19 ديسمبر، 2024 12:12 ص

ذاكرة بصراوية/ الحقيقة الخفية

ذاكرة بصراوية/ الحقيقة الخفية

يمكن القول ان الشكل لا يعبر عن الحقيقة، غالبا. او ان مظهر الشخص قد لا يساعدنا في فهم باطن الاخر. وهذه قضية خطيرة، يفترض ان ننتبه لها، في تعاملنا مع افراد المجتمع.
اي، اننا قد نتورط في الاساءة لشخص متواضع او طيب القلب، بينما، من جهة اخرى، نمنح الثقة لمن لا يستحقها.
مثلا، توجد في البصرة مناطق شعبية، منها منطقة الحيانية، او حي الحسين حاليا. ومنطقة خمسة ميل وام الدجاج والعطيرية وغيرها. كذلك مناطق برجوازية او هم يعتقدون كذلك، ويشعرون بالتكبر على المناطق الشعبية.. وهذا قد سبب الالم لبطل قصتنا اليوم… نادر .
كان يسكن اهله في منطقة الحيانيةفي السبعينات، وكان يدرس في الاعدادية المركزية قرب ساحة الفراهيدي. بعد ان انتقل اليها من متوسطة المربد.
عانى نادر من تكبر البصريين السذج، الذين كانوا يتفاخرون برقي مناطقهم. او ان احدهم يتفاخر بزواج اخته من مواطن كويتي…
والاخر يتفاخر بوالده الرفيق الحزبي…
او بسيارة اخيه..
مرت السنوات سريعا، فوجد المتكبرون انهم جنود في حرب طاحنة، لعدم شمولهم بالقبول المركزي..
بعد صدور قرار عام 1981، بتحديد القبول بمعدل 70.
بينما زميلهم الفقير والمتواضع نادر، الذي احتقروه، تم قبوله. وقد اصبح طالب جامعي…ثم معيد…ثم استاذ.
▪️ويبدو ان الحقيقة غالبا تختفي خلف ظواهر مادية..فالحذر من الركون الى التقييمات المادية..وللحديث بقية.