22 نوفمبر، 2024 12:34 م
Search
Close this search box.

د.محمد علي الحكيم وزيرا ً للخارجية؛ خيبة اﻻمل راكبة جَمَل

د.محمد علي الحكيم وزيرا ً للخارجية؛ خيبة اﻻمل راكبة جَمَل

اخترت هذا العنوان (خيبة اﻻمل راكبة جَمَل) من مقطع كوميدي لاحد افـﻻم الفنان عادل إمام في سبعينيّات القرن الماضي.
بعد بلوغي سن التقاعد سنة 2009 من جامعة بغداد، عملت في مكتب اﻻمم المتحدة في بغداد (و لحد اﻵن)، و من خـﻻل عملي الجديد سافرت مرارا ً الى جنيف و نيويورك حيث تقع المكاتب الرئيسية لـﻻُمم المتحدة.

و قبل 2009 و أثناء إعطاء محاضرات عن التاريخ السياسي للعراق على طُـﻻّبي في الجامعة كُنت شديد التركيز على نقطة رئيسية ،و هي إن ألحكومات اﻻمريكية و البريطانية هي التي كانت تختار من سيكون على رأس السُلطة في العراق منذ أﻷنقـﻻب المشؤوم في 8 شباط 1963، إما ان يكون قروي مجنون أو قروي بسيط محدود اﻵفاق أو قروي خائن عاكف على زيارة سفارة بريطانيا او السفارة اﻻمريكية في بغداد و اﻻردن و الكويت و السعودية ليبيع بلده، و الرئيس بدوره هو الذي سيختار الوزراء و المُحافظين. أما في الفترة ما بعد 2003 فقد حدثت بعض التغييرات حيث يتم اختيار رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و وزير الخارجية من قبل حكومات الوﻻيات المتحدة و بريطانيا و إسرائيل التي دخلت على الخط منذ ذلك الحين، و أﻷحداث اثبتت صحة هذا الكـﻻم و خاصة ً في حكومة عادل عبد المهدي التي جمعت كل الذين فشلوا فشـﻻ ً ذريعا ً في الحياة السياسية في العراق لدرجة انهم فشلوا حتى في انتخابات مزوّرة، فجاءت بهم حكومات تلك الدول و احتلوا رئاسة الجمهورية و الوزراء و البرلمان. نعم، يوجد تأثير إيراني لكنه مُحاط تماما ً بإرادة امريكية جبّارة ﻻ تستطيع ايران تحديها ابدا ً. كل الفاشلين اصبحوا يحكمون.

بعد عام 2003 كان لدي عدد من الطُﻻب (الموظفين) و الذين عملوا مع الدكتور الحكيم، و الذين أعتز بصداقتهم، و سمعت منهم قُصصا ًو أعاجيب عن شخصية هذا الرجُل الذي (في عمله) يُركّز على نقاط ٍ ﻻ محل لها من اﻹعراب، حيث يرى في الموظفين اﻻقل منه دَرَجـة ً،عيوبا ً متأصلة ً في شخصه و مَلبَســه بل و حتى في سلوكه.

كنت قد توّسمت بالدكتور الحكيم خيرا ً عندما اصبح وزيرا ً لـﻹتصاﻻت ، خاصة ً و انا اعلم بأن د.محمد علي الحكيم لديه شهادة اكاديمية في اﻻتصاﻻت من احدى الجامعات اﻻمريكية، إﻻ إنني بعد ذلك قد وضعت على أدائه عـﻻمات استفهام كبيرة عدد ٍ من أﻷسباب، منها ؛ﻷنه لم يحاول إصـﻻح خطوط اﻹتصاﻻت أﻷرضية (مجال إختصاصه الحقيقي) و التي كانت تعمل بشكل ممتاز قبل 2003 (خطوط اﻷتصال اﻻرضية هي اساسية جدا ً و أهميتها ﻻ تقل عن اهمية الماء و الكهرباء و اﻻمن) ، و ﻻنه قد استعمل صلة القُربى من احد مراجع النجف اﻻشرف و لعـﻻقاته مع اﻻميركان في مجموعة IRDC في واشنطن ليصبح بدرجة وزير.

شاءت الصُدَف أن أسافر إلى جنيف مع وفد من مكتب اﻻمم المتحدة في بغداد و التقيت اكثر من مرة بعدد من موظفيّ السفارة هناك باستثناء السفير الحكيم لكثرة انشغاله باجتماعات تخص الشأن العراقي، و ﻻحظت تذمر اكثر الموظفين من السفير الحكيم الذي يريد من كافة الموظفين ان يكونوا مُبدعين و مبتكرين، و هو ﻻ من المُبدعين و ﻻ من المُبتكرين، و أﻷدهى من ذلك انه يتدخل حتى في اختيار بدﻻت الموظفين و مثـﻻ ً هو ﻻ يقبل من اي موظف ان يشتري بدلة في موسم التنزيـﻻت.

و تشاء الأقدار مرة اخرى ان أسافر إلى نيويورك و الى مقر الجمعية العامة لـﻻمم المتحدة، و هذه المرّة بـقينا نحو اسبوعين نحضر ﻻجتماعات تخص المجلس اﻻقتصادي لـﻻمم المتحدة.

و بسبب حُب الفضول، و بمساعدة احد اعضاء المكتب كنت ادخل قاعة اﻻجتماعات الكبرى للجمعية العامة لـﻵمم المتحدة لأحظى برؤية الدكتور الحكيم و الذي هو عبوس الوجه دائما ً، و هذا بحد ذاته اول فشل في مجال السياسة و الدبلوماسية التي تتطلّب حُسن المظهر .كان وقتها مُمثل العراق الدائم في اﻻمم المتحدة، و يبدو ان شعاره آنذاك هو ﻻ اسمع ﻻ ارى ﻻ اتكلم، ففي الوقت الذي كان اﻻرهابيين يتدفقون على العراق كالطوفان من ايران و تركيا و سورية و السعودية، لم يُسمع للسيد الحكيم اية فعالية او اي استنكار او صوت يُذكر (صاموت ﻻموت). ﻻ أنكر انني قد سمعته مرة يعطس و مرة يسعَل (يكُح)، و ﻻ ادري اذا صدر منه اي اصوات او اشارات اُخرى من جسمه، إﻻ انه شخص مشلول تماما ً في مجال السياسة و الدبلوماسية، خاصة ً اذا ما تمت مقارنته مع مندوب سورية د.بشار الجعفري الذي يُقاتل كالأسود دفاعا ً عن سورية او د.محمد جواد ظريف حينما يدافع عن ايران.

قلت في نفسي، إنا لله و إنا إليه ِ راجعون. يا رب ماهذه النكبة ، لماذا يا امريكا ؟ أن يكون ابراهيم الجعفري المُختـَل عقليا ً رئيسا ً وزيرا ً للخارجية و شخصا ً كالحكيم المشلول (عَبـّوسـي)مندوبا ً للعراق في أهم مؤسسة دولية؟ ألعراق و العالم في وادي و هو في وادي آخر.

بعد اﻻنتخابات المزوّرة في 2018، تم جلب كافة الذين فشلوا (فاشلين حتى مع التزوير)، و على رأسهم السيد عادل عبد المهدي (الذي لم يشارك أصـﻻ ً باﻻنتخابات)، و السيد برهم صالح الذي صوّت على انفصال اﻻقليم و تم طرده من حزبه (اﻻتحاد الوطني الكردستاني)، و أخيرا ً د.محمد علي الحكيم الذي انهى مُدته في الخارجية العراقية ليتعين خبيرا ً دوليا ً لدى اﻻمم المتحدة (خبير مال شنو؟)و ألمُقيم في بيروت.

ﻻزلت اتابع انجازاته في وزارة الخارجية عن طريق طلبتي السابقين من ايام الجامعة و الذي اصبح قسما ً منهم موظفين في وزارة الخارجية، فمنذ وصوله الى يومنا هذا، إجتمع بموظفي ّ الوزارة و ركـّز على وجود الموظفين بالمطعم و على لبس الموظفين، بعد ذلك فتح جبهة مع موظفين تابعين لـﻻحزاب كانوا قد حصلوا على درجات بشكل غير صحيح في عهد سَلَفه الجعفري، ثم فتح جبهة جديدة مع المحكمة اﻻدارية ﻷنه جاهل تماما ً بادارة مشاكل موظفيّ الوزارة و التي ﻻ يستوجب اكثرها الدخول في نزاع مع القضاء اﻻداري، و فتح جبهة اُخرى مع البرلمان بسبب تقريبه للبعثيين و للمشمولين باﻻجتثاث، و أخيرا ً و ليس آخرا ً فتح جبهة مع المحكمة اﻻتحادية عندما اعاد سفيرا ً الى الخدمة كان قد ترك الخدمة لفترة تجاوزت السنة دون وجه عُذر.

و أمس اﻷول كان يُغـّرد عن العراق في السويد خلال محاضرة حول السلام والتنمية في حلقة نقاشيَة بمنتدى ستوكهولم برعاية وزارة الخارجية السويدية ومعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، كما لو كان العراق هو سنغافورا ! عـَرَب ويـن طـنـبــورة ويـن !

الى الله المُشتكى و حسبنا الله و نعم الوكيل

أحدث المقالات