23 ديسمبر، 2024 10:19 ص

ذات صيف في مكة : المسيح جزار !!

ذات صيف في مكة : المسيح جزار !!

كتب احد الاخوة مقالا بعنوان ( ذات صيف في الموصل ) في عدة مواقع الكترونية انتقد فيه كل اعمال العنف بين المذاهب والاديان الانسانية المختلفة ، كما دعى الكاتب القدير الى تربية اجيالنا على مباديء التسامح والعفو من اجل مستقبل يليق بالبشر ، ونوه الكاتب الى نماذج لما تعرضت له الاقليات العرقية والدينية في شمال العراق) صيف عام 2014 من تركمان ومسيحيين وايزيديين على ايدي المتطرفين الاسلاميين ، كما نوه الكاتب الى ما تعرض له المسلمين في البوسنة وفي فلسطين من اعمال ارهابية على ايدي المتطرفين اليهود حسب اعتقاده .
نشكر الكاتب على مقاله وآرائه ونشاركه الهدف في البحث عن العدل والسلام والمساواة بين البشر ، ولذا فاننا وانطلاقا من مبدء تبادل وجهات النظر نضيف ما يلي :
بداية : ان العوامل الاقتصادية او الطبقية او المادية هي القوة الاساسية التي تحرك كامل المشهد الانساني سواء على صعيد العلاقات بين الدول او المجتمعات المختلفة او على صعيد فئات المجتمع الواحد ونزولا الى الاشخاص او افراد العائلة الواحدة ، وهذه العوامل تأخذ طريقها للواجهة تحت عناوين مختلفة كأن تكون قومية او دينية او طائفية او طبقية ، وتظهر بصفة التصرفات اليومية فيما يخص الخلافات التي تنشأ بين افراد الاسرة الواحدة كأن تكون بين اخوين او بين الاب وابنه ، ولكن في النهاية تكون المصالح المادية متمثلة بالمادة نفسها وما يوازيها من نفوذ او سلطة وجنس هي السبب الاساس في صنع كل تلك العناوين .
وهكذا تعامل العقل البشري مع هذه الحقائق الواقعية وتمكن من ان يؤسس مؤخرا انظمة سواءا داخل المجتمع الواحد او بين عدة مجتمعات ( كما في الاتحاد الاوربي او الولايات الامريكية ) من اجل السيطرة على حركة هذه العوامل المادية من اجل هدفين اساسيين :
الاول : تأمين اقصى حد ممكن من الحرية الشخصية للانسان بما فيها حرية الفكر والرأي والتصرف بشوؤنه الخاصة وخصوصا الجنسية منها بالتوازي مع تأمين مستوى مرضي من العيش وبضمنها النظام القانوني الذي يساوي بين البشر اضافة الى الرعاية الصحية .
ثانيا : التجاه الى البحث والاكتشاف والاختراع في شتى ميادين الحياة من اجل حاضر ومستقبل علمي وتقني وحضاري وانساني افضل .
العمل بأتجاه هذين الهدفين ارتطم بشدة في العقود الثلاثة الاخيرة بحاجز قديم انشأ قبل 1400 عام في مجتمعات شرقية بدوية ، حيث ان فعالية هذا الحاجز في الوقوف بالضد من اهداف العقول البشرية العامة باتت تتضح وتتزايد يوما بعد آخر بشكل خطر على الانسانية جمعاء ، وهذا الحاجز يتمثل بالفكر الغيبي والمسمى ( الدين الاسلامي ) والمنتشر الان وراثيا بين أكثر شعوب العالم تخلفا والتي تشكل حوالي خمس سكان الارض .
خطورة هذا الحاجز تتوضح وتتزايد بازدياد التطور العملي وسهولة وسرعة ارتباط اجزاء ومجتمعات العالم ، في حين ان هذا الحاجز الغيبي المتمثل بالدين الاسلامي هو فكر انغلاق على اوامر غيبية متمثلة بنصوص قرآنية وسيرة نبوية قبل 1400 عام ، وقد تمكن هذا الفكر الغيبي في بدايته مدفوعا بالعوامل المادية وعوامل السلطة والجنس من التوسع في انحاء الجزيرة العربية ومنها الى العراق وبلاد الشام وشمال افريقيا والى ايران وتركيا ومنها الى بعض الدول الاوربية ودول اخرى في اسيا وافريقيا ، فلقد قام مؤسس هذا الحاجز باغراء تابعيه وذلك بوهبهم كامل اموال ونساء البلد الذي يغزونه ، وبذا اصبح هذا الاتجاه او الفكر الغيبي هو الوحيد في تاريخ الانسانية بهذا الحجم من التوسع بوسيلة الارهاب المنظم باسم الله .
