23 ديسمبر، 2024 1:01 ص

ذاكرة بصراوي/ كاتدرائية مريم

ذاكرة بصراوي/ كاتدرائية مريم

القشلة. اهم مناطق العشار في الستينات، والسبعينات..
عندما تعبر جسر الخندق، متجها الى المستوصف، يكون على يسارك لبن “حتيته” الشهير… ثم سوق الخضارة .. ومستوصف القشلة.. وتبرز معماريا كاتدرائية ،،”مريم العذراء”.
اما الى اليمين، يبدا طريق السماجة ثم محلات، حلاق، عطار، وفي نهاية الشارع تتميز الوان لامعة من مكتبة الشيخ “المؤذن”…
صاحب المكتبة، شاب معمم يعطي دروس في الكاتدرائية، درس لغة عربية ..
كان امرا طبيعيا، لم يلفت انتباه اي بصري.. شيخ يدرس في الكاتدرائية… وهذه طبيعة البصرة ومجتمعها… نكهة انسانية وحضارية… بلا تكلف ولا تعقيد..
مقابل مكتبة المؤذن، محل لبيع الفلافل، وهو الوحيد في البصرة كلها، لغاية الثمانينات. والى جانبه مخبز وفرن للصمون..
القشلة فيها نسبة محترمة من اديان متنوعة، كانوا يتعايشون سلميا، دون تفرقة، او حساسيات.. لغاية التسعينات، حينها بدات هجرة بعض المسيحين… وازدادت الهجرة بعد 2003 الى حد كبير..
فقدت القشلة تلك النكهة الانسانية والحضارية، بعد ان غادرتها طيور السلام…
دون ان تلتفت الى دموع شط العرب ونحيب السياب..
1️⃣ اعتقد ان العراق، يحتاج التنوع… وهذا قدره… الانساني والحضاري..
2️⃣ الاقليات الدينية، وبالرغم من الضغوط، بقيت بعض عوائلها معانقة لارض الوطن..وهذا موقف تاريخي محترم..
3️⃣ يمكن القول، لا حياة خارج الوطن…
بل خذلان العراق هو الوهم..
واعتقد ان مستقبله، هو الجزيرة الهادئه..
4️⃣ معيار التحضر هو التنوع… ومن يريد فرض ارادة الطائفية او العرقية، يسير عكس اتجاه القدر..
5️⃣ عطر البصرة تنوعها… وطيبة اهلها… والسلمية التي يجب ان تعود مهما كلف الثمن… ومستقبل البصرة بالقضاء على الميليشيات الوقحة…