23 ديسمبر، 2024 12:06 م

ديننا ودينهم , أخلاقنا وأخلاقهم

ديننا ودينهم , أخلاقنا وأخلاقهم

اليوم العالم يتابع ما يجري في العراق وخاصة في المناطق الساخنة من قتل وتهجير وبالتحديد لما يتعرض له الموصلين من المسيحيين والتركمان والشبك ,  فالمسيحيين ضاقت بهم الارض وفرضت عليهم الخلافة اللاسلامية اللعينة اما دخول الاسلام او دفع الجزية او الرحيل عن الموصل وهذه الشروط  خلاف ما شرعه الاسلام ونهج وسيرة النبي (صلى) حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ…) قال ابن كثير : ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) : أي لا تُكْرِه  أحداً على الدخول في دين الإسلام فإنه بَيِّن واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يُكرَه أحد
 على الدخول فيه , فباي دين وحق يحكمون؟ ومن نصب الدواعش الدموين الفجرة على رقاب الناس ؟ اما خيار التهجير فالى اين يهجر هؤلاء ؟ انه شرط اعجازي لهم لاستباحة دمائهم واعراضهم واموالهم , اما التركمان والشبك فقد رحوا فعلا بعد ان قتل الكثير من شبابهم واطفالهم ونهبت اموالهم واعتدي على اعراضهم … اسأل الدواعش من هم ائمتكم الذين تقتدون بهم ؟ لا شك انهم ال صهيون واعداء الانسانية والذين يستبحيون القتل والاجرام اليوم في غزة واسالكم اذا كنتم مسلمين حقا هل قرأتم سيرة الصحابة المسلمين المنتجبين , فهذا الامام علي (ع) وهو خليفة المسلمين في الكوفة
 يتفقد احوال الرعية ويرى شيخا كهلا منهكا فيسال عنه فيقال له انه نصراني فيامر له بالعطاء ويقول كلمته الخالدة الناس صنفان اما اخو لك في الدين او نظير لك في الخلق هي كلمة خلدها التاريخ وستبقى على مر الزمان متوهجة لاتنطفىء، لانها منطلقة من روح الكتاب السماوي (القران) ومن اخلاق وسلوك النبي محمد(صلى) ولانها خرجت من قلب مفعم بالايمان ، وعقل منفتح على الجنس البشري ، فلا فرق بين البشر فالكل سواسية، فلا استغلال ولاعبودية ولا هيمنة لفئة او أمة على اخرى، وانما العبودية المطلقة الى الله عز وجل،فالكل احرار فاين هذه الكلمة اليوم ، ممن نصب نفسه
 محاسبا ومقيما لايمان وسلوك البشر…فقسم الناس : هذا كافر لانه مسيحي اويزيدي او صابئي وهذا مشرك لانه يتوسل بالانبياء والصالحين يجب قتله وسلب امواله …ألا يعلم هؤلاء الجهلة ان الرسالة الالهية قد قدست حياة الانسان ، قال تعالى ( كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون ) المائدة /32
ان القلب ليعتصر ألماً على ما يفعله الجهلة الدواعش في سوريا والعراق من قتل وتعذيب بحجج واهية تدل على جهلهم بالاسلام وبالمبادىءالانسانية التي احتوتها الشريعة السمحاء، ناسين او متناسين انه لايجوز قتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق فلاي صنف انتسبت فان القانون الالهي يجب ان يحترم فيك ، فلا يجوز لك ان تقتل (المسلم)، لانه اخ لك في الدين ، ولايجوز لك ان تقتل (غيرالمسلم) لانه نظير او شبيه لك في الخلق فهو انسان يجب ان تحترمه و تعيش معه بسلام وتتعايش معه اذا لم يؤذيك اوكما قال الله تعالى
(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله:.اما سيرة الرسول الاعظم (صلى) فقد كان يتفقد جيرانه من اليهود ويعود المرضى منهم …فباي دين تدينون ايها الدواعش  لعنكم الله ولعنكم اللاعنون  ومن تحالف معكم من العراقيين فاقدي الشرف والغيرة هذا ديننا؟ … اما اخلاقنا كمسلمين حقا فرغم مئات الالاف من التركمان والشبك نزحوا الى اغلب محافظات الوسط والجنوب فان محافظة كربلاء المقدسة ومحافظة النجف الاشرف ومحافظة واسط اعلنت عن امكانية استقبال الاخوة المسيحين المهجرين في حالة رغبتهم لياكلوا
 من قدر واحد ويشربوا بقدح واحد مع اخوتهم المسلمين الذين يقتدون بسيرة محمد وال محمد صلوات الله عليهم  .