المسلمون هم اوائل ضحايا هذا الفكر الغيبي من سيرة او سنة نبوية او قرآن ، بما يمليه عليهم هذا الفكر من مسوؤلية الاستمرار الى الابد بعدم تغيير اوامر صادرة على بدو غزاة في صحراء الجزيرة ، بما في ذلك اوامر الارهاب المنظم ، فالايات القرآنية التي توجب على المسلم محاربة او قتل اي انسان لا يؤمن بالله ما تزال موجودة ، كما لا تزال الايات الاخرى التي تجبر المسلم على محاربة او قتل او اذلال اي انسان لا يؤمن بمحمد ، مثلما ما زالت الايات التي تجيز للمسلم الاستيلاء على اموال واراضي واملاك ما يسمى بالكافرين ونكح نساءهم مهما بلغ عدد تلك النساء ، وكذا ما تزال الايات الاخرى التي ترهب وتهدد المسلمين انفسهم حيث تأمر بقتل اي مسلم يفكر بترك دينه ، ولعل مثل هذه الايات الارهابية وكثيرة اخرى تشابهها هي الشيء الجديد الرئيسي المميز الذي جلبه القرآن على غيره من الاديان السابقة .
الانسان الذي يولد في مجتمعات اسلامية انسان مظلوم حيث يحكم عليه اجباريا الالتزام بهذه الشريعة الغيبية الارهابية حال ولادته ، فهو يحكم عليه ان يلتزم بنبذ الاخرين من ذوي الافكار او الاديان الاخرى ، وتمنع الانثى من الزواج باي حبيب لها من دين آخر ، كما يمنع الذكر من الزواج باي حبيبة له من ابويين بوذيين او هندوسيين مثلا .
محنة المسلم في المجتمعات الشرقية :
بداية ، اذكر اني ولمرات عديدة كنت استمع لجدالات بين اصدقاء من عدة ديانات او مذاهب وكل منهم يظن انه على المذهب الصحيح او الديانة الصحيحة ، وربما يلوم الاخرين بسبب عدم تطابقهم معه ، وكنت اقول لهم :
انتم لم تختاروا مذهبكم او دينكم ، انما انتم توارثتموه ، وكل انسان وبحكم اوضاعه العائلية والاجتماعية التي ترتبط ارتباطا كليا بمصلحته المادية والاجتماعية يقنع نفسه بل ويثقف نفسه بما يجعله قادرا على مواجهة الاخرين والدفاع عن صحة مذهبه او دينه ، وفي كل الاحوال فان الامور الغبية هي امور لا يمكن الوصول بها الى نتيجة لانها اصلا امور افتراضية وليس لها اي علوم بحته .
وكنت اقول لهم ايضا :
لو كان اي منكم ولد محل الاخر لكان كل منكم اتبع ودافع عن الدين او المذهب الذي توارثه من ابويه ، لذلك ليكن لكل واحد منكم ما يريحه من ظنون وليعطي لغيره نفس هذا الحق ، بمعنى ان لا يميز احدكم نفسه عن الاخر بسبب ما يؤمن به من افكار تخص وجود الخالق من عدمه وكذا الاديان وغيرها من الروحانيات او الغيبيات ، وبمثال عملي نقول مثلا : ليس من حق البوذي ان يقول ان ديني يأمرني بقتل المسلم او الهندوسي مثلا والاستيلاء على املاكه ونكح نسائه وبناته او اعتباره انسانا من الدرجة الثانية اذا لم يؤمن بالدين البوذي ، وبمثال عملي آخر نقول : لكل انسان حرية الايمان بما يظنه او يؤمن به من مذاهب او اديان او من غيبييات كما له كل الحق في بيان رأيه حول بقية الاديان ، فلعبدة النار مثلا ان يعلنون بانهم لا يؤمنون بالمسيحيية لانها ديانة كاذبة تمجد انسانا معينا وان المسيح هو انسان محتال وجزار ، مثلما يمتلك المسيحي او المسلم الحق في بيان رأيه في ديانة معينة اخرى كونها ديانه ترهب تابعيها وتذلهم مثلا ، وهنا الفت النظر الى ان نقد مذهب ديني او ديانة معينة لا يعني ولا يجب مطلقا ان يعني الاساءة الى الاناس الذين يؤمنون بها ، فاالله والانبياء وكل الرموز الدينية هي رموزا عامة ومن حق اي انسان بيان الرأي بها سلبا او ايجابا ولكن دون الاعتداء على تابعي تلك الرموز الدينية ، وبامكان تابع اي ديانه او مذهب توضيح رأيه حول دينه او مذهبه او حول ديانة او مذهب الاخرين كيفما يرى ومثلما يريد بالوسائل الحضارية ، ودون ان يجبر اي انسان على الايمان بذلك .الان ، المجتمعات اللااسلامية التي حققت تقدما ملموسا في المستوى العلمي والثقافي والحضاري ومستوى حقوق الانسان ، لم يعد اغلب افرادها يعيروا اهتماما لأسم رئيس وزراء العالم الاخر ( بعد الموت ) ، فليس من المهم لديهم ان يكون اسمه بوذا او عيسى او موسى او عمر او علي او محمد او عبود او نسرين او بقرة ام تمساح ، لكن المهم للكثير منهم هو الالتزام بالانظمة والقوانين التي يتم الاتفاق عليها في مجتمعهم ديمقراطيا والتي يغيروها اصلا بين فترة واخرى حسب تطور فهمهم للادارة والعلوم وحقوق الانسان وكل هذا جنبا الى جنب ظن الكثير من هؤلاء الافراد بوجود خالق لهذا الكون ، والاهم من هذا كله انهم يعرفون بانهم بشر وعليهم اخذ حقوقهم دون المساس بحقوق الاخرين كما ان قسما منهم لم تعد لديهم مسألة وجود الله او عدم وجوده مسألة تخصهم ، مع بقاء احترام حقوق الاخرين في الايمان الغيبي بما يرونه مناسبا لهم ، وهذا الواقع المنطقي لا يستطيع الانسان المسلم تفهمه بسهولة ، فالمسلم مبتلى بما توارثه من شريعة تجبره على انتقاص حقوق الاخرين ، وهكنا يكون المثقف المسلم في وضع صعب جدا افضله هو الوقوع في بئر الحيرة او الازدواجية في احيانا اخرى ، وللمثل نقول ان جريمة قتل الاف البشر خلال لحظات انتحار بطائرات مدنية تحمل مئات المسافرين الابرياء لتفجير ابراج امريكا نهاية القرن العشرين جوبه باستنكار قادة ( الشيعة ) من المسلمين باعتبار ان ذلك لا يمثل الاسلام ، بينما في الواقع ان هذه الجريمة لا تتعارض مع ( بعض ) اوامر القرآن التي تجيز وربما تجبر محاربة او قتل او اذلال من لا يؤمن بمحمد واوامره في وقت قد تتعارض مع ( بعض ) آيات اخرى في نفس القرآن ، لكن من مصلحة الشيعة استنكار مثل هذه الجريمة طعنا بـمنفذيها من ( السنة) الذين هم أكبر منافس للشعية في السلطة وتوارث النفوذ الديني والمالي والنساء منذ الايام الاولى لوفاة محمد ولحد اليوم ولكن بعناوين توهم الناس وكأنها منافسة لغرض الدفاع عن امور غيبية ومنها ( على سبيل المثال ) الاختلاف في فهم او تفسير اوتأويل آيات القرأن واحاديث وسيرة محمد واقاربه قبل 1400 عام !!
بالمقابل فان قادة السنة عموما قابلوا هذه الجريمة ببرود لا يتناسب وحجم الجريمة ، بينما أظهر الكثيرين منهم ( وبضمهم مسلمون سنة يعيشون كلاجئين او مقيمين يحملون الجنسيات الاوربية او الامريكية ) فرحا داخل انفسهم وان لم يقتنعوا بتلك الجريمة ولكن وبحكم ارتباط مصالحهم بالاسلام فان مثل هذه الجريمة تعطيهم املا نفسيا بمستقبل قد يستطيع فيه المسلمون من احكام قبضتهم على العالم وليصبح بقية البشر متعبين ومثقلين باوامر الشريعة مثلما هم متعبين بها بعد ان توارثوها مرغمين .
