23 ديسمبر، 2024 12:13 ص

ديوانُ « النشيد الظّافِر » في مَدح ورثاء آل البيت

ديوانُ « النشيد الظّافِر » في مَدح ورثاء آل البيت

عام 1350هـ 1930م في مَدينة كربلاء، وُلِدَ الشّاعِر « عبّاس مهدي ابن الحاج حمادي ابن الحاج حُسين »، مِن اُسرَةٍ غير موسرَة تُعرف بـ(آل أبي الطُّوس)، ولِحُبِّ والِده للعِلم والعُلَماء دفعه آنَ بلغَ 6 سنوات مِن عُمره، إلى أحد الكتاتيب برعاية الشّاعِر الشَّعبي الشَّيخ « عبدالكريم الكربلائي »، ليتعلَّم القِراءَةَ والكِتابة على يديه، وواصل دراسته الخارجية ما تيسَّر لَه فترَةً مِن زَمَنِه ذاك، ثم نزَحَ إلى النَّجف الأشرف لإكمال تحصيله الذي شَمِل المعلومات النَّحوية والعروضيَّة التي استحصلَها مِن دورات النَّجف الحوزَويَّة ما بقيَ فيها، ثمّ عاد بعد سنتين الى مسقط رأسه كربلاء وانبرى يقرأ شِعره في المحافل الأدبيَّة وينشره على صفحات الصُّحُف المحليَّة، خاصَّةً إبان وثبتي عامي 1948 وتشرين 1952م سبب شهرته. سيرَة الشّاعِر عبّاس أبو الطُّوس حفلت بفصول العذابات والاضطهاد والمُلاحقة والاعتقال والسَّجن في سجون بغداد والكوت فقضى فيها مُدَّة عام ونصف (التقى خلالها الشُّعراء، السَّيد مُحَمَّد صالح بحر العُلوم، وحُسين مردان، وزهير أحمد وسواهم) مع حياة العدَم والفاقة والشَّكوى فضلاً عن مرَضٍ عضالٍ أقعده وأودى به في مِثلِ هذا اليوم 27 كانون الأوَّل 1958م، عام مولِد جُمهوريَّة العِراق.

شارَكَ الشّاعِر أبو الطّوس، في الثورَة على على أجهزة نوري السَّعيد، مُندفعاً بحماسةٍ بين المُتظاهرين يقودهم مُعبّراً بصِدق عن خلجات النفوس المكتومة، مُدركاً حقيقة الذود عن الحَقّ والحُرّيّة المسؤولَة. أمضى أعوام طفولته في مدينة الإمام الثائِر الحُسين -عليه السَّلام-، مولَعاً بالأدَب، فأقبل بشَغفٍ على الأجروميَّة، ثم شَرح ألفيَّة إبن مالك، وقِراءَة البيان والتبيين للجّاحِظ البصري، وجواهر البلاغة، وقرأ تاريخ الإسلام كُلّه، وجُلّ دواوين الشِّعر العربي، إذ حَفِظَ نحو 10 آلاف بيت من الشعر العربي، وحَفِظَ المُعلّقات السَّبع، وحفظ 50 خُطبة مِن نهج البلاغة لأمير المُؤمنين “ الإمام عليّ ” عليه السَّلام.

أثر الشّاعِر ديوان حافل في مديح ورثاء آل البيت -عليهم السَّلام-، موسومٌ بعُنوان « النشيد الظّافِر» ضمَّ نُخبة القصائد التي ألقاها في محافل كربلاء والمِهرجانات التي أقيمت في سوحِها، وفي العتبتين المُقدَّستين، كذكرى مولد أبي الأحرار الإمام الحُسين -عليه السَّلام- وذكرى استشهاده، وغيرها مِنَ المُناسبات الدِّينيَّة التي تشهدها العتبات المُقدَّسة.