ما يزال الصالون الثقافى العربي بمندوبية العراق بالزمالك يمارس دوره الثقافي والتنويري بمناقشة كتب ومؤلفات كبار الكتاب والمثقفين ومن أهم الكتاب الذين تم مناقشة مؤلفاته أمس بالصالون الثقافى الدكتور حسن حنفي المفكر المصري وأحد منظري تيار الإسلام السياسي وتيار علم الإستغراب وأحد المفكرين العرب المعاصرين ومن أصحاب المشروعات الفكرية العربية المعاصرة ، ودارت الأمسية الثقافية حول أهم مؤلفاته كتاب التراث والتجديد.
وقد حضر الصالون الثقافي مجموعة من كبار الكتاب والمفكرين والسفراء العرب مثل الدكتور خالد زيادة سفير لبنان والدكتور يحيى الجمل والمفكر السيد ياسين وشخصيات أخرى مرموقة ..
فى البداية تحدث السفير الدكتور قيس العزاوي مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية وقال أننى أعتبر نفسي تلميذاً من تلامذة الدكتور حسن حنفي وذلك منذ السبعينات وكنت قارئ له خاصة كتاباته عن التراث والتجديد وعلم الإستغراب …وأتذكر أننا عندما ذهبنا الى مؤتمر العقل والعقلانية لمنظمة اليونسكو بتونس تلقفته المخابرات التونسية وأخذته للسجن وهو رجل مناضل من طراز فريد فقال سمير أمين أننا لن نحضر هذا المؤتمر إلا بعد عودته وتم ذلك ..
وأضاف السفير العراقي وأنني أقدم حسن حنفى أننا قد نختلف أو نتفق معه فى بعض الموضوعات إلا أنه يؤمن بالإختلاف والقرآن الكريم أكد أن سبب الوجود هو الخلاف وهو الفلسفة .
وقال الدكتور يحيى الجمل أنني حضرت اليوم ووجدت عدد كبير من مؤلفات حسن حنفي ومعظم كتاباته عن التراث وقد كنت عضو فى المعهد العربي لحقوق الإنسان وكان المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الآن عضواً فيه وعندما قبض عليه توجهت الى تونس للدفاع عنه .
من جانبه قال الدكتور حسن حنفي أننى خجول من كرم السيد السفير العراقي والحاضرون بالصالون وهذه المناسبة أُعطيت لي بعد أن قاربت الثمانين عام .. والصالونات الثقافية والفلسفية لها دور هام في أحداث الثورات في كافة دول العالم والذين قاموا بالثورات في فرنسا وبريطانيا من الجمعيات الفلسفية .
وقال أنا إبن الهزيمتين 1948 و1967 والأولى ضاعت فيها نصف فلسطين والثانية ضاعت فيها فلسطين كلها …وأنا إبن الثورتين 1952 وثورة 2011 وهي ثورات ضد الإستبداد .
وأنا خريج مدرسة السلحدار وشاركت فى مظاهرات الجامعة عام 1946 عندما فتح وزير الداخلية الكوبري آنذاك على الطلاب . وقال أننى عام 1952 إنتسيت الى جماعة الإخوان المسلمين وكنت إخوانياً في الجامعة وذهبت الى المركز العام للإخوان المسلمين فى الدرب الأحمر وتعرفت هناك على د. سيد قطب وساعتها كان يستقبل علال الفاسي المغربي وخلف سيد قطب حسن البنا في ذلك الوقت وقد تأثرت فى ذلك الوقت بالعدالة الإجتماعية في الإسلام وكان سيد قطب قدوة لي من خلال كتاب معالم فى الطريق وصرخة سجين .
وعشنا أزمة 1954والتى وضّح فيها الصراع بين نجيب وناصر وإنحاز الإخوان المسلمين الى محمد نجيب والذي كان يتحدث عن عن أمة إسلامية كبرى ، وقد إختلفت مع الإخوان وخرجت عن الجماعة خاصة بسبب موقفها من ثورة مصدق في إيران والتي إتخذت موقف منه لأنه شيوعياً رغم أن مصدق رجل وطني وموقفه من تأميم البترول يؤكد أنه رجل وطني وصورتي في الحركة الإسلامية أنني شيوعياً .. وفي فترة التأميم عام 1956 تحولت الى ناصري رغم أنني كنت ضد ناصر بسبب الحريات وعندما وجدته يؤمم القناة وينحاز الى العدالة الإجتماعية رأيته بطل وزعيم قومي .
وقال الدكتور حسن حنفي أنه بعد العدوان الثلاثي عادت العلاقات المصرية الفرنسية بشكل أفضل وحضر المشير الى باريس وعقد إجتماع مع الطلاب المصريين والمثقفين ببارس وتم عمل ملف كامل تم إرساله الى الرئيس عبد الناصر ، ومن أهم الموجودين حالياً حسام عيسى والببلاوي وطالبنا الرئيس عبد الناصر بالحريات وبعدها بعام حدثت النكسة وبعد الهزيمة أضطررت لمغادرة البلاد وتوجهت الى الولايات المتحدة وعدت بعد ذلك الى مصر وإشتركت فى حزب التجمع عام 1977 وعارضت بعد ذلك مشروع الخصخصة وتم فصلي من الجامعة وحولوني الى وزارة الشؤون الإجتماعية وفي هذا الوقت طلب مني إبراهيم بيومى السفر خارج مصر وسافرت الى المغرب وأعتز بهذه الفترة في المغرب الى أن تم القبض عليّ بسبب محاضرة تكلمت فيها عن الملوك وتقبيل يد الملك وإستشهدت بالآية الكريمة “أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها” فصدر قرار بطردي من المغرب .
وأضاف حنفي ان كتاب التراث والتجديد سبب لي مشاكل عديدة مع الدولة وتوجهت بسببه الى المحكمة لمصادرته ثم تم الإفراج عنه بحكم محكمة .
وقال أن الثقافة هى تعبير عن المخزون النفسي الذى يعبر عن حياة الناس وأهم شئ في الثورات هو التراث الثقافي مثل الثورة الفرنسية .
وقال أننى تركت وديعة (صدقة جارية ) وهي وديعة للطلاب الجدد بالجامعة للمساعدة فى البحث العلمى .
وعقب الدكتور قيس العزاوي وقال أننا أمام موسوعة للعلم وأشهد أننىي تعلمت على يديه الكثير في الجزائر وتونس وإيران وهناك إسلاميون تقدميون في تونس وكانوا يستشهدون بكتب الدكتور حسن حنفي والذين أسسوا حركة النهضة الآن وقالوا لو تعارض النص مع العقل إخترنا العقل ، وطالبوا بالمساواة بين الرجل والمرأة ويحرمون زواج الأربعة .
وقال السيد ياسين أن الدكتور حسن حنفي من أصحاب المشاريع الفكرية الكبرى ومشروعه يمتاز بالجسارة الفكرية ولم يكتف بالنقد بل أعاد كتابتها من جديد وكتابه حوار الأجيال هو نادر فى التأريخ الفكري المصري وهو دعامة حقيقة وبه دراسة متعمقة للشباب مثل أحمد أمين وشكري عياد وعبدالرحمن بدوى .