الكثير من المثقفين المسلمين يتحدثون عن ضرورة الديمقراطية ومنح المساواة بين البشر ، ويدركون ان البشر عموما ينتج ويبدع بقدر ما يكون حرا متعافيا وهذا هو سر ابداع وتطور الغربيين ، الا ان هؤلاء المثقفين المسلمين انفسهم لا يجرؤن على المطالبة بالغاء الايات القرآنية التي تدعو الى ارهاب المسلمين انفسهم اضافة الى ارهاب الاخرين او الانتقاص من حقوقهم ، بسبب الخوف من القتل في مجتمعهم حسب اوامر الشريعة ، او نتيجة ثقافتهم الناقصة او اوضاعهم المصلحية ، فهؤلاء ينزعجون مثلا حينما تقول لهم ان الاسلام انتشر بالسيف ويحالون بشتى الطرق ايجاد مبررات غير منطقية ليقنعوا انفسهم بها ، ورغم كل ذلك ترى انه بين حين وآخر يظهر من المفكرين المسلمين من هو بمستوى متطور من الادراك والفهم وليطالب بابعاد الدين عن الدولة ولكن هذا لا يكفي طالما يبقى المسلم اسير اوامر من الله بارهاب نفسه وارهاب الاخرين ، وهكذا اصبح الشيخ المفكر العراقي احمد القبانجي اول شخصية دينية اسلامية رفيعة تطالب باعتبار القران هو ايات انزلت لحينها ويجب الغائها او ايقاف العمل بها نهائيا ، حيث يجب التواصل الان مع الله بعقلنا وفسح المجال للمسلم لاختيار دينه بحرية كاملة دون تهديده بالقتل اذا ما ترك دينه ، وكذا فهم المستجدات التي تحكم علينا الاعتراف بالاخرين من ذوي الديانات او الافكار الاخرى بما فيهم الملحدين ، وليس تهديدهم ومحاربتهم او الانتقاص منهم حتى لو لم يؤمنوا باي خالق وباي نبي ، لكن تبقى افكار هذا الرجل المبدع الشجاع مطوقة من قبل رجال الدين من السنة والشيعة بحكم ما يتمتع به هؤلاء القادة الدينيين من نفوذ ومصالح مادية كبيرة جدا ، وتلك هي مشكلة الانسانية حقا في هذا الزمن ، فكما قلنا فالبشرية عموما ليست ضد المسلمين او ضد الاسلام ، وانما هي ضد اي دين ينتقص من الاخرين ويغرس مباديء ارهاب الاخرين بين تابعيه ، اما بالنسبة لايات واحاديث السب والشتم والتهديد والانتقاص ممن لا يؤمن بمحمد واوامره فكثيرة هي الاخرى وجميعها واردة في كتب المسلمين انفسهم .
اننا هنا نؤكد ان ليس هناك ديانة في العالم تولت سلطة والا ارهبت البشر بحكم ما تدعيه من صحة ووجوب تنفيذ اوامرها لكونها اوامر الخالق حسب اعتقادها ، ولذا فان كل الاديان في العالم اضطرت بحكم ثورات الشعوب الى الانسحاب من السلطة بل انها اضطرت لتفهم واقع التطور العلمي والحضاري فاصبحت لا تقاوم اي رأي حتى لو كان مناقضا لوجود الديانة اصلا وانما تعتبر ذلك من حرية البشر في ابداء رأيهم ، ولذا فانك ترى ان الافلام السينمائية التي تسيء الى شخص ووضع المسيح مثلا اصبحت في اوربا شيئا اعتياديا خاصا برأي اصحاب ذلك الفلم ، بينما ترى ان الكثيرين من المسلمين يهددون بقتل اي انسان يظهر فكرته او معتقده عن محمد او مباديء الاسلام ، في حين ان الاسلام هو الديانة الوحيدة في العالم التي تهدد وتسب رسميا وعلنا كل انسان لا يؤمن بها ، وعلى رأي البعض من المحللين المسلمين انفسهم حيث يقولون : ما ان تجد الان اي مشكلة دينية كبيرة على الارض فاعلم ان المسلمون هم احد اطرافها ، بل وانهم الطرف المعتدي فيها دائما !!
اما نحن فنقول بل اننا نتعاطف مع هؤلاء المسلمين لانهم ضحية اوامر كتبت عليهم قبل 1400 عام دون ان يظهر قائد ديني شجاع يعدل عليهم تلك الاوامر لتنصفهم .
مثال اخر في الجانب الطبي والعلمي ، وهو نفسه يدخل في مجال حقوق الانسان ، حيث ما زال المسلمون يقترفون جريمة ختان الاطفال سواءا من الذكور او الاناث ، تلك العادة التي كانت فيما مضى عادة من عادات البدو اليهود في جزيرة العرب والتي تمسك بها مسلمو الجزيرة العربية بحكم مخالتطهم لليهود حين ذاك ، الا ان هذه الجريمة هي شأن خاص بالمسلمين انفسهم وانما نذكرها كرأي وحسب ، ونذكرها لنبين كيف ان المسلمون مضطهدون منذ ولادتهم ، حيث يتم بتر جزء من جسم الطفل دون حاجة طبية ملحة لاغبية اولئك الاطفال .
