عندما يكون العقل نبيا من الباطن به يعبد الله وبه يطاع ويعرف وعندما يكون الدين هو الحب يكون قتل العقل ليس موتا للإنسان واغتيالا للحقيقة بل هو محض الكفر تذكرت اليوم حرق مكتبة الإسكندرية الفليسوفة الأولى في العالم الحكيمة المصرية هيباشيا أو (هيباتيا) هي أول عالمة في التاريخ وفيلسوفة سكندرية مصرية ازدان بها الفكر الفلسفي في القرن الرابع الميلادي وعرفت بفيلسوفة الإسكندرية، امتازت بالجمال الفائق إلا أنها وهبت نفسها للفلسفة وتميزت بالعبقرية، ولكن انتهت حياتها بعد تعذيبها وتشويه وجهها في الإسكندرية على يد بعض الكهنة. هي فيلسوفة تخصصت في الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وهي تعد أول امرأة في التاريخ يلمع اسمها كعالمة رياضيات،وكما لمعت في تدريس الفلسفة وعلم الفلك ومن دلائل عبقرية هيباتيا أنها تعلمت على نفقة الدولة الرومانية وذلك شيء فريد من نوعه خاصة أن النساء في عصرها لم يكن يتمتعن بمجانية التعليم، أما الاستثناء الثاني الذي تميزت به هو أنها عملت بالتدريس في الجامعة وهي في الخامسة والعشرين من عمرها، وهو استثناء خاص خاصة أن جامعة الإسكندرية كانت مسيحية أو شبه مسيحية في ذلك الوقت. ولدت هيباتيا عام 370 للميلاد على بعد 220 كيلو متر شمال القاهرة وهذا المكان هو مكان جامعة الإسكندرية القديمة التي كانت بحق أول معهد للبحوث في تاريخ العالم, في تلك الجامعة جلس عمالقة الفكر والعلم، وهناك بين الرجال العظام كانت هيباشيا عالمة الرياضيات والفلك والفلسفة والفيزياء عندما كانت هذه المجالات حكرا على الرجال ويقول كارل ساغان مؤلف كتاب ” الكون – أو “كوزموز”: “إن هيباشيا هي آخر بريق لشعاع العلم من جامعة الإسكندرية القديمة”. وهيباشيا ابنة “ثيون” أستاذ الرياضيات في جامعة الإسكندرية القديمة، وآخر عظيم من عظمائها، سُجّل اسمها بلوحة الخالدين ، وجاء (بدائرة المعارف البريطانية عنها : ( فيلسوفة مصرية وعالمة فى الرياضيات)، كانت هيباشيا تلقى محاضراتها في جامعة الإسكندرية ، وفاقت أهل زمانها من الفلاسفة والعلماء عندما عينت أستاذة للفلسفة بهذه الجامعة ، وهرع لسماع محاضراتها عدد كبير من الناس ومن شتى الأقطار النائية ، والطلاب يتزاحمون ويحتشدون أفواجاً إليها ومن كل مكان ، ولقبت في الخطابات المرسلة لها” بالفيلسوفة” ، وإذا قامت بشرح فلسفة أرسطو أو أفلاطون اكتظت القاعات برجالات وأثرياء الإسكندرية وأكابرها كانوا يترددون على مجالسها ويحرصون عليها ، سيما وهى تعالج الكثير من المواضيع الشائكة وتثير الأسئلة المعقدة مثل: من أنا ? ومن نكون ? وما الخير ?. وفي أول مارس سنة 415م، أيام الصوم الكبير، والطريق مظلم أشد الظلام ، وبالقرب من صحراء وادي النطرون، كانت هناك عربة يجرها حصانان رشيقان وينهبان الأرض نهبا ، ويظهر ضوء خافت، يبدد سواد الليل الكثيف ، يعترض العربة جمع من الرهبان المنتظر على الطريق منذ فترة طويلة ويخفيهم ظلام الليل وملابسهم السوداء. وفجأة، يهجمون على العربة وبقسوة ووحشية يفتحون بابها ، ويجذبون امرأة بارعة الجمال ، رشيقة القوام ،ذكية العينين ، ساحرة الوجه ،ويجرونها جراً ويذهبون بها إلى كنيسة قيصرون ، حيث تقدمت مجموعة منهم وقاموا بنزع