ذاكرة بصراوي/ بين السلطة والمعارضة

 الان هي مدينة مكتظة بالسكان..

تم توزيع اراض الحي من قبل الحياني، محافظ البصرة، بسعر دينار واحد للقطعة..فاشترى ابوفهد قطعة، وبنى فيها سقيفة (صريفة) قصب.. واسكن عائلته، مع عدد من العوائل القليلة.. دون ماء شرب او اية خدمات.. وكانت تاتي سيارة (تانكر) بالماء، فتتدافع العوائل لاجله.

كان ابوفهد تاجرا ويملك معمل (ماء غريب) ومعمل سكر (قند) .. خسرهما بعد انضمامه للحزب.

وكان يتصرف انطلاقا من عقيدته الثورية، الماركسية، وشعوره بالزهو لان حزبه يرتبط بالاتحاد السوفيتي، الدولة العظمى التي وصلت للقمر..

وتعرض للاعتقال والسجن في نكرة السلمان…لذلك عانت اسرته الفقر الشديد والتشريد.

 ويبدو انه لم يكن موضوعيا في تحمل مسؤولية الاسرة.. فقد اهتم بالحزب ورموزه الروسية اكثر من اهتمامه بالاهل والمجتمع…

عام 1968 تم مهاجمة الصريفة (الدار) من قبل الشرطة او الامن.. حينها اخرج الشرطي كتاب صغير وضعه في السقف (البارية) .. ولم يكترث الى نظرات الطفل نادر ابن العائلة، الذي لم يتعدى عمره السادسة…

اعتقلوا ابوفهد, بتهمة حيازة كتاب كافر..

 وتركوا عائلته تبكي وتنوح.. وقد استغربت الام م ن وجود كتاب في السقف… فقال الطفل: الشرطي اخرج الكتاب من جيبه ووضعه في السقف..

في السبعينات نسق البعثيون مع الاتحاد السوفيتي، واصبحوا دهن ودبس… فوجد ابوفهد وحزبه انفسهم، ضحية للمصالح السوفيتية… فتحالف الحزب مع  الجلاد .. ثم غادرت القيادات للخارج .. وبكى ابوفهد، لانه اضاع سنوات شبابه في مشروع تابعي، سفسطائي مرتبط بالخارج، افقده موقعه الاجتماعي واسرته.

فقد نجحت السلطة في خداع الحزب وتصفيته..

▪️لذلك يمكن القول:

 ان استخدام السلطة (مهما كانت) اساليب الغش والخداع، في مواجهة معارضيها، هو بسبب ضعفها، وانحطاط قياداتها اخلاقيا، بل و من ينتسب لها او يؤيدها..

▪️ثانيا، ان تضحيات ابوفهد لم تكن موضوعية، بل كانت سفاهة… لان الاتجاه الفكري الذي تورط به، كان مستوردا، غامضا، ولا يخدم المجتمع…

لذلك اعتقد؛

 1️⃣  الافضل، ان لا ينخدع المواطن باعلام السلطة والحكومة، ولا يقف معها ضد اية المعارضة…

2️⃣ ثانيا، ان لا يتورط المواطن في معارضة السلطة، علنا، اذا لم يحرز وجود تنظيم وطني، له مطالب موضوعية، وقيادة ذات اصل، وحسب ونسب، شجاعة، ومستقلة عن الخارج..

▪️▪️والموقف من السلطة والمعارضة يفترض ان يكون على اساس قيم اخلاقية… وللحديث بقية ..