23 نوفمبر، 2024 4:22 ص
Search
Close this search box.

دين أم وطن

دين أم وطن

كل الأديان السماوية أكدت على حب الأوطان وتقديسها الى حد الشهادة من أجلها وأنشأت الجيوش ودارت الحروب من أجل كرامتها وعزتها قبل أن تعرف تلك الشعوب الأديان ومنها نحن العرب فقد حرص أجدادنا في الجاهلية رغم عبادتهم الأصنام عن الذود عن حدود قبائلهم ثم حدود أراضيهم وعمق الأسلام حب الأرض والوطن بدل القبيلة, ودعا للجهاد لابضم الأرض بل تحرير الأنسان للأنسان وتحطيم الأصنام البشرية , فنشأت حضارة أسلامية رائعة بتمازج الشعوب مع هذا الدين الذي سارع لأعتناقه الفقراء وحاربه التجار والأغنياء ليومنا هذا من خلال خيمته و تبرقعهم بردائه وعمامته فنشأ ائمة فساد أحتووا هذا الدين الذي ساوى بين العبد وسيده لينشأوا ممالك يتسيد فيها رؤوساء قبائلهم حكاما يورثون الأرض من بني أمية لبني العباس لبني هولاكوو لبني عثمان وبالتالي لتنشأ أحزاب اسلامية ضعيفة التنظيم وفقيرة المال لتقع في أحضان الغرب الذي يمولها بالمال والسلاح مقابل أرواح المسلمين البريئة التي تخدع بأسم الجهاد وتارة بأسم الدين الأسلامي وتلك الأحزاب أبعد ماتكون عن الأسلام والأنسانية فكرا وهدفا , تراهم يدعون لفكر ودعوة وزهد النبي محمد (ص) وعدالة عمر وشجاعة علي والسلف الصالح وهم منحطون سلوكا ومنهجا في حياتهم موظفين حلاوة اللسان وأحاديث النبي وصحبه ليصبووها في عقول ساذجة وجاهلة لشباب فقدوا عوائلهم ولم يتموا تعاليمهم فغدوا ضحية الى أئمة الفساد في الجوامع والمجالس فوظفوهم لقتل بني جلدتهم وأوطانهم بل وأقرب الناس أليهم بحجة الفساد ودخول الجنة التي أكد الله أنها لم تفتح أبوابها لمن لطخت يده بدم برىء , فكيف لقاتل أمه أو أبيه أو بني جلدته من معارضيه .

ومن أجل الحفاظ على العروش التي اسقطت سنة بعد أخرى لجأت دول الخليج بقيادة أل سعود على تجنيد الشباب ودعم أئمة المساجد وخلق فقهاء الفتاوي من المنحرفين والشاذين والمتنعمين بمال السحت الحرام ليجعلوهم حطبا لقتل المسلمين الذين يخالفونهم الرأي وينشدون الحكمة وهذا ماحدث في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ومصر وتونس والجزائر واليمن حيث أنشات ميليشيات للقتل والتخريب يقودها رجال دين حمقى, أنتهت بأحتلال داعش والنصرة السيئ الصيت لشمال العراق وسوريا ولانبرىء أيران وتركيا من تأجيج الصراع في العراق ضد العراقيين بمختلف طوائفهم حبا بنهش أكتاف الوطن بأسم الأسلام فأجهضوا على حضارة بناها اشراف العراقيين بدمهم و خيرات وطنهم .

أن أغلب الكرد والسنة والشيعة ومن خلفهم عملاء الصهيونية يتمرغون بوحل الجهل والغباء السياسي لتمزيق وطن جمعهم على الحب قرون عديدة رغم أنواع الأحتلال الأجنبي وأخرها الأمريكي القذر الذي لايهمه شعب أو وطن أو دين بقدر مايهمه مصلحته وتحقيق أهدافه ولنا في اليابان وبالذات هيروشيما وناغازاكي مثالين حيين لسحق شعب كامل كذلك

في تمزيق ألمانيا و فيتنام وتمزيق كوريا ويوغسلافيا وأفريقيا وأمريكا اللآتينية , وأننا كعراقيين أمام خيار رهيب يحدد مصيرنا كشعب له تأريخ يمتد لخمسة الالاف سنة ووطن اسمه بلادالرافدين ليومنا هذا في كتب التأريخ , مهددين بالفناء والتمزق , فعلينا الأختيار بين دين لم نجن منه سوى الدم والحقد والفرقة منذ 1400عام وبين وطن سيكون لقمة سائغة ضمن حدود اسرائيل أو يمزق بين تركيا وأيران والسعودية ولم يضع لنا هذا الدين ولاقادته وفقائه ومعمميه ومنظريه, حدا للجوع والفقر والأمية بقدر ماخلق طبقة طفيلية فاسدة تتنعم بأفضل ماخلقته الحضارة من خير ورفاه وتحيط بهم خدم وعبيد و حور العين الحقيقية في جنات صنعوها بأوربا وفي قصور الخليج والجزيرة والحجاز, بعيدا عن أعين الناس ليمارسوا الفساد والزنى والشذوذ ويعانقوا المحتل في كل أجتماع ومجلس مثل العاهرات المزدوجات الشخصية بلا خجل , بل وخان أغلبهم تعاليم ومبادىء الأمام علي في الزهد والعفاف ونظافة اليد وخرجوا عن عدل عمر وتواضعه وبساطته .

أن الدول الملحدة بنت الأنسان والأوطان ورعت الأخلاق العظيمة كالأمانة والصدق ومنحت الديمقراطية و الحرية المقدسة للأنسان بحيث لايتجاوز على غيره,ومنحته فرص للعلم والعمل يحصل عليها بأخلاقه وأبداعه لدرجة الرفاه المطلوب بدليل أنها أمنت العيش الرغيد لملايين العرب والمسلمين الذين أضطهدتهم بلدانهم من خلال حكامهم القذرين , وأوقفت فساد سلطة رجال الدين الكهنوتين الذين تسببوا في قتل الناس وأشاعة الفرقة ولنا في المسيحي الملعون (هتلر) مثالا لقتله ملايين المسيحين ببرودة دم في حرب لم يجنوا منها سوى الدمار والكراهية , رغم أن الحرب وحدت أوربا من جديد كرد فعل ولعنة على من قام بها من المجانيين العسكر .

أختاروا ايها العراقيين والعرب المسلمين مابين دينكم وأئمته الفاسدين ومابين أوطانكم التي تغنيتم بها مذ كنتم أطفالا في المدارس والبيوت والمحافل وتقديس أعلامكم الوطنية , وهنا تكمن الرجولة بدل العاطفة الرخيصة ليكون الوطن هو الدين , فالله لم يخلق دين معين بل خلق أديان وأنبياء تجاوز عددهم أكثر من الألفين ولانشك بنزاهتهم , ولكنه خلق أوطان لأبنائه فكونوا أبناء الله الصالحين وتخلصوا من جهل أمتد قرون بلا قرار شجاع وحكيم والا فالفناء بأنتظاركم مع أجيال قادمة أخرى .

أحدث المقالات

أحدث المقالات