من ناحية اخرى ، الكثير من الدول التي ينتشر فيها الاسلام حاليا كانت دولا ذات حضارة مثل العراق وسوريا وفلسطين والاردن ومصر ولبنان وايران وتركيا وتتفاخر هذه الدول للان بحضارتها وبآثارها الشاخصة في متاحف العالم ، وقد نشأت تلك الحضارات في هذه الدول حينها بسبب كون غالبية اقوام جميع تلك الدول هي اقوام ليست عربية ولا اسلامية ، لكن ما حصل هو ان هذه الدول : ما ان احتلها العرب المسلمون قبل حوالي 1400 عام حتى توقفت فيها اي مظاهر للحضارة نهائيا ولحد ايامنا هذه ، عدا بعض الحالات الفردية والتي كانت اغلبها نتيجة عمل وابداع علماء ليسوا مسلمين حيث كان اغلبهم من المسيحيين او على الاقل من قوميات ليست عربية .
اما بعض الدول الاسلامية من التي نجد فيها بعض التطور النسبي حاليا فذلك بسبب كونها اولا ليست عربية اللسان وذلك شيء مهم جدا يمكنها لئن تكون بعيدة عن الكثير من تفاصيل السيرة النبوية والقرآن وتفسيراته وبلاغته ، والا لكانت تلك الدول في حال ليست افضل من اغلب الدول العربية من ناحية سوء الاوضاع الانسانية لمواطنيها ، فلذا فان بامكاننا القول ان ماليزيا مثلا هي في وضع ( افضل ) بكثير من الدول العربية بقدر ( بعد ) الدين الاسلامي فيها عن الحياة اليومية والسياسية والفكرية لاغلبية الماليزيين ، ولكن هذا لا يعني ابدا ان ماليزيا لا تعمل الان فوق لغم مدمر كبير يمكن ان ينفجر في اي يوم ناشرا احكام واوامر الشريعة الغيبية الاسلامية ، تلك الشريعة والسنة النبوية القادرة وربما خلال اسابيع او ايام على هدم ما بناه الماليزيون خلال قرون .
احد اصدقائي من المسلمين طالما يمزح قائلا :
انا باستطاعتي اسقاط او تدمير اقوى دولة او حضارة في العالم خلال مدة قياسية ودون استخدام اي سلاح !! وعندما اسأله كيف يجيبني قائلا :
حسنا هل تريدني ان ادمر اقوى دولة في اوربا ؟ هل تريدني ادمر امريكا ؟ انا بامكاني ذلك ، فقط ساجعل الاسلام هم الاغلبية في تلك الدولة وانتظر لاشهر معدودة وسوف ترى كيف يتوقف ( العقل ) مقابل الوصاية الدينية الغيبية ، ويبدأ التمييز بين البشر وفقا للاصول الدينية والمذهبية ، وتكبل الحريات الشخصية وفقا للشريعة الاسلامية ، ويتم قتل او محاربة او اذلال كل اصحاب الاديان الاخرى حتى لو كانوا هم اصحاب البلد الاصليين ، وحين ذاك ستتوقف الحياة الكريمة في مجتمع تلك الدولة وسيبدأ العد العكسي لارجاع ذلك البلد الى الاوضاع السائدة بين بدو الصحراء قبل 1400 عام ، وسيبدأ السكان الاصليين لذلك البلد بترك بلادهم والبحث عن لجوء في دولة اخرى ، وهذا ما حصل مثلا وفعلا في بداية انتشار الاسلام في الجزيرة العربية حيث تم القضاء على سكانها من المسيحيين واليهود والوثنيين قتلا او تهجيرا بسبب اوامر من الله كما ادعى رسول الاسلام ، وحصل الشيء نفسه للعراق وبلاد الشام الذي كان يسكن من قبل اغلبية غير عربية من مسيحيين وصابئة ووثنيين ويهود .
اشارك الكاتب دعوته للتسامح وزرع بذور العدالة والمساواة والرحمة بين البشر ، وفي ذلك دعوة مباشرة للقادة الدينيين المسلمين لئن يتحدوا مع الشيخ المفكر المسلم احمد القبانجي ليتمكنوا من تحرير المسلمين من اوامر لا تخصهم الان طالما ان المسلمين بشر متحضرون يؤمنون بالعدل والخير والمساواة والسلام بين البشر .
ملاحظة :
للاطلاع على اراء ومحاضرات المفكر المسلم احمد القبانجي – اكتب اسمه على اليوتيوب .
للاطلاع على الايات والاحاديث الواردة في الكتب الاسلامية والتي تأمر المسلمين بارهاب انفسهم وغيرهم – اكتب اسم ( الاخ رشيد ) على اليوتيوب