4 نوفمبر، 2024 9:36 م
Search
Close this search box.

دُعاة دين .. رياح التغيير السعودية مقبلة !!

دُعاة دين .. رياح التغيير السعودية مقبلة !!

قد يستغرب القارىء ان رياح التغير المقبلة في السعودية سيقودها رجال دين ودُعاة مصلحين الرغم من الاعتقاد السائد للقاصي والداني ات  اخر من يقتنع بالتغيير والتحول في المملكة هم المؤسسة الدينية السياسية الحاكمة والتي وضعت العائلة المالكة مصيرها ومستقبلها في اعتناق الذهب الوهابي السلفي المتشدد والمعارض لاي عملية تغيير . اليوم نشهد ان ان الدعية الشيخ ( سلمان العودة ) يتمرد عن المؤسسة الدينية وينادي بالتغيير ويطالبها بالتخلي عن تشددها ،واتاحة المجال الى المجتمع للتعبير عن حريته لان الكبت والحرمان سوف يقودان الى العنف وبالتالي تفقد الرموز الدينية والسياسية قيمتها الاعتبارية والرمزية وتنشأ قيادات مطلبية تقوى شيئاً فشيئاً ويشتد عودها ولا تستطيع القوى الامنية لوي ذراعها لان ونشر فصائلها دخل شرائح المجتمع وكلما اشتدت القبضة الامنية  ستزيد الطين بله وتقطع الطريق على محاولات الاصلاح ، مما يولد الخوف من المستقبل وهذه اصعب الحالات التي يصل اليها المجتمع ويؤدي الى هجرة رؤوس الاموال ورجال الاعمال . حتى وان تم القضاء على الثورات فانها تتحول الى عمل مسلح ينفجر في اية لحظة . وعلى الاجهزة الامنية ان تعي ان الحقوق مشروعة وليست ممنوحة ، والابتعاد عن لصق التهم والنعوت للمواطنين والناشطين ، فكل ناصح بالمحرض ، وكل داعٍ الى الاصلاح سياسي طامع  ، وكل منفتح علماني ضد قيم وثوابت الدين ، بينما الوعي يكبرو ينمو لا يمكن تقويضه . نعتقد ان هذا التحول يأتي بعد وضوح الاحتقان الطائفي والسياسي في مؤسسات الدولة الدينية والسياسية وتحذير الناشطين في مجال حقوق الانسان من ابعاد هذا الاحتقان والتطرف والتشدد الذي يلاقي الامتعاض من الشعب ورفضه لكل اشكال الممارسات المتخلفة في التعامل مع تطلعات الشعب في الحرية والديمقراطية وحرية المرأة . فيما انتقد رجل الدين ( سلمان عودة ) للمرة الاولى علناً المتحدثين الرسمين لانهم يعبرون عن بؤس وينتمون الى زمن مضى وليس في كلامهم جاذبية ولا اقناع او تأثير . ان هذا التحول الدراماتيكي في رؤى وافكار رجال الدين كفيل بايقاض الروح الوثابة للشعب السعودي ،والتذكير بان اوهام معظم اجهزة الدولة خاضعة للرؤية الامنية وقدرتها على خمد اي تمرد لا يؤمن بتوجهات المذهب الوهابي السياسي قد باتت في خبر كان وان الايام حُبلى لا نعلم ما تضمره للنظام السعودي الذي اوكل زمام اموره بيد حفنة من المتشددين واتبع نهجاً دينياً وسياسياً محافظاً لا يرتقي بمستوى التغيير والتحول والطموح .

أحدث المقالات