23 ديسمبر، 2024 10:58 ص

ذكاء الطفولة وأبلسة الساسة

ذكاء الطفولة وأبلسة الساسة

عندما كنا أطفالاً, شاهدنا كثيراً من قضايا الغش والتزوير, سواءً في اللعب أو الدراسة, من أشخاص يتمتعون بعض الاحيان بذكاء لا يملكه غيرهم, لكنهم إستعملوه للباطل!
أعجب من أن أولئك كانوا يستعملون تلكم الممارسات, برغم أنهم لا يحتاجونها, لكن سولت لهم أنفسهم فقاموا بما قاموا به, ويعتبر ذلك نقصا أو مرضاً نفسياً, لم يقم الاهل أو الدوائر التربوية بعلاجه, إما لعدم إهتمامهم أو لعدم إكتشافهم له.
صاحب هذا المرض بعضهم الى أن كبر بالسن, لكنه بقي بنفس العقليه, حيث يعتبر ذلك من الشطارة.
أنا ومن بعدي الطوفان, مرض الأنانية الذي يعاكس نكران الذات, الذي يستفحل إن لم يجد العلاج الشافي والحل الناجع؛ فقد يصل الى حد الوباء لو احتل هؤلاء المرضى مجالات مهمة في المجتمع, تؤدي الى تهديمه, مع إقصاء كل شخص لا يلائمهم بالفكر والممارسه.
في عراقنا الحبيب, سيطر بعض هؤلاء الشواذ على مناصب عدة! سواء عن طريق الغش, أو بطريقة استخدام السلطه, والأموال العامه, مع
استخدام الترهيب والترغيب في كل ممارساتهم, لا لشيء إلا لسد النقص الحاصل في تركيبتهم النفسية, كونهم يشعرون بنقص حاد, من حيث الجاه واحترام المجتمع, نعم إنه مرض نفسي, فمهما يستلموا من مناصب, ومهما كدسوا من أموال فإنهم يشعرون بالنقص, فإنهم يرون وجودهم بزيادة ما يملكون, لا من حيث نوع ما يعملون.
فمن كان يغش بلعبة “الدعابل والجعاب” الشعبيتين, لا يهمه إحترام أقرانه, فهو يرى الربح فقط! متجاهلاً من حوله من الاصدقاء.
بعد تدرجه بالشذوذ, أصبح لديه خبرة بالغش بالدراسة, فنال ما نال من الشهادات, عن طريق التزوير أو استحواذهم على الأسئلة, من مصادرها الفاسدة,  تمكن قسم من هؤلاء, التسلق خلسة وبنعومة وتعسيل الكلام, إلى مناصب عدة, وسيطروا على الأموال العامة, واستعملوها لشراء الذمم, قبيل الانتخابات, للحصول على أصوات المواطنين, وقاموا بعد ذلك, بترغيب بعض الفائزين من الذين حصلوا على مقاعد, سواءً بالاموال أو المناصب, فيما إذا ثبت الحكم لهم.
هذا هو عراق اليوم! حيث لا قانون يحكم البلاد, بل هي أهواء الشهوات من أجل استلام واسغلال السلطات!
فالسياسة فن الممكن, تحت هذه القاعدة أو الشعار, يزحف فايروس الفساد, بدون رادع من الاخلاق, أو وازع من ظمير.
وكما قال المنلوجست ” دكتور دخل الله ودخلك بس داوينه, علتنا البينه منه وبينه” دتجينه العله من رجلينه, ياناس مصيبه مصيبتنه, هذا ماقيل أو ما أتذكره, والتأريخ يعيد نفسه, فلا زلنا نعاني من المرضى, متسلحين بالأمل ولا شيء غيره, عسى أن نجد حكيماً حاذقاً, كي يَحْجُرَ على من استفحل عنده المرض عسى أن يشفى, فقد إختلط الأمر على البعض.
هل العمل للشيطان ام إنه إستقال؟ ليضع بدلاً منه ساسة فاقوه بالأبلسة.

*[email protected]