات الارهابية التي كانت تطال طوزخورماتو بشكل شبه يومي.
أراد المعتصمون مناشدة دولتهم وحكومتهم التي كانت تعلم جيدا بما يجري وهي تتفرج، بينما طوزخورماتو تغرق بدماء ابنائها وتعيش الرعب على مدار اليوم، كل يوم. الاعمال الارهابية الممنهجة بدقة، فضلا عن حرية حركة الإرهابيين داخل المدينة كانت ولا زالت كافية لوضع الف علامة استفهام حول دور الجهات التي كانت تسيطر على إدارة وأمن طوزخورماتو في تلك الفترة. في النهاية لم يفعل تركمان طوزخورماتو سوى انهم اعتصموا. لم يحملوا سلاحا ولم يقتلوا أحدا، لقد مارسوا حقهم الإنساني الذي تضمنه كافة الشرائع والقوانين، إلا قانون الارهابيين ومن كان يسهل لهم طريق الدخول والخروج الى طوزخورماتو لحسابات سياسية ليس فيها أدني قيمة لحياة البشر. فجاء الرد قاسيا، رد حمله ارهابي عفن في حزام ناسف اوصله بكل سهولة الى خيمة الاعتصام!
الشهيد احمد قوجا كان على موعد مع الشهادة في هذا اليوم وعلى تراب طوزخورماتو مدينته التي ولد وترعرع في ازقتها، احبها وناضل من اجلها بكل ما يملك من قوة، قدم لها ولأهلها كل ما يملك. لم تكن حادثة استشهاده أول مرة يستهدف فيها، فقبل أن تلتئم جراحه من اصابة سابقة وبفعل انفجار إرهابي ايضا واصل الدفاع عن مدينته واراد وكما كان معروف عنه التواجد بقرب اخوانه في افراحهم واحزانهم، فلقد كان ينظر الى ذلك كواجب قومي ووطني وانساني. لقد كان الشهيد احمد قوجا على يقين بمستقبل مدينته المهددة من قبل العملاء والخونة ممن ارادوا طمس هويتها القومية ومازالوا. ولأجل مستقبل أفضل لطوزخورماتو كان مستعدا لعمل أي شيء حتى لو كلفه ذلك حياته، وكان ذلك بالفعل ما حدث.
اليوم ونحن نفتخر بذكرى شهدائنا ومعنا في ذلك كل الشرفاء والوطنيين، ينتابنا حزن عميق لما آلت اليه احوال الوطن من نكسات. والقضية التركمانية تراوح مكانها، والحقوق تضيع يوما بعد اخر. لا نستطيع الاتفاق حتى على ترشيح وزير يمثلنا في الحكومة، وما يحاك لنا من مؤامرات تتواصل وخيانة البعض ومباركة العملاء ممن لا يهمهم سوى مصلحتهم الشخصية وارضاء اسيادهم. متناسين ان تلك المصالح واصحابها عابري سبيل سيمضون، وبان الشهداء باقون شعلة تنير درب الشرفاء والخيرين، وعلما يرفرف في سماء الوطن نفتخر بهم وببطولاتهم، وهم عند ربهم يرزقون.