1
اللغة الأم ، تلك ( العليمن ) التي تسحن القلب بحنين القيثارات الغجرية وسط قصائد لوركا ونحيب مطربي الريف ، والشوق القادم من بيوت أكد .
هناك أمي .
ترتدي قبعة الكابوي ، وبمشيتها الصينية الرائعة تعزف لجنود قيصر أناشيد الشوق لبابل وضحايا الأحزمة الناسفة ، والذين اقتنوا الآن بطاقات حفل أحمد عدوية على مسرح الآولمبيا في قضاء أبو صخير..!
أشتهي التمر وأشتهيك.
وأنت يا صورة آدم في التكوين ، كانت لنا قرى تشبه عينيك في مسافة مواقد الشتاء ، السعال أبجديتها وحنين الآباء الى لوحات الجمهوريين ودافنشي المسكين والناي المشتعل صوتا للحب الغجري القادم من شط الحلوين ، وهناك سنفقد كوكبا في سماوات التأمل ، ذكريات الأهوار ، وصدأ البنادق ، والرفاق الشيوعيين ، وحواري من جنة أور ، الرمل لنا ، ولكم سوابيط العنب، وستكون الآلهة هناك، تنحني لأمهاتنا ولن تنحني للملوك السذج.وعلى صدر جارية حبشية مشى رعشة الطفل ،لذته دمية عضوه الذكري ونشوته موسيقى نحيب مآتم رجل غرق في البحث عن أساطير القاع في ضوء يأتون اتو من هناك ، بدون رقاب ، وبدون نبض قلب ، أغنياتهم نسمعها ، وخيبات آمالهم ، والآلهة بهم تستخف ،ولكنهم مع كل هذا يغنون بصدى ( الموتر شبراغه ). وكل انفعالهم في ذلك الصدى ، أنهم يموتون من العشق قبل موتهم من الجرح.
تلك هي الروح السومرية ، وذاك هو عقال أبي.
انحنى له المقدوني الأسكندر ، وستالين منحه وساما سوفيتا ، وصدام قال له :كبرت على الجيش الشعبي ، فأذهب الى البلدية منظفا لغبار الدبابات.
وبصدره المنحي مثل قوس قزح شامخ ، أبي بمكنسته صنع تعريفا جديدا للثورات : الصمت المكبوت والموت المنسي والعادات السرية لأبناء المسئولين.
عشقي أنت يا أطار الصورة ، يا كلام العرافات ، يا وجه الملاية ( خديجة ) ، يا عرف الديك
الله يخليك.
خذني الى بيروت
هناك فيروز
وماء الكوز
عطشي إليك
يا فم الرسامة التشكيلية
عطشي إليك يا نهد شبعاد
يامقاهي السماوة والموصل وبغداد
ويا نبع الفستق في صدر الأم
شموع زكريا مشتعلة
والليل في أور بارد.
معاطفنا خواطرنا
لكم ياجنود الشبق الحديدي
نعطش اشتياقا ونهمس للنخل : انحني لنا ، فقد ذهب الغزاة
ولم يعد الملح في أفواهنا مكانا………..!
يارواة التوراة والآيات والحكايات
شهرزاد ليلها طويل
القصير فقط تنورات تلميذات مدارسنا الطينية
وهكذا ، اللغة السكسونية عند مشارف القواميس تسأل عنك
أنتَ يا وجه أمي
يا وجه العطر
وموناليزا المعدان
ياوجه التاريخ وحرية عينيك في الرؤية
في الشعر
وفي الطبخ وفي النعاء
أنت يا موتر شبراغة أيامنا
من المنفى الى الوسادة
القبلات تشبه خواطر الكهنة البوذيين
2
أعطيك ، فأعطيني
دينك ديني
لكن غرامنا مختلف
أنت بصدر واحدة أفغانية تتعلق
وأنا مازال في الأهوار حنيني
وزكريا يشعل شمعته الأممية في أروقة الماء وروحي
لاتطفئها أرجوك
سيأتي الفجر
وستأتي باصات الريم
الجنود يملئونها
ودموع أبي في المقعد الخلفي
تجمع الأجرة….
كلنا مفلسون
والغني فينا من ستذبح رقبته الشظية غدا
أنها حروب سومر وبابل وآشور ومهران
لن تنتهي أبدا
خالدة مثل تلال الرمل والتبن والورد والرز
تواريخنا الخالدة هي وحضارتنا المنسية في فنادق قبرص والحبانية وطنجة
أعطيك
والشمعة نوري…
وأنت نورك
دولارا ذهبيا في جيب الحاكم
وأنا في جيبي
قبلة أمي وقصة كولومبية…………!
3
وجهكَ ، ياليل القصب ، ليل زكريا والمندائيين والوطن السابح في الحمرة الصارخة ، وجهك ياعطر حوانيت البدء الأول ، نستلة القيمر والحامض حلو وأصابع العروس وابتسامات الملكة الهولندية ، وسوط الحوذي في شوارع ليلنا الرومانسي في ساحات البكلوريا.
الصيف والطيف وشعرك الطويل
سحابة قبلتي إليك تمطر نعاسا شاميا وتصاميم أغلفة لروايات عمري
لقد باعوها في شارع المتنبي وأنا باعوني على ضفاف الراين.
فسيلة خجولة ، ليمونة يعصرها الشوق الى ليل اريدو
لكن لا كلما يتمنى النجم يأتي بليل
هي قدريتنا ، انتم ياجنودنا البواسل
السندباد لن يصل
ارحلوا الى أقداركم بدونه…….!
4
بحكم الولادة تأتي الإرادة
هذا ما حفره أبي على صدره
وأمي بلهجتها العامية كتبت
الصين لا تشبه الدين
هم لايعرفون الله
ونحن نخبئه في عظامنا…..!
5
اكتب عن عينيك ، عن المرايا التي تحرسها كما تحرس الالهة الجنوبية دايات الشلب.
لي أب جاء من الحجاز
يحمل ذاكرة كونفشيوس وخواطر الرمل وحجيج خفقات قلبك.
أنت أيها الأسمر المغلوب على أمره
أطوي إليكَ جغرافية الدمعة
لأشعل معك شموع زكريا
تفسير العالم سهل معك
ومع أني اللغة الأم تصنع بهجتنا
عندما نسمع في الجرائد إن السوفيت سيعودون
وسيعود باتريس لولمبا يبيع الحمص في أسواق الفلوجة
الطائرات فوق رؤوسنا
والشعراء هنا
وهناك
الكهنة
عند بوابات أحلامنا العولمية
لايفقهون من الرياضيات شيئا
ولكنهم يخدعون الناس بالتقرب من السماء
عباءاتهم خلفهم
ونحن أمامنا مجادلاتنا لهم
أمي أعطت نذورها إليهم
ضحكوا وذهبوا الى ليل الزقورات
تحن ذهبنا الى رسائل الغرام
كتبنها بشوق
شربنا الشاي ونمنا الى الصباح……………..!
* دي موتر شبراغه : تعني بالألمانية اللغة الأم