23 ديسمبر، 2024 6:19 م

ذائقة المادة الاعلامية

ذائقة المادة الاعلامية

ان المسؤوليات الكبيرة دائما تتعلق بالجهات (افراد مؤسسات ) لتماس مهامها ووظائفها المباشر  بالمواطن ، مما يستوجب من يتصدى لتلك المسؤولية التمتع بخصائص كثيرة وفي مقدمتها الاخلاقية  ، ومن تلك الجهات المسؤولة وسائل الاعلام لما لرسائلها من دور اساسي في تحقيق وتعزيز المفاهيم الاخلاقية المتوافقة مع  القيم والاعراف والتقاليد والثقافة المجتمعية العراقية ، ولكن القفز على القيم الاخلاقية بتبريرات حرية الاعلام والتعبير او زرع الابتسامة  او متطلبات الحداثة والتطور في المجتمع من خلال التعمد في تضمين الكثير من المواد الاعلامية (برامج ومسلسلات ) مفاهيم التحلل والانفلات الاخلاقي وخدش الحياء وتركيزها على اسلوب التجريح والاستهزاء بشرائح معينة من المجتمع العراقي وفق سياسة ممنهجة لتشويه صورة انسان الريف (الفلاح والعامل البسيط ) بالسخرية والتهكم  والتجريح ومحاولة تشويه سلوكه العفوي  والطعن بحسن سريرته ونقاء روحه وشهامته بما تتبلور بسوء نية من  (  صورة  كوميدية في المسلسلات اوطرح النكات في البرامج الفكاهية التلفزيونية او الاذاعية) البعيدة عن النقل الصادق والامين لحقيقة ذلك الانسان مع فقدانها للقيمة الفنية وانعدام ذائقتها جمالية  ، ولكن يبدو الهدف من وراء ذلك  غرس تلك الصورة الوهمية المشوهة في ذهنية المشاهد عن انسان تلك المناطق التي في حقيقتها تعتبر اساس القيم الاخلاقية العالية ومصدر الطيبة والجود والكرم ومنبع العفة والشرف ،وعليه  لن يكون عنوان الحرية الاعلامية مبررا او مسوغا لتشويه انساننا بما يخالف حقيقته  ، مما يتطلب  وقفة من قبل المعنيين بالامر لمعالجة تلك التجاوزات والتنبيه اليها ووقفة جادة من الاقلام الحرة لتوجيه حملة نقدية كبيرة لتعرية تلك الاعمال وكشف اسفافها  وخبث مقاصدها .