ثيابها حتى تجردت تماما من ملابسها وتصبح عارية كما ولدتها أمها، ثم تقدم أحد الرهبان وقيدها، وبسكين حاد النصل وبيد لا ترتعش ذبحها ذبح الشاة ، ولم يكتف الرهبان بذلك ، بل عكفوا على مهمة بالغة الغرابة ، وغير مسبوقة ، بتقطيع الجسد إلى أشلاء مستمتعين ومنتشين بما يفعلون ، وراحت تكشط اللحم عن العظم بمحار قاس حاد الأطراف!!!!! وفى شارع سينارون، أوقدوا ناراً متأججة وقذفوا بأعضاء جسدها ، ذلك أن المسيحيين المتعصبين في ذلك الزمن رأوا في “هيباشيا” لب الفكر الوثني لما تحمله من أفكار فلسفية، وكانت هذه هي نهاية أول شهيدة علم في التاريخ البشري… هيباتياكان التفاف جمهور المثقفين حول الفيلسوفة هيباتيا يسبب حرجا بالغا للكنيسة المسيحية وراعيها الأسقف كيرلس الذي كان يدرك خطورة هيباتيا على جماعة المسيحيين في المدينة، خاصة وأن أعداد جمهورها كان يزداد بصورة لافتة للأنظار.وكان موتها مأساويا على يد جموع المسيحيين التي تتبعتها عقب رجوعها لبيتها بعد إحدى ندواتها حيث قاموا بجرها من شعرها، ثم قاموا بنزع ملابسها وجرها عارية تماما بحبل ملفوف على يدها في شوارع الإسكندرية حتى تسلخ جلدها، ثم إمعانا في تعذيبها، قاموا بسلخ الباقي من جلدها بالأصداف إلى أن صارت جثة هامدة، ثم ألقوها فوق كومة من الأخشاب وأشعلوا فيها النيران. وعندما تذكرت اندهشت واصابني الرعب من اتباع للسيد المسيح عليه السلام الذين يعتقدون بانه صلب وحمل الخطايا وبالتالي لايجوز قتل الانسان مهما كان وبانه قد غفر لقاتليه ودعا الى السلم وعدم الدفاع حتى عن النفس ضد العدوان وان من ضربك على خدك الأيمن ادر له خديك الايسر فكيف بهولاء يقتلون باسم المسيح كل من ليس منهم في الدين او المذهب وخطر ببالي الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش حرق مكتبة الإسكندرية قلب حضارة وارث الانسان في العالم القديم والحروب الدينية في اوربا وابادة الهنود الحمر باسم الدين وتذكرت موسى عليه السلام الذي طلب منه ربه ان يذهب الى هداية فرعون الذي قال بالالوهية وان يعامله بالنصح وكل من المسيحية واليهود دعت الى العدل وحرية الانسان والمساوة وانتهت ب(مجازر داعشية ) ضد الغير على أساس ان الغير حيوانات وحوش ليسوا ببشر شياطين كفار عبدة اوثان يجوز بل يجب ابادتهم أي كونوا نازيين فاشيين بامتياز بل وصل الامر أيضا الى الإسلام والبوذية وتجاوزه الى الماركسية –اللينية في النموذج الستاليني وهذا يدل على ان القيم كلها تسحق وتضرب عرض الجدار وتحارب في سبيل السلطة لان الغير عدو يجب ابادته. هذا الفكر الداعشي الرجعي الدموي يقابل الفكر الإنساني الحر المبدع المتنوع والمتحد في اساسه في الايمان بالإنسان والحرية والعدل والحقيقة والعدل في قبال الفكر الداعشي الدموي الذي يؤمن بقتل العقل وعبودية القائد وتحجيم وتقييد التحضر والنهضة الإنسانية واغتيال الجمال والرحمة والتسامح والعطاء. أي انه صراع تاريخي بين فكر وفكر بين دين ودين مهما تغيرت الأسماء وتنوعت العناوين واختلفت المفاهيم فالتعصب الاعمى والتطرف الدموي والتسقيط الأخلاقي ليس من الثقافة في شيء ولا من الدين والايمان في شي ابدا ويبقى الصراع مستمرا لانه صراع من اجل السلطة بين مستغل ومستغل .