منذ أن عرفنا د. محمد صاحب سلطان ، منتصف السبعينات ، وكان طالبا بقسم الاعلام فرع الصحافة ، وهو يشع بريقا ونشاطا وحيوية ، وسبر الرجل أغوار السلطة الرابعة ، وكانت له إضافات نوعية في قصور صاحبة الجلالة ، بعد مؤلفات أغنى بها المكتبة الاعلامية العراقية والعربية لاحقا، واصبحت زادا لكل طامح الى أن يغوص في أعماق علوم الاعلام والاتصال والعلاقات العامة ، ولغة الخطابة وكيفية التعرف على أصولها ومبادئها ، ليكون له القدح المعلى في إعلاء شأن السلطة الرابعة ، ويسير بها الى مقامات الرفعة والعلا ، وان تكون ملهما للجمهور لتذوق طعمها ، والإستئناس بقيمها وأخلاقياتها!!
هو سلطان الزمن ، وصاحبه محمد ، الشاب الذي عرفه كل زملائه وأحبوه، وكانت له معهم علاقات طيبة ، وما أن نستعرض سفره وما حققه من انجازات وكتب إعلامية ومعرفة بعلومه، حتى ليؤكد لكل من يريد أن يطلع على سيرة نتاجاته، أنه سلطان زمانه ، يوم تقلد عروش الإبداع ، وواصل مسيرة النبوغ في جامعات الاردن ، لتكون له منطلقا الى حيث يحلم سلطان العصر أن يكون!!
كانت جريدة الجمهورية محطته الأولى منذ ان كان طالبا بقسم الاعلام المرحلة الثانية ، منتصف السبعينات والثمانينات وما بعدها ، بعد ان تدرب في مؤسسات إعلامية كثيرة صقل موهبته في مجال اعداد الخبر والتقرير الصحفي والفنون الصحفية الاخرى ، حتى وصل الى سكرتير تحرير في جريدة الجمهورية ، ثم مديرا لتحريرها ، وبقي فيها لسنوات عدة ، أسهم في رفع شأنها ، وحصد علامات نجاح وتألق في مسيرتها المبدعة!!
والان نسبر أغوار نتاجاته الاعلامية وبخاصة عند وجوده في الاردن، تلك الواحة التي وجد فيها تدفق عطائه المعرفي في ميادين التدريس والعطاء المعرفي.. ومن جملة ماقدمه السلطان محمد صاحب من مؤلفات اعلامية نالت تقدير الباحثين والإعلاميين عموما: مباديء الكتابة الصحفية ..الشكل والاسلوب ، وسائل الإعلام والاتصال..دراسة عن النشأة والتطور ، ادارة المؤسسات الاعلامية.. إلمام بأساليب القيادة، الخطاب الاعلامي والخطاب الدعائي، العلاقات العامة في المنظمات الدولية ، مباديء الاتصال..الأسس والمفاهيم، الدعاية وحروب الاعلام، وسائل الإعلام..أدوات تعبير وتغيير، الاعلام والسلطة.. متضادات الفلسفة والسياسة، واقع الاعلام في ظل الأزمات..دراسة عن الإعلام، إضافة الى بحوث إعلامية وندوات عديدة ، تتعلق بسبل تقدم الواقع الاعلامي والنهوض به، ما يشكل مفخرة واعتزاز كبيرين بتلك المسيرة المعطاء !!
تولى عضوية مجلس نقابة الصحفيين العراقيين منتصف التسعينات ، وكانت له إسهامات كثيرة في عمل النقابة وانشطتها وفعالياتها ، ويعرف كثير من الزملاء دوره في تذليل ما يواجهونه من عراقيل خلال عملهم في مؤسسات الصحافة والاعلام ، وكان أشبه بخلية نشاط لا تتوقف!!
لزميلنا الدكتور محمد صاحب سلطان تحية محبة وتقدير من كل زملائه ومحبيه ، ومن لديه عشرة عمر معهم، لاتمحوها السنون ..وأمنياتنا له بالتألق الدائم ، وهو الذي أسهم في رفد النشاط الابداعي الاعلامي بكل تلك المؤلفات والعناوين المثيرة والمهمة ، لتكون ميدانا رحبا لكل من يسبر أغوار الاعلام والإتصال وفنون الكتابة الصحفية ، مستفيدا من خبرة عقود من العطاء الصحفي والاعلامي، يشهد له الكثيرون ، أنه كان بارعا في كل ماقدمه للساحة الاعلامية من علوم اعلامية ومعرفية، تشكل مفخرة لجيل عراقي ، له من المآثر والمنجزات ما يعد إسهامة فاعلة ، يغترف من نبعها كل طامح الى ان ينهل من كؤوس السلطة الرابعة مايروي ضمأه ومن أطباق غذائها اللذيذة ما يشبع نهمه..مع أمنياتنا له بالتوفيق الدائم!!