22 ديسمبر، 2024 9:30 م

ذاكرة بصراوي/ مسلسل الموت

ذاكرة بصراوي/ مسلسل الموت

الرواسة، من مناطق السبعينات الشعبية، في العشار، هي الاكثر مأساوية مما يتصور القارئ.. بسبب الفقر والاهمال..
تقع بين شط العرب ونهر الخندق… بالقرب من ميناء الداكير الصغير .. تحيط بها مخازن العتيق (السكراب).. والاهم وصول السفن الهندية، قريبا منها، لتحميل التمر، الزهدي..
قبل الثمانينات، كانت الرواسة تضج بحركة تجارية.. تصدير كميات هائلة من تمر الزهدي، الذي يستخدم في صناعات كثيرة. كذلك التمر المحشى بالجوز. ويوجد تجار كثر، منهم الحاج (…).
تم اعتقاله مع عدد من التجار، في السبعينات، بتهمة التخابر مع باخرة اجنبية، فتم اعدامهم سريعا، وتعليق جثثهم في ساحة ام البروم… هذا حديث الشارع حينها. وشاهدت حينها، استباحة السلطة البعثية لممتلكات الحاج. وللاسف، اغلب الناس في الشارع، كانت الى جانب السلطة واعلامها…
 ثم تبين لاحقا، ان الحاج بريء..
تاجر كبير، محبا للخير ومساعدة الفقراء، وله شعبية… طمع الحزب بامواله، وخطط لازاحته، وازاحة وجهاء البصرة، والشخصيات ذات الشعبية، ممن رفض الانتماء للحزب..
لم تكن الا تمثيلية من السلطة المجرمة، لارهاب المجتمع. وكانت بداية مسلسل الاعتقالات والاعدامات..والحروب..
لذلك، يمكن القول بالتالي:
1️⃣ عندما وقف اغلب شعبنا مع البعثيين، خوفا او طمعا، اسسوا للديكتاتورية وللحروب. ودفعوا ثمنا باهظا…
واعتقد اليوم، نسبة من شعبنا، تكرر الخطأ، ايضا. اي بوقوفهم مع الانجاهات الطائفية والتبعيين..
2️⃣ ان مساندة شعبنا للمعارضة، يكون افضل من مساندة السلطة. لانك عندما تساند الحكومة، تجعلها مثل السارح (بصخول خالته)..
يعني تتصرف دون خوف من الشعب..
اي ان معارضة الحكومة لاجل تحفيزها على العدل والعمل افضل..
3️⃣ حتى في حالة وجود حكومة عادلة وذات كفاءة، لا يصح التساهل معها او السكوت عنها. وخاصة في مجال حقوق الانسان.
ان احترام المواطن هو المقياس الاساس في تقييم عمل اية حكومة، مهما كان توجهها.
اتمنى ان لا يقف شعبنا مع الحكومات والاحزاب العميلة، الحالية… وللحديث بقية.