11 أبريل، 2024 6:53 م
Search
Close this search box.

د. كريم الكناني…اعطيت لاهل النعمانية كل ما تستطيع فاعطوك المحبة والعرفان

Facebook
Twitter
LinkedIn

في بداية الثمانينيات , تعرفت عليه في جامعة الموصل , حيث يدرس الطب, كان شابا ذكيا نقيا تقيا نشطا , فرغم صعوبة الدراسة لم تثنيه عن مشاركة الطلبة في انشطتهم وسفراتهم حتى خارج كليته ويتواصل مع طلبة من ابناء محافظته , ملتزم دينا يؤدي الواجبات والمستحبات رغم قساوة الظرف ومراقبة الاجهزة الامنية , فكان يقدم الى زيارة الاربعين من الموصل مع التلعفرين الى كربلاء في وقت كانت الناس في الوسط والجنوب , الزيارة تقتصر على النساء والرجال من كبار السن , لقد اوشي به الى الجهات الامنية وتم استدعاءه لكن محبته ليس عند الطلبة بل عند التدريسين جعلت مسؤول الكلية (منهل العناز) ان يتدخل ويطلق سراحه بعد ان حاججهم الكناني (انا لا اضر بالامن العام بل عقيدتي ومن حقي امارسها) هذه المقولة انتشرت بين الطلبة وكانت تدلل على مبدئية وشجاعته في اشد الاوقات الحساسة بحيث الناس تعتقل على الشبه , لكن اهل الموصل يفهمون النية الصادقة ويتعاملون وفقها.

بعد التخرج كانت اقامته في مدينة النعمانية ومن هنا بدءت مرحلة جديدة في حياته , لقد احب اهل المدينة واحبوه وهذا هو نصف علاج الطبيب لمرضاه , فكان يعاين المرضى ليس في حياته وحدها , بل يذهب الى من لا يستطيع القدوم ليس بالمدينة بل حتى في قراها وهذا من التزام الطبيب في قسمه المهني , لذلك لم تجد لا رجلا ولا امراة لا يعرف د. كريم الكناني من اهل النعمانية , اغلب المرضى يراجعوه ويشيدون بمعالجته ويعتبرون على يديه يتحقق الشفاء , لا يقتصر عمله بالمعالجة بل يصف لهم المراجعة عند غيره من اطباء الاختصاص الدقيق والجراحين سواء في الكوت او بغداد وبعض الاحيان يكتب تقرير للطبيب المختص لمساعدة المريض.

لقد نجح الكناني في مهنته طبيا وانسانيا واخلاقيا, كذلك كان ناجحا في مهامه الادارية لتوليه عدة سنوات ادارة المستشفيات في النعمانية , فكان حريصا على المال العام والادوية وسلامة المرضى , انتقل سكن الكناني من النعمانية الى مركز المحافظة لكنه ابقى عيادته فيها ويقطع يوميا 80كم , ماهذه التضحية الا تعبير عن المحبة الصادقة التي بسببها فقد نجله بحادث سير , فكانت مصيبته مصيبة ابناء المدينة جميعا …خلال عام 2020 وبعد ان انتشرت كورونا بالمدينة وبدء بعض الاطباء يتحرجون لاستقبال المصابين , لكن د. كريم كعادته بقي بنفس الهمة يستقبل المرضى ويعالجهم ويتابع حالاتهم اثناء رقودهم في البيت, بل يذهب ويزور من يدخل مستشفيات العزل في الكوت او النعمانية لمعرفة وضعهم الصحي وتطور حالتهم وهذا ما حصل معي بل ان ابني في تركيا اطيب بكورونا وكان د. كريم يسال عن وضعه وطريقة العلاج ونوع الدواء هناك .

كل التقدير والاعتزاز للحاج ابو باقر (د.كريم) متمنين له الصحة والسلامة والامن والامان , وما هذه المقالة المتواضعة الا هي شيء ضئيل في استحقاق ومكانة د. كريم كطبيب وانسان تحلى بكل القيم النبيلة .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب