9 أبريل، 2024 9:33 م
Search
Close this search box.

دين السياسة ام سياسة الدين

Facebook
Twitter
LinkedIn

المفروض ان الاديان تشرع وتعطي الاحكام لكل عمل وموقف مهما كان مجاله اجتماعي  او سياسي او اقتصادي وتعطي القواعد التي بموجبها يتم التعامل وانا هنا لا ادعو الى فصل الدين عن السياسة بل اقصد ان الدين يرشد وينصح ويوجه السياسة بالاتجاه الذي يحقق منفعة المجتمعات البشرية ويلبي طموحاتها المشروعة بعيدا عن الاستغلال والاستغفال والاستحمار من قبل المتصدين للعمل السياسي وهذا لا يعد فصلا بل تقويما وتوجيها يتوافق مع الحاجة الانسانية ولكون المجتمعات العربية ذات طابع ديني اسلامي او غيره لجأ الكثير من المحتالين والمنتفعين باستغلال هذا العنصر ليعطوا بذلك صبغة دينية لأفعالهم القبيحة والمنكرة فتراهم يبررون افعالهم باسم الدين او المذهب هذا ما تعانيه الشعوب العربية خصوصا في العراق وسوريا فالسياسة تتحكم بالمذهبية وتقودها وفقا لمصالحها الشخصية او الحزبية ويتم العزف على اوتار الطائفية لجعل الشعوب تتعصب وتنشد وتنجذب لكل مشروع او فعل مهما كان مستوى قبحه واجرامه وفساده وأن احتج احدا على فعلهم يبرر من قبل الاقزام ووعاظ السلاطين والهة الحكام ان مايقومون به صحيح وعين الصواب وهو ما يخدم المذهب ويصب في نصرته حتى رسخوا فكرة في اذهان السذج ان المذاهب اسست على اساس الظلم والفساد والتهجير واباحة الحرمات حتى كاد قائل منا يقول ان المذاهب ام المصائب ولاعلاقة للمقال بمن يدعو بحكم الاسلام او المذهب فليس هذا مغزى ما اذهب اليه بل غاية الامر انني ادعو الى تجرد اهل السياسة من الصبغة الدينية فيما ترتكبه من جرائم لانه اصلا ان المذاهب الرئيسية ترفض تلك المنكرات والقبائح من جرائم قتل وفساد بل اقول ارحموا الشعوب من جرمكم وفسادكم ولانريد تدينكم ولانريد مذهبيتكم كونوا بشر وتحلوا بغريزة الانسانية والا مانفع  المذهبية التي تتبجحون بها ولكم فعال يهتز منها عرش جبار السماوات والارضين مانفع مذهبكم وانتم تبيحون ارتكاب المجازر في سوريا ما نفع تدينكم وانتم تقفون مع حكام الظلم والجور والفساد مانفع اسلامكم وانتم تخالفون اسلامكم بفعالكم الشنيعة ولا ادري كيف تجمعون وتوفقون بين قول المصطفى صلى الله عليه واله وصحبه الكرام القائل (ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء) وبين ظلمكم لأهل الارض  وتعديكم على احكام السماء ولا ادري كيف توفقون بين حديث الامام علي عليه السلام في رسالته لمالك الاشتر حين ولاه على مصر(يامالك الناس لك صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) وبين قولكم (يابشار الشعب عندك صنفان اما موالي لك او لأيران ومن خرج عن ذلك فالقصف والنيران) اتقوا الله في انفسكم واعلموا ان مصيركم الخزي والعار ولا اريد ان اكون ظالما بمقالي فلعل هناك من اتخذ موقفا عادلا وانسانيا  منصفا تجاه ما يحصل بسوريا  دون ان يتأثر لضغوط دعاة الطائفية وان وجدت هكذا شخصية سياسية كانت او دينية وسجلت موقفا مناصرا لذلك الشعب المضطهد تحت نيران الاسد فلعمري انه موقف يستحق ان يخلد وانا اقصد  ان يصدرالموقف  من شخص لا يمثل نفس الطائفة التي ينتمي اليها ابناء الشعب السوري الا اللهم المواقف الوطنية الثابتة  للعالم  الشيعي العراقي العربي السيد الصرخي الحسني والذي عكس صورة مغايرة  لما ينقل عن تعصب علماء الشيعة وميولهم الطائفية على حساب نصرة المظلومين ولعل خير شاهد على مواقفه ما اصدره من بيان حول الثورة السورية وهو البيان 81 (هيهات منا الذلة …..الموت ولا المذلة)
فالسيد الصرخي خرق تلك القاعدة وأحرج الاخرين من القيادات السياسية او الدينية  بمواقفه الانسانية والتي تمثل روح وأصالة الاسلام والعروبة   لذا فأني  اظن صعوبة ان يوجد هكذا موقف عدا ماتطرقت اليه  لان الاغلبية انجرفت بموج الطائفية وصار ت السياسة هي من توجه الدين وتقوده نحو رغبات الساسة لا ان يكون الدين هو من يوجه ويقنن عمل السياسة نحو منفعة الشعوب وتحقيق السعادة لها دون فرض الاحكام بالقوة بل بالإقناع والتأثير الفكري المناسب مع الظروف الموضوعية لكل بلد من البلدان وبحسب تنوعه واختلاف معتقداته وايدلوجياته .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب