17 نوفمبر، 2024 6:42 م
Search
Close this search box.

ذرات عملاقة تأكل الشمس في النهار

ذرات عملاقة تأكل الشمس في النهار

عراقنا بأمسِّ الحاجة لآفاق جديدة صالحة للمستقبل، من حرية، وعدالة، وإستقلال، بعد الكم الهائل من القمع والخراب، دون هيمنة، أو وصاية، أو قيمومة، ولئلا تذهب أعمال الشرفاء من محفظة التأريخ، ولكي تتوارثها الأجيال، كان لابد من قربان، يجلب الوهج الجهادي الأبدي للصور والكلمات، التي ناضل لأجلها شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس)، فكانت ذرات جسده العملاقة الطاهرة هي الثمن، وقد ذُهلت الجماهير بطاقات تتراكم، لتملأ فناء العراق الفسيح حرية وكرامة، مرهونة بمقدار البذل والعطاء.
أساتذة الوهم البعثي الإرهابي الكافر، إغتالوا السيد محمد باقر الحكيم (رضوانه تعالى عليه)، في الأول من رجب لعام (1424)،لأنه كان خير مورد ومعين يوحد عقولنا، ويرفع من مستوى وطنيتنا، بعيداً عن المحاصصة، والطائفية، والإنتقائية، وأنه سيقود جيلاً عراقياً ينتفض ويغير، صوب دولة عادلة لأنه قارع الظلم والطغيان، فيريد عدلاً، وعدالة، وإعتدالاً، لذا رأت الشمس في أن تتشرب من منهل عدل شهيد المحراب، ليكون نهارها مشرقاً صافياً في قادم الأيام، مع أنها قبَلت شظايا بدنه الطاهر.
لوحات متناغمة ثرة العطاء، تلك دماء الشهداء التي سقطت في الصحن الحيدري المطهر، ظهيرة الجمعة الأول من رجب، فلقد رسمت أجسادهم، مشاهد قبح العدو التكفيري وزيفه وتزييفه، كما أوضحت أن قوافل الشهداء أمست مفاتيح التحرير والتغيير، وفي مقدمتهم شهيد المحراب الذي يسكن العراق داخل عمامته المقدسة، حين أرادها أن تبقى رمزاً لوحدتنا،على أننا في الوقت نفسه ندين هذه الجريمة النكراء، مؤكدين بأن الحرية أثمن ما في الوجود، لذا كان ثمنها باهظاً من جسد حكيمنا المفدى.
مدرسة آل الحكيم بشهيد محابها وعزيزها (قدس سرهما)، هي إرث عراقي مفعم بالطهر والقدسية، وذاكرة متوجة بالعقيدة، والثبات على المبادئ والقيم الأصيلة، التي واجهوا بها نظام البعث المقبور، لذا لن يتخلى أبناء الحكيم عن ثروتهم المقدسة، لأنه واحة وارفة الظلال، تهرول الكلمات النضرة صوبها، لتختار الأروع والأعظم، وأن شهادة التشظي والذوبان في فداء الوطن، كنز لا يخضع لمقاييس الحياة والدنيا، بل هي هبة إلهية تمنح للعباد الصالحين، فذرات جسد شهيد المحراب ملحمة لا تختزلها سطور.
عودة ميمونة فرح لها وبها الجميع، فبالإخلاص يكون الخلاص، لكنهم فجعوا بوداع مبكر صوب الآخرة، ليرحل أبو صادق صادقاً بلا شائبة، إنما هو بعين الله، ومن أجل نفوس وقلوب تستحق أن يستشهد لأجلها، مؤمناً بأن العراقيين يمتلكون كل عوامل النجاح، وقد قدّم لبلده ليجمع أوراق العراق المبعثرة، ويصنع الإنتصار من رحم المعاناة والغربة، آما وقد رحلتَ عنا فإننا نخاطبكَ: (الحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة ولآخرنا بالشهادة)، ونعلمك بأننا مشاريع إستشهاد دائمة، فداء للإسلام وللعراق.

أحدث